خبير ألماني: "لا أتوقع نجاح الجيش التركي في شمال العراق"
٢٥ فبراير ٢٠٠٨في مقابلة مع دويتشه فيله، قال يوخين هيبلر، الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط من جامعة ديسبورغ، إن الأعمال العسكرية التي تقوم بها تركيا في شمال العراق يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الأمن في شمال العراق وباقي أنحاءه، بالإضافة لزيادة التطرف السياسي في البلاد. وبين الخبير أن العمليات العسكرية يمكن أن تزعزع صورة الدولة العراقية لدى الشعب العراقي، مضيفا أن العمليات العسكرية لن تحقق أهدافها، وأن تدخل تركيا بهذه الطريقة يمكن أن يشجع دولا أخرى مثل إيران على زيادة نشاطاتها في العراق أيضا.
القيادة التركية تدافع عن العمليات العسكرية
في غضون ذلك ذكرت تقارير صحيفة تركية أن القوات التركية تقدمت يوم الاثنين صوب مقر حزب العمال الكردستاني الواقع في جبال قنديل بالقرب من الحدود العراقية مع إيران. وأفادت صحيفة "حريات" التركية إن معسكرات الحزب في منطقتي زاب ووادي جيمجو قد دمرت وإن القوات التركية تستهدف حاليا قاعدة قنديل التابعة للحزب. في الوقت نفسه دافع جميل تشيشك المتحدث باسم الحكومة التركية عن العمليات العسكرية الجارية قائلا إن تركيا بمقتضى القانون الدولي تملك حق الدفاع عن النفس ومنع حزب العمال الكردستاني من استخدام العراق كقاعدة انطلاق لشن هجمات على أهدف مدنية وعسكرية. وتابع تشيشك قائلا: " لقد قلنا منذ البداية إن منظمة حزب العمال الكردستاني الإنفصالية هي هدفنا الوحيد"، مضيفا أن الشعب العراقي "صديق لتركيا". وقال تشيشك إن القوات التركية ستعود إلى الوطن فور نجاحها في تدمير قدرة حزب العمال الكردستاني بحيث لا يصبح قادرا على التسلل إلى الحدود التركية لتنفيذ هجماته، رافضا التكهن بموعد هذه العودة.
حزب العمال يتحدث عن هجمات إسرائيلية عليه
وتضاربت الأنباء حول تقدم عمليات الجيش التركي ضد حزب العمال الكردستاني، حيث أفاد بيان أصدرته القيادة العامة للجيش التركي أن حصيلة القتلى منذ الغزو الذي شنته تركيا على العراق ليلة الخميس الماضي ارتفعت إلى 127 شخصا بينهم 112 مقاتلا من الحزب و15 جنديا تركيا. إلا أن حزب العمال الكردستاني رفض هذه الأرقام، حيث جاء في بيان له أنه استطاع أن يقتل 22 جنديا تركيا خلال إحدى هجماته، كما أكد الحزب في تقرير نشره على موقعه في الإنترنت أن القوات الإسرائيلية تساعد الجيش التركي في العمليات العسكرية شمال العراق من خلال دعم جوي واستطلاعي وتقديم معلومات استخباراتية.
ألمانيا لا تستطيع التأثير والحكومة التركية لم تكن متشجعة لشن العمليات
أما عن الدور الذي يمكن أن تلعبه ألمانيا في التخفيف من تصاعد الأزمة في شمال العراق فقال الخبير الألماني هيبلر: "إنه دور ضئيل جدا" وأنه حتى وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليسا رايس حاولت التأثير على الحكومة التركية لتلافي شن هجمات على شمال العراق، إلا أن الحكومة والجيش التركي قررا شن هذه العمليات في النهاية بالرغم من التحفظات الأمريكية. ولفت الخبير الانتباه إلى نقطة مهمة هي أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة في تركيا لم يكن متحمسا لشن هذه العمليات، وأن جنرالات الجيش التركي هي التي ضغطت على الحكومة التركية لشنها. وأرجع هيبلر السبب وراء تلكؤ الحكومة التركية في شن الهجمات إلى أن جزءا مهما من قاعدة حزب العدالة والتنمية لديها خلفية كردية. من ناحية أخرى أشار الخبير أن حزب العدالة والتنمية استفاد من هذه العمليات في التخلص من الانتقادات الداخلية التي كانت قد وجهت إليه بسبب دعمه لقانون يتيح ارتداء الحجاب في الجامعات، فقد غاب هذا الموضوع عن الساحة السياسية تماما بعد بدء العمليات العسكرية.