1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير رياضي: فشل المنتخبات العربية انعكاس لفشل السياسات الرياضية

١ فبراير ٢٠١١

يعزو الخبير الرياضي المغربي بدر الدين الإدريسي النتائج المتدهورة التي حققتها المنتخبات العربية في المنافسات الكروية الأخيرة، إلى غياب الاحتراف الحقيقي، ويعتبر تنظيم قطر لكأس العام 2022 فرصة لتطوير الرياضة العربية.

بدر الدين الإدريسي نائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضيةصورة من: Badr Idrissi

عجزت المنتخبات العربية لكرة القدم في تحقيق نتائج مشرفة في المنافسات الكروية التي شاركت فيها مؤخرا. ففي أمم آسيا لم يتمكن أي منتخب عربي من التأهل للمربع الذهبي وهو مالم يحدث منذ عام 1972، أما مونديال جنوب إفريقيا فلم يشارك فيه سوى منتخب عربي واحد خرج من الدور الأول بعدما كانت المنتخبات العربية تنافس في بعض البطولات على التأهل للأدوار المتقدمة. بدر الدين الإدريسي نائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية يوضح في حواره مع دويتشه فيله أسباب هذا الفشل.

دويتشه فيله: كيف تقيم مستوى كرة القدم العربية في الفترة الأخيرة؟

بدر الدين الإدريسي: لابد أن نعترف أن هناك مرحلة ركود كبير في مستوى المنتخبات العربية، ففي كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، لم يمثل العرب سوى منتخب واحد وهو المنتخب الجزائري وهي سابقة بالمقارنة مع الدورات الماضية. وحتى المنتخب الجزائري كانت نتائجه أقرب إلى الكارثية منها إلى أي شيء آخر، وخرج من الدور الأول. لتتحطم كل الآمال في أن يتمكن منتخب عربي آخر غير المنتخب المغربي والسعودي من بلوغ دور الثمن النهائي.

وبعد ذلك جاء ت بطولة أمم آسيا والتي احتضنتها قطر. وكنا نأمل في تتمكن أحد المنتخبات العربية في تكرار إنجاز العراق والظفر باللقب أو على الأقل أن تكون طرفا في المباراة النهائية، لكن للأسف لم يفلح أي من المنتخبات العربية الثمانية التي شاركت في البطولة من تحقيق ذلك. واعتقد أن الموقف يستدعي وقفة طويلة للقراءة والتمعن في الأسباب المؤدية لذلك.

ماهي في نظركم الأسباب المؤدية لهذا الفشل؟

خروج قطر من منافسات بطولة كأس أمم آسيا من دور الربع على يد اليابان صاحب اللقبصورة من: AP

يغيب العمق المهني والقدرة على الاعتراف بالأخطاء لدى الاتحادات العربية. كما ينعدم مبدأ احترام الاختصاصات ومطابقة الإمكانيات مع الرهانات. فعلى المستوى الآسيوي هناك فرق كبير في طبيعة العمل بين دول شرق أسيا مثل اليابان وكوريا والصين، وبين دول غرب أسيا التي تنتمي إليها الدول العربية حيث تنقص الاحترافية أو تطبق بشكل خاطئ. لذلك نقول أن فشل المنتخبات العربية هي فشل للسياسات الكروية والرياضية بشكل عام.

غالبا ما يلجأ في حالة فشل بعض المنتخبات إلى تغيير المدربين أو اللاعبين، هل هذا هو الأسلوب الصحيح للعودة إلى تحقيق النتائج الإيجابية من جديد؟

هذا هو عين الخطأ، فنحن دائما نبحث عن شماعات نعلق عليها فشلنا لنمتص غضب الجمهور بشكل سريع. فنحن غالبا ما ندين المدربين واللاعبين لكن لا ندين السياسيين أو المسؤولين عن الشأن الكروي. فإذا فشل المدرب فيجب أن نسأل عن الشخص الذي أتى به، وعن أي أساس تم إحضار هذا المدرب والأهداف التي سطرت معه وغيرها من الأمور التي تم إتباعها لاختيار هذا المدرب. فإقالة مدربين أو حل الاتحادات غالبا ما تكون حلولا ترقيعية لا تفيد في شيء.

وماهي إذن في نظركم الحلول المناسبة التي يجب إتباعها؟

في نظري يجب تحديد نوعية السياسية الرياضية المتبعة في بلد ما. هل هي سياسة رياضية تتأسس على الرغبة في تحقيق إنجازات دولية أم انها تريد الاقتصار على إنجازات قارية، عندئذ يتم تحديد الأولويات بالشمل الصحيح وتتفادى العشوائية. على المنتخبات العربية أن تهتم بالعمل القاعدي وتستثمر في التكوين والتأهيل ولا أقصد هنا فقط تكوين اللاعبين والمدربين وإنما أيضا تكوين مسيري المستقبل لأنهم هم من سيتحملون مسؤولية تسير الشأن الرياضي في وقت لاحق.

هل يوجد منتخب أو اتحاد عربي يمكن أن يكون مثالا يحتذى به في هذا الخصوص؟

هل ستفرح الجماهير العربية بتحقيق النتائج أم أنها ستقتصر فقط على الافتخار بالتنظيمصورة من: AP

يجب أن نعترف بأن كل السياسات الرياضية المتبعة في الدول العربية متطابقة. وسأكون كاذبا إذا قلت لك بأن هناك منتخب عربي أو اتحاد عربي ينظم ويعمل بشكل احترافي كما عليه الأمر في أوروبا. صحيح أن السعودية والإمارات كانا سباقين إلى البناء الهيكلي والاهتمام بالتكوين والتأطير، لكن بشكل عام تفتقد الرياضة في الدول العربية للعقلية الاحترافية، وهو أمر لن يدوم طويلا سواء أرادت الاتحادات العربية ذلك أم أبت، لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم أصبح يفرض على جميع الاتحادات الوطنية اتباع أسلوب احترافي على جميع الأصعدة سواء على مستوى التكوين أو التسيير.

هل تتوقعون بان يساهم تنظيم قطر لكأس العالم عام 2022 في تطوير كرة القدم العربية؟

قطر خططت لهذا الرهان منذ مدة طويلة واستطاعت كسبه لصالحها. فعن طريق تنظيمها لمنافسات رياضية مختلفة استطاعت قطر وكذلك الإمارات العربية المتحدة من أن يظهرا للعالم قدرتهما على تنظيم تظاهرات كبرى في حجم كأس العالم. أتوقع بأن يكون كأس العالم بقطر واحد من أجمل البطولات التي نظمت لحد الآن. وللاستفادة من تنظيم قطر لهذا الحدث الكروي الكبير، يجب على كل بلد عربي من الآن التفكير في الطريقة التي يمكن من خلالها الاستفادة من تنظيم كأس العالم فوق أرض عربية، حتى لا تقتصر فرحة العرب على نيل شرف التنظيم، وإنما تتجاوزه إلى تحقيق نتائج إيجابية على أرضية الملعب.

بدر الدين الإدريسي رئيس اتحاد الصحفيين المغاربة ونائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضة ورئيس تحرير صحيفة المنتخب المغربية


هشام الدريوش

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW