خبير ألماني: نجاحات حزب البديل تعتمد كثيرا على صورة ميركل
٢٦ سبتمبر ٢٠١٨
خلفت خسارة مساعد ميركل، فولكر كاودر، لمنصبه كرئيس كتلة التحالف المسيحي في البرلمان ـ بوندستاغ ـ ردود فعل سياسية كبيرة في البلاد. خبير ألماني يرى أن نجاحات حزب البديل الشعبوي تعتمد كثيرا على صورة ميركل.
إعلان
شكلت خسارة فولكر كاودر في الانتخابات التي جرت داخل كتلة حزب ميركل المحافظ في البرلمان الألماني يوم الاثنين الماضي ضربة موجعة للمستشارة ميركل، حيث بات مستقبلها السياسي على المحك، كما يعتقد ذلك الكثير من الخبراء الألمان وبعض تعليقات الصحف الألمانية. نهاية عهد ميركل باتت وشيكة ولكن ليس بالقريب العاجل كما يتمنى حزب البديل من أجل ألمانيا، وفق ما يقوله الخبير الألماني فيرنر باتسيلت. DW عربية حاورت الخبير في الشؤون السياسية الداخلية الألمانية باتسيلت.
هناك الكثير من الجدل في الصحافة الألمانية حول اقتراب "نهاية ميركل"، فهل يعني ذلك أننا لن نرى ميركل مستشارة في الأيام القليلة القادمة؟
نهاية مدة حكم أنغيلا ميركل متوقعة ولكنها لن تحدث خلال الأيام، الأسابيع أو حتى الأشهر القليلة القادمة. هناك اتفاق على برنامج حكومي بين أطراف الائتلاف الحاكم وسيتم في نهاية فصل الخريف المقبل في 2019 تقييم عمل الحكومة ومن المتوقع أن يغادر الحزب الاشتراكي الديموقراطي SPD الحكومة، حينما سيرى أن البقاء فيها لم يعد في صالحه. لكن من غير المرجح أن تُرشح أنغيلا ميركل مرة أخرى لمنصب المستشارة وبالتالي فإن عدم اختيارها لولاية أخرى في خريف العام القادم، أمر متوقع وواقعي.
رئيس الحزب الديمقراطي الحر FDP أوصى ميركل بإجراء تصويت على الثقة في البرلمان الألماني، هل هذا يعني أننا سوف نرى خطوات ملموسة ضد ميركل؟
إذا تم التصويت على هذا الطلب بالنفي، ستشكل إعادة انتخابات جديدة للحزب الاشتراكي الديموقراطي SPD انتحاراً له، وبالتالي لن يكون لهذا التصويت الجديد معنى كبير. لكن إذا كان الهدف من تصويت الثقة هو اختبار ما إذا كان الائتلاف الحاكم يقف إلى جانب المستشارة، فقد يكون له حينها معنى، لكنه سيحمل معه خطرأن لا يحدث حتى هذا التصويت تحسناً داخل الحكومة، كما حدث ذلك قبل عقود عديدة مع المستشارالسابق هيلموت شميت من الحزب الاشتراكي الديمقراطي عندما كان في أزمة مماثلة.
إلى أي مدى ساهمت سياسة ميركل الخاصة باللجوء والهجرة في زيادة حجم الاستياء داخل الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU؟
إن سياسة اللجوء الخاصة بالمستشارة هي سبب كل مشاكلها الحالية. سياسة اللجوء هذه جعلت المزيد من الناس يرفضون دعم الحزب الديمقراطي المسيحي CDU وينقلون دعمهم إلى الحزب اليميني الشعبوي "حزب البديل من أجل ألمانيا" AfD ولا يقتصر هذا الاستياء على داخل الاتحاد الاجتماعي المسيحي وإنما حتى في صفوف الحزب الديمقراطي المسيحي، حيث هناك معارضة منذ فترة طويلة لهذه السياسة. وهذا دليل إضافي على أن سياسة اللجوء الخاصة بالمستشارة جعلتها غير محبوبة لدى الناس.
بعد خسارة فولكر كاودر منصبه كرئيس لأكبر كتلة برلمانية في البوندستاغ، أعلن حزب البديل من أجل ألمانيا عن فرحته، هل ما يحدث في برلين، يخدم مصالح حزب البديل من أجل ألمانيا؟
طالما ظلت المستشارة في منصبها وطالما لم يقم الحزب الديمقراطي المسيحي CDU بإجراء أي إصلاحات لسياسته الخاصة باللجوء، يمكن لليمينين الشعبويين من حزب البديل من أجل ألمانيا الاحتفال. حزب البديل من أجل ألمانيا يستغل ضعف شخصية مهمة من النظام الحكومي ويحاول مطاردتها. نجاحات حزب البديل تعتمد بشكل كبير على صورة المستشارة التي تعتبر عدوة له وعلى سياستها الخاطئة الخاصة باللجوء والهجرة لدى الألمان . في حالة غياب ميركل ووجود سياسة هجرة معقولة، حينها ينتهي الزمن الجميل لحزب البديل من أجل ألمانيا.
أجرت الحوار إيمان ملوك
فيرنر باتسيلت، خبير ألماني وأستاذ العلوم السياسية في جامعة دريسدن
واحد من هؤلاء يمكن أن يخلف ميركل إذا فقدت منصبها!
خسر فولكر كاودر المقرب من ميركل الانتخابات لرئاسة الكتلة النيابية للاتحاد المسيحي أمام رالف برينكهاوس المرشح غير المعروف. وبعد مطالبة معارضين لميركل بإجراء سحب الثقة، تأتي تكهنات حول من يخلفها في منصب المستشار.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Sommer
المفضلة لدى ميركل: أنغريت كرامب كارينباور
لو رتبت أنغيلا ميركل شؤون إرثها، لوقع الاختيار على أنغريت كرامب كارينباور، التي تتمتع كأمين عام للحزب المسيحي الديمقراطي بتعاطف كبير، وسبق أن كسبت انتخابات كرئيسة وزراء في ولاية السار. وهي تساند، على غرار ميركل، حلا أوروبيا في موضوع الهجرة. وترى كمؤيدة للاتحاد الأوروبي أن "أوروبا المشتركة في خطر"، بسبب التحركات الأحادية الجانب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schreiber
المرشح الانتقالي: فولفغانغ شويبله
باعتباره أقدم نائب في تاريخ البرلمان الألماني، يتمتع رئيس البرلمان الألماني بسلطة تتجاوز حدود الأحزاب كلها. ورغم أنه يعارض سياسة ميركل في الهجرة، فإن فولفغانغ شويبله ساند المستشارة في خلافها حول اللجوء مع الحزب الاجتماعي المسيحي. وشارك الرجل البالغ من العمر 76 عاما في التفاوض على اتفاقيات الاتحاد الأوروبي، وتم اعتباره بسبب موقفه الصارم تجاه اليونان "كضابط حازم في أوروبا"
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"المرأة غير المحبوبة".. أورزولا فون دير لاين
السيدة البالغة من العمر 59 عاما اعتُبرت لوقت طويل المرشحة الأكثر تأهلا لخلافة ميركل. ومشكلة وزيرة الدفاع تكمن في أنها غير محبوبة داخل حزبها وتحظى بدعم ضعيف. فون دير لاين تريد جيشا أوروبيا له "ثقل أكبر في كفة الميزان"، ودافعت بقوة عن حصول اللاجئين على تكوين داخل الجيش الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
الحل الوسط: يوليا كلوكنر
وزيرة الزراعة وحماية المستهلك تحسن إلى حد الآن التموقع بين معسكري أنصار ميركل ومعارضيها. وهذه استراتيجية قد تدفع المرأة البالغة من العمر 45 عاما إلى مقر المستشارية. إلا أن هذا المشروع لم ينجح أثناء الانتخابات لشغل رئاسة وزراء ولاية راينلاند بفالتس، فقد تأرجحت كلوكنر بين الإشادة والانتقاد لمسألة اللجوء وخسرت.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
المحافظ: ينس شبان
وزير الصحة تحفَظ مؤخرا في توجيه الانتقاد للمستشارة. وبالرغم من ذلك فهو يُعتبر معارضا لميركل ويقف من أجل التجديد المحافظ للحزب. ويعتزم الرجل البالغ من العمر 38 عاما تقنين أعداد اللاجئين ويطالب بحظر النقاب. ويرفض شبان الجنسية المزدوجة، فضلا عن وجود دولة مركزية أوروبية ووزير مالية أوروبي.
صورة من: picture alliance/dpa/C. Koall
أمل المستقبل: دانييل غونتر
رئيس وزراء ولاية شليزفيغ هولشتاين يتزعم في أقصى شمال البلاد تحالفا لم يحصل في برلين، ويُعتبر بالرغم من ذلك تكتلا مستقبليا: تحالف حزبي بين المسيحيين والليبراليين والخضر. والرجل البالغ من العمر 45 عاما كان الداعم الأبرز للمستشارة في الخلاف بين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاجتماعي المسيحي، ويريد فتح أبواب سوق العمل الألمانية أمام طالبي اللجوء المرفوضين على أساس قانون هجرة جديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Rehder
المتحكم في الخيوط: بيتر ألتماير
يُعتبر وزير الاقتصاد والطاقة اليد اليمنى لميركل ورجل جميع المهام. وأفضل مثال على ذلك: في ذروة أزمة اللجوء أقالت ميركل وزير الداخلية دي ميزيير وعينت ألتماير منسقا لسياسة اللجوء. وفي النزاع التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية يريد الرجل البالغ من العمر 60 عاما أوروبا أقوى وترامب ضعيفا ويقول إن "مجتمع القيم أقوى من السياسيين الأفراد".
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
المُقلَّل من قدره: أرمين لاشيت
كرئيس وزراء لأكبر ولاية من حيث عدد السكان (شمال الراين ويستفاليا) يكون المرء مرشحا بصفة تلقائية للمستشارية، رغم أن اسم الرجل البالغ من العمر 57 عاما نادرا ما يرد عند التكهنات حول من يخلف ميركل. لكن هذا لا يعني شيئا، فلاشيت فاز قبل سنة بصفة مفاجئة مع الحزب المسيحي الديمقراطي بالانتخابات البرلمانية المحلية. وفي سياسة اللجوء هو يدافع دوما عن نهج المستشارة. اعداد: أوليفر بيبر/م.أ.م