1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خبير يمني: نظام صالح فقد جميع أوراقه وقد ينهار خلال ساعات

٢١ مارس ٢٠١١

تتسارع الأحداث في اليمن بشكل دراماتيكي، وبانضمام جزء هام من الجيش والقبيلة والمؤسسة الدينية إلى ثورة التغيير فقد نظام الرئيس صالح أهم دعائمه. فهل بات هذا النظام على حافة الانهيار أم أن السيناريو الليبي قد يتكرر في اليمن؟

المجزرة التي تعرض لها المحتجون بصنعاء يوم الجمعة الماضية، خلقت غضبا شعبيا عارما ودفعت إلى مزيد من التأييد لثورة التغييرصورة من: dapd

أعلن قادة كبار بالجيش اليمني وسفراء وبعض القبائل تأييدهم للمحتجين المناهضين لنظام الرئيس علي عبدا لله صالح فيما يعد ضربة قوية لمحاولات صالح التغلب على المطالب الشعبية برحيله الفوري. وقد فقد هذا النظام أهم دعائمه المتمثلة بالجيش والقبائل والمؤسسة الدينية، و حتى القاعدة الحزبية. فمنذ مذبحة يوم الجمعة الماضية التي سقط خلالها أكثر من خمسين قتيلا ونحو 200 جريحاَ، من المحتجين في صنعاء ومسلسل الاستقالات من الحكومة والحزب الحاكم والسلك الدبلوماسي والقضائي مستمر. وقد شكل انضمام قادة وحدات عسكرية وأمنية ومن ضمنهم قائد اللواء علي محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق لصالح، والذي يعد من قيادات الجيش العليا ومن أهم أعمدة النظام، إلى ثورة الشباب ضربة قاصمة لنظام صالح، الذي مازال يقول رغم ذلك "إننا صامدون مثل جبال عيبان ونقم".

لكن وفيما يبدو أنها محاولة أخيرة للتشبث بالحكم والهروب إلى الأمام، يحاول صالح "ترميم" نظامه المتهاوي، إذ أقال الحكومة كخطوة استباقية للتحايل على الاستقالات المتواصلة للوزراء وانهيار الحكومة. كما لجأ إلى المجلس العسكري، الذي يرأسه، والذي أعلن في بيان تصديه لما أعتبرها "محاولة الانقلاب على الديمقراطية والشرعية في البلاد". مؤكدا "الحفاظ على مما أسماها بـ"الشرعية الدستورية والديمقراطية والوحدة والنظام الجمهوري وأمن واستقرار الوطن وكل مكتسبات الشعب اليمني ومقدراتها". حول الأوضاع القائمة في اليمن حاورت دويتشه فيله المحلل السياسي اليمني سعيد محمد قائد الصوفي.

ما هو تقييمكم لما آلت إليه الأوضاع في اليمن؟

سعيد الصوفي: الوضع في اليمن دخل منعطفا تاريخيا هاما في مسار الثورة الشعبية الشبابية وذلك بانضمام الكثير من وحدات وقادة القوات المسلحة إلى صفوف الثورة. لكن في الجانب يعلن الرئيس صالح ووزير دفاعه بالوقوف إلى جانب الشرعية، وهذا قد يؤدي إلى مواجهات.

هل هناك إذا مخاوف من وقوع تصادم بين الجناح المؤيد للرئيس صالح والجناح الذي أعلن انضمامه للثورة؟

لا اعتقد أن الأمر سوف يصل إلى حد التصادم، لأن معظم الوحدات العسكرية انضمت إلى الثورة، بما فيها حتى ألوية تتبع الحرس الجمهوري الذي يقوده العميد أحمد، نجل الرئيس علي عبدالله صالح. و أوراق الرئيس أصبحت محدودة جدا بل لم يعد لديه أية أوراق، وإذا كان حكيما فعليه أن يستعد الآن للرحيل. فقد تخلى عنه حتى المقربون منه.

هل تعتقد أن نظام صالح قد أوشك على الانهيار أم لا يزال يمتلك القدرة على الصمود كما يقول الرئيس صالح؟

اعتقد أنه أوشك على الانهيار وربما ينهار خلال ساعات قليلة.

هل تعتقدون أن صالح سوف يسلم السلطة بسهولة، لاسيما وأن لديه قوات مسلحة ما زالت تدين له بالولاء؟

الصحفي والمحلل السياسي اليمني سعيد محمد قائد الصوفيصورة من: Saied Al-Ssofi

هو سوف يضطر إلى التسليم، سوف يسلم مكرهاً. والسيناريوهات المتوقعة هي إما أن يعلن تنحيه أو أن يواجه، ولكنه الآن واقع في المصيدة وهو أمام خيارين؛ إما أن يتنحي ويحقن دماء اليمنيين وكذلك دماءه ودماء أسرته أو أن يقرر المواجهة وبالتالي ستكون كارثة، لكني لا اعتقد أنه سوف يغامر لأنه يعرف أن نهايته ستكون وخيمة.

ما هي السيناريوهات المحتملة إذا رفض التنحي سليماً. هل ستندