خبير: طائرات تورنادو ألمانية تشارك في قتل المدنيين بسوريا
٣٠ مارس ٢٠١٧
شاركت طائرات "تورنادو" ألمانية في قصف مدرسة بسوريا. هذه الحادثة واحدة من عدة عمليات قصف جوي. كريس وودز من موقع airwars.org تحدث مع DW عن الضحايا المدنيين في الحرب ضد تنظيم "داعش" والدور الألماني.
إعلان
DW: يبدو أن مقاتلات ألمانية لعبت دوراً حاسماً في الهجوم على مدرسة في منطقة المنصورة بالقرب من الرقة في سوريا، ما أدى إلى مقتل 33 مدنياً حسب وسائل إعلام ألمانية، بينهم نساء وأطفال. وتفيد بيانات airwars.org أن هذه الحالة ليست إلا واحدة من عدة هجمات للتحالف ضد تنظيم "داعش" سقط ضحيتها مدنيون. للحصول على فكرة حول حجم الضحايا المدنيين، ما هي الأرقام المتوفرة لديكم بشأن الضحايا المدنيين في سوريا؟
كريس وودز: حرب التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" بدأت في أغسطس/ آب 2014. وفي سبتمبر/ أيلول 2014 بدأت الغارات الجوية الأولى في سوريا، إذاً قبل فترة طويلة من الشروع في استخدام مقاتلات جوية من طراز "تورنادو" تابعة للجيش الألماني. استخدام هذه الطائرات بدأ في يناير/ كانون الثاني 2016. ومنذ سبتمبر/ أيلول 2014، قتل حسب معلوماتنا أكثر من 1.400 مدني فقط في سوريا. وبإدراج العراق في العملية الحسابية، نصل إلى عدد يفوق 2.800 ضحية مدنية. نحن إذاً بصدد نزاع قوي يتسبب للأسف في عدد مرتفع من الضحايا المدنيين.
قيل للرأي العام الألماني إن مقاتلات ألمانية لا تُستخدم في العمليات القتالية. لكن هل يمكن في الحقيقة التمييز بين مهمات الاستطلاع والتجسس من جهة وبين اختيار أهداف والقتل الحقيقي من جهة أخرى؟ ماذا تفعل طائرات تورنادو تحديداً؟ وما هي أهميتها؟
وودز: النزاع في سوريا يرتبط بشكل قوي بعمليات الاستطلاع الجوي. بلدان مثل ألمانيا لا تشارك في العمليات القتالية الفعلية، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تلعب دوراً محورياً في جمع معلومات هامة من الجو تُستخدم بعدها في هجمات ينفذها آخرون، غالباً ما تكون الولايات المتحدة الأمريكية. طائرات "تورنادو" الألمانية لا تقصف، ولكنها تزود معلومات تُستخدم في تنفيذ عمليات مميتة. ألمانيا لا تضغط على الزر، ولكن معلومات ألمانية تلعب دوراً رئيسياً في الهجمات الجوية على أهداف "داعش".
الحملة العسكرية ضد الموصل ما تزال في أوجها، ومن المتوقع أن تنطلق الحملة مستقبلاً ضد معقل التنظيم الأهم في الرقة. هل يجب علينا ترقب سقوط ضحايا مدنيين أكثر في الحرب ضد "داعش"؟
وودز: لا يحق لنا أبداً عند النظر إلى خطر سقوط ضحايا مدنيين الانزلاق إلى العدالة الذاتية. لقد شهدنا في الشهور الماضية ارتفاعاً واضحاً للضحايا المدنيين في منطقة الرقة ـ وهذا قبل أن يبدأ الهجوم الفعلي على المدينة. ما يقلقنا بوجه خاص في هذا الإطار هو أن غالبية الضحايا المدنيين توجد في قرى ومدن صغيرة ذات تعداد سكان قليل. نخشى أن يكون هذا الارتفاع نتيجة لشن الحرب السريع. نشهد حالياً تضاعف عدد الغارات الجوية على الرقة عشر مرات مقارنة مع نصف سنة سابقة. نفترض وجود ضحايا مدنيين أكثر، لأن المعلومات ناقصة ـ من الجو ومن الأرض. في الرقة يتعاون التحالف الدولي ضد "داعش" مع قوى الدفاع الذاتي الكردية، والمسماة قوات سوريا الديمقراطية. هؤلاء لا ينحدرون من المنطقة، بل من جهة أخرى. وبما أن التحالف يملك فقط معلومات محدودة حول الوضع على الأرض، فإن المدنيين يموتون بسبب المعلومات السيئة. نحن نعتبر أن الخطر يزداد على المدنيين.
أجرى المقابلة ماتياس فون هاين
كريس وودز هو مدير منظمة "airwars.org" غير الحكومية، والتي تعمل من أجل مزيد من الشفافية في الصراعات المسلحة، وذلك عبر البحث وجمع معلومات ونشر إحصاءات حول حصيلة الضحايا المدنيين في تلك الصراعات.
