خبير ألماني يستبعد تطور فيروس كورونا إلى وباء فتاك في السعودية
١٧ أكتوبر ٢٠١٣ ظهر فيروس "كورونا" التنفسي الشرق الأوسطي MERS-CoV لأول مرة في شهر سبتمبر/ أيلول عام 2012 في المملكة العربية السعودية. ومنذ ذلك الحين أصيب 138 شخصا بهذا الفيروس وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية. وسجلت غالبية الإصابات في المملكة العربية السعودية، وبعضها في الأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة. ومنذ شهر أبريل/ نيسان من العام الجاري، وعدد الإصابات في انتشار مضطرد.
تطور المرض يقلق الخبراء ومنهم الخبير الألماني كريستيان دروستن من جامعة بون الطبية الذي أوضح في حوار مع DW أن عدد المصابين "بلغ حاليا نحو 140 شخصا، وقد توفي ما يقرب من نصفهم. وهذه نسبة وفيات كبيرة مقارنة بالأمراض المُعدية الأخرى".
من جانب آخر تشهد المنطقة المتضررة من فيروس كورونا، وخاصة مكة المكرمة، مواسم حج وعمرة، وهو ما يعني بالضرورة أنها تشهد تواجدا بشريا كبيرا للغاية. ووفقا للسلطات السعودية فقد حضر موسم الحج هذا العام 2013 حوالي مليونين من الحجاج المسلمين، معظمهم أتوا إلى مكة من الخارج. وفي موسم الحج الذي يدوم لأكثر من أسبوع يعيش الحجاج بعددهم الضخم على مساحة صغيرة جدا من الأرض.
الحماية من فيروس كورونا متاحة
وجود كثافة بشرية ضخمة بهذا الشكل في منطقة صغيرة يزيد من احتمال الإصابة بشكل كبير كما يقول الخبير الطبي الألماني كريستيان دروستن. ولهذا السبب يبادر الكثير من الحجاج منذ عدة سنوات إلى ارتداء أقنعة واقية تغطي مساحة الفم وما حولها على وجوههم، بمن فيهم النساء، وذلك رغم أنه من غير المسموح للنساء بإخفاء وجوههن في مكة أثناء الحج وفقا للتعاليم الإسلامية.
وبعد ظهور فيروس كورونا دعت السلطات السعودية الحجاج إلى اتخاذ تدابير وقائية. فوزارة الصحة تنصح النساء الحوامل وحتى الكبار في السن بعدم الذهاب إلى الحج رغم أنه حتى الآن لم تسجل أية حالة إصابة بالفيروس بين الحجاج. فهل بالغت المملكة العربية السعودية في ردة فعلها؟
كلا" ليست هناك مبالغة في موقف السلطات السعودية، كما يقول كريستيان دروستن، مضيفا: "أعتقد أنه من المبرَّر جدا أن تعطي السلطات السعودية للحجاج تعليمات عامة حول كيفية حماية أنفسهم من العدوى بالفيروس. وإلى الآن لا توجد معلومات موثّقة حول ما إذا كان الفيروس سيتطور وسيشكل مرضا وبائيا. ومازال يتطلب الأمر المزيد من الوقت للتعرف على الفيروس الجديد. لكن الخطر لا يزال قائما كما يقول الخبير في علم الفيروسات كريستيان دروستن، مذكرا بحالة فيروس آخر قائلا: "مثلا لم يتم التعرف على الأعداد الحقيقية للمصابين بالمرض الذي يسببه فيروس سارس (الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد) ولم يُعرَف مدى قابليته للانتشار والعدوى إلا بعد شهور عديدة من ظهور أعراضه".
هل سيتطور فيروس كورونا إلى مرض وبائي؟
ما يعرفه الباحثون حتى الآن هو أن فيروس كورونا يشبه فيروس سارس، وأعراض المرض التي يسببها لا تختلف إلا بدرجة قليلة جدا عن أعراض الإصابة بفيروس سارس الذي تسبب قبل عشرة أعوام بوباء عالمي لقي فيه 800 شخص حتفهم. وتبدأ هذه الأعراض بمرض يشبه داء الأنفلونزا وتتطور الأعراض غالبا خلال أول أسبوع إلى التهاب رئوي ترافقه صعوبة شديدة في التنفس.
لكن كريستيان دروستن يرى أن خطر تطور الإصابة بفيروس كورونا إلى وباء واسع الانتشار ليس واردا في الوقت الحاضر، مؤكدا أن فيروس كورونا "على الأقل في شكله الحالي الذي يوجد وفقه في الوقت الراهن ليس من المحتمل ربما أن يتسبب في وباء واسع الانتشار". بيد أن الخبير الألماني يشدد أيضا على أنه من المهم للغاية أن يقي الناس أنفسهم ضد مسببات هذا المرض.
وينصح بإتباع إرشادات السلطات السعودية بهذا الشأن، التي توصي باستخدام أقنعة الفم. ويصف هذه التعليمات بأنها مفيدة جدا مؤكدا على أن غسل اليدين بانتظام هو أمر في غاية الأهمية، ويضيف: "بهذه الوسائل البسيطة يمكننا حماية أنفسنا ضد العديد من الفيروسات المسببة للأمراض، وليس فقط من فيروس "كورونا" التنفسي الشرق الأوسطي".