خبير روسي: ضرب سوريا قد يؤدي لمواجهة نووية بين روسيا وأمريكا
١٠ أبريل ٢٠١٨
في حوار مع DW عربية حذر خبير عسكري روسي من مخاطر توجيه ضربة لسوريا، إذ قد يؤدي لمواجهة مباشرة بين القوتين العظميين وحرب عالمية ثالثة يستخدم فيها السلاح النووي. كما تحدث عن الأهداف التي يمكن ضربها في سوريا.
إعلان
مسائيةDW : كيف سترد روسيا على الرد الأمريكي المحتمل؟
24:55
الهجوم الكيماوي المفترض على دوما السورية، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين، تم التنديد به وبشدة خاصة من الدول الغربية. وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برد سريع وقوي على ما يعتقد أنه هجوم كيماوي. وذكر ترامب في اجتماعه مع قادة عسكريين ومستشارين للأمن القومي أنه سيتخذ قرارا إزاء الرد، مضيفا أن الولايات المتحدة لديها "خيارات عسكرية كثيرة" بشأن سوريا.
حول الرد الأمريكي العسكري المحتمل وعن الأهداف التي يمكن أن تستهدفها الولايات المتحدة، أجرت DW عربية حواراً مع المحلل العسكري الروسي في وكالة تاس الروسية، فيكتور ليتوفكين.
DW عربية: ما مدى الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة وهل ستكون قاعدة حميميم من بين الأهداف المحتملة؟
فيكتور ليتوفكين: أعتقد أن الضربة العسكرية من قبل الولايات المتحدة على سوريا ستقتصر على صواريخ كروز "توماهوك" من المدمرتين "دونالد كوك" و"بورتر" التي تقترب الآن من سواحل سوريا. وحسب علمي لا توجد في البحر الأبيض المتوسط حاملات طائرات أمريكية، لذلك أرى أن الضربة العسكرية ستقتصر فقط على صواريخ "توماهوك".
أما فيما يخص الأهداف العسكرية، فهناك باقة متنوعة من الأهداف من ضمنها مقر هيئة الأركان العامة السورية، إضافة إلى قواعد ومطارات عسكرية سورية، ولا أستبعد تعرض قصور الرئيس السوري للقصف. وأريد أن أشير إلى أن هناك جنود وخبراء روس في كل القواعد والمطارات العسكرية تقريبا، التي تؤدي مهام المساعدة لأفراد الجيش السوري في الحرب ضد الجماعات المسحلة الإرهابية. لذلك هناك احتمال كبير لتعرض الروس للقصف، الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً.
وقد حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش الروسي، فاليري غيراسيموف الولايات المتحدة من تعرض مواطنين روس للقصف الأمريكي، وفي حال تعرضهم لأذى فسيقوم الجيش الروسي باعتراض هذه الصواريخ وقصف مصادرها. ولذلك على خلفية هذا التحذير، أرى أن على الولايات المتحدة التفكير جيداً قبل استهداف سوريا، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً.
وفي حال تعرض قاعدة حميميم للقصف، فإن هذا إعلان للحرب على روسيا. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة ستقوم بهذه الخطوة، لأنها ستؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة.
ترامب يتعهد برد سريع على هجوم كيماوي محتمل في سوريا
00:52
This browser does not support the video element.
DW عربية: هل يعني ذلك أن الضربة ستؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وأمريكا؟
فيكتور ليتوفكين: يمكن أن تؤدي الضربة العسكرية إلى مواجهة خطيرة بين القوتين العظمتين، ولا أستبعد استخدام السلاح النووي في هذه المواجهة. هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق كل من روسيا والولايات المتحدة، كلاهما يملكان سلاحا نوويا وتضم ترسانة كل بلد قرابة 1500 رأس نووي. إضافة إلى ذلك تملك الولايات المتحدة نحو 200 قنبلة نووية في القارة العجوزة (أوروبا). ولذلك ستشهد الحرب عواقب خطيرة، في حال نشوبها.
DW عربية: وماذا بالنسبة لتوازن القوى على الأرض في سوريا؟
فيكتور ليتوفكين: لا أتوقع أن تؤثر الضربة لو وقعت على توازن القوى في سوريا، فالمعارضة السورية مشتتة ولا تملك أي قوة على الأرض تقريبا. وفي حال نشوب الحرب بين روسيا وأمريكا، فإن دور اللاعبين الإقليمين سيقتصر فقط على المشاهدة والأمل على عدم الانجرار إليها.
فيكتور ليتوفكين، محلل عسكري روسي في وكالة تاس الروسية، عقيد متقاعد سابق.
أجرى الحوار: س.آ/ ع.ج
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.