الجيش الألماني- ستون عاما من المهام العسكرية
تمثلت المهمة الرئيسية للجيش الألماني، عند تأسيسه سنة 1955، في الدفاع عن حرمة الأراضي الألمانية، لكن منذ منتصف تسعينات القرن العشرين تغيرت مهمته لتشمل المشاركة في مهمات عسكرية خارجية. جيش ألمانيا في البوم صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادقت الحكومة الألمانية في الثاني من نيسان/أبريل 1993 على قرار مشاركة جنود ألمان في مهمات لحلف الناتو في يوغوسلافيا. السابقة وكانت تلك أول عملية عسكرية للجيش الألماني خارج حدوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stephanie Pilick
تمثلت مهمة القوات الألمانية في يوغوسرفيا السابقة بمراقبة قرار حظر الأسلحة في البحر الأدرياتيكي وإقامة منطقة حظر جوي فوق البوسنة. أثارت المهمة جدلا كبيرا، لإنها تجاوزت نطاق عمل الناتو المسموح به. المعارضة الألمانية وصفت المهمة بالمخالفة للدستور الألماني الذي يمنع إرسال قوات عسكرية خارج حدود البلد.
صورة من: picture-alliance/dpa
خولت المحكمة الدستورية العليا في الثاني عشر من يوليو/تموز 2012 الجيش الألماني القيام بعمليات عسكرية في إطار مهمات للأمم المتحدة ولحلف الناتو، نظرا لعضوية ألمانيا في المنظمتين. لكن المحكمة اشترطت ضرورة مصادقة البرلمان على كل مهمة يقوم به الجيش خارج البلاد.
صورة من: Getty Images
شارك الجيش الألماني في أول مهمة عسكرية كبيرة في تاريخه ضمن عمليات للناتو بداية 1999. مقاتلات التورنادو قامت بعمليات استطلاع عسكرية و ساهمت في تدمير دفاعات جوية صربية. أثارت مشاركة الجيش جدلا كبيرا في ألمانيا، لعدم وجود تفويض أممي للتدخل العسكري في كوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
تأجج الوضع السياسي في ألمانيا بعد إرسال إئتلاف الحزب الإشتراكي وحزب الخضر الحاكم آنذاك قوات عسكرية إلى كوسوفو. المعارضة اتهمت الحكومة بإعلان حرب مخالفة للدستور. الخلافات ألقت بظلالها على مؤتمر حزب الخضر السنوي سنة 1999، إذ تعرض وزير الخارجية يوشكا فيشر (حزب الخضر) إلى اعتداء بالكرات الملونة.
صورة من: picture-alliance/dpa
غداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001، شكل حلف الناتو، بموجب الفصل الخامس من معاهدة تأسيس الحلف، تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، شاركت فيه ألمانيا.الحكومة الألمانية أرسلت جنودا للقتال في أفغانسان ضمن عملية "الحرية الدائمة"، وارسلت قطعات اخرى إلى سواحل القرن الإفريقي.
صورة من: AP
أثارت مشاركة الجيش الألماني في الحرب على الإرهاب خلافات كبيرة داخل إئتلاف الحزب الإشتراكي والخضر الحاكم آنذاك. المستشار غيرهارد شرودر أبدى تضامن بلاده المطلق مع الولايات المتحدة، ومنحه البرلمان الألماني بأغلبية ضئيلة الثقة لإرسال قوات عسكرية لأفغانسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشارك الجيش الألماني منذ 2002 في مهمة عسكرية ضمن قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. قتل 54 جنديا خلال 13 سنة وانهيت المهمة القتالية عام 2014. ومنذ ذلك الحين يعمل 850 جنديا ألمانيا على تدريب قوات الأمن الأفغانية ضمن مهمة تدريبية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2009، أدت غارة جوية ألمانية على شاحنتين تنقلان البنزين تابعتين لطالبان إلى مصرع 100 شخص بينهم أطفال. العقيد غيورغ كلاين هو من أعطى تعليماته باطلاق الغارة.
صورة من: AP
نشرت ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2012 منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية في جنوب شرق تركيا، الحليف الأساسي في الناتو، وذلك تحسبا لإطلاق صواريخ من سوريا. يتمركز 256 جنديا ألمانيا في مدينة مهرش في الأناضول، على بعد 100 كيلومتر من الحدود الشمالية لسوريا. وستنتهي المهمة في شهر يناير/كانون الثاني 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
أرسلت ألمانيا في كانون الأول / ديسمبر 2008 قوات بحرية إلى منطقة القرن الإفريقي، قبالة السواحل الصومالية و في خليج عدن، لحماية حركة البواخر ومرور المساعدات الإنسانية ولمكافحة القرصنة ضمن مهمة "أتلانتا". وهي مهمة أوروبية يشارك فيها 318 جنديا ألمانيا.
صورة من: Bundeswehr/FK Wolff
يساهم 320 جنديا من القوات البحرية الألمانية منذ شهر نيسان/أبريل 2015 في إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط. سيتم توسيع نطاق عمل المهمة لمطاردة سفن عصابات تهريب المهاجرين في السواحل الليبية والإيطالية. ويحق للبوارج الألمانية احتجاز سفن المهربين وتدميرها في حالات خاصة.
صورة من: Bundeswehr/PAO Mittelmeer/dpa
لقي 106 جنود المان مصرعهم إبان الاعوام الستين الماضية في مهام عسكرية خارج البلاد. و في الثامن من أيلول/ سبتمبر 2008 شُيد في برلين نصب تذكاري للجنود الألمان الذين فقدوا اروحهم في مهام عسكرية.