"معظم اللاجئات الإيزيديات في ألمانيا يعانين من صدمات نفسية"
٢٣ أغسطس ٢٠١٨
صرح خبير نفسي ألماني من أصل إيزيدي أن أكثر من 90 بالمئة من الإيزيديات اللائي لجئن إلى ألمانيا والبالغ عددهن نحو ألف سيدة، يعانين من صدمات نفسية شديدة بسبب المعايشات التي مررن بها على يد تنظيم "داعش" الإرهابي.
إعلان
قال عالم النفس جان إلهان كيزيلهان لوكالة الأنباء الألمانية إن جميع الإيزيدات اللاجئات إلى ألمانيا تحققت لديهن معايير اضطراب الضغط النفسي التالي للصدمة وكان يجب أن يخضعن للعلاج. وأضاف عالم النفس الألماني كيزيلهان أن هناك نساء يعانين من صدمات نفسية يحاولن تجاوز الأمر حالياً بألمانيا، ولكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني أنهن تعافين، موضحاً: "ولكن أغلبهن تعلمن التعامل مع الصدمة".
وأضاف أن اللاجئة الإيزيدية أشواق حجي حميد التي هربت من ألمانيا بعد أن رأت مغتصبها في ولاية بادن-فورتمبرغ كما تقول، يمكن أن تكون قد تعرفت حقاً على خاطفها، واستدرك قائلاً: "ولكن هناك احتمالاً ثانياً أيضاً من منظور نفسي: ألا وأنها تعتقد أنها رأت هذا الشخص على الرغم من أن ذلك لم يحدث". وشدد على ضرورة تقفي أثر كلا الاحتمالين.
وأشار عالم النفس الألماني إلى أنه عندما كان بصحبة أول مجموعة من هؤلاء النساء الإيزيديات اللواتي جئن إلى ألمانيا في 2015 عبر إسطنبول، كان هناك رحلة حج إلى مكة حينها، وكان هناك كثير من المسلمين بملابسهم التقليدية في المطار، وقال: "هناك نساء سقطن مغشياً عليهن عندما رأين هؤلاء الأشخاص"، وأضح أن هؤلاء النساء ربطن بين الرجال الملتحين الذين يبدون بالزي الإسلامي وبين العنف الذي عانين منه على يد تنظيم "داعش".
وجاءت هذه التصريحات لكيزيلهان على خلفية حالة الإيزيدية أشواق حجي حميد تالو التي فرت من ألمانيا بعدما قالت إنها التقت خاطفها الداعشي هناك، ومن ثم وعادت إلى موطنها العراق واتهمت السلطات الألمانية بالتقاعس.
وتنتمي أشواق إلى الأقلية الإيزيدية الدينية العرقية التي تعيش في شمالي العراق. وبحسب تصريحات أشواق، قام تنظيم "داعش" باختطافها عام 2014 وبيعها في سوق الرقيق لأحد أعضاء التنظيم، والذي قام بضربها والاعتداء عليها لشهور قبل أن تتمكن من الفرار منه والسفر إلى ألمانيا.
وذكرت أشواق أنها التقت في موطنها الجديد بمدينة شفيبيش غموند في ولاية بادن-فورتمبرغ هذا الرجل في أحد الشوارع، مضيفة أنه هددها مجدداً. وقالت أشواق في تصريحات لـلوكالة الألمانية: "قال لي إنه يعرف كل شيء عن حياتي في ألمانيا. شعرت بالخوف لدرجة أنني لم أستطع الحديث".
خ.س/ ع.غ (د ب أ)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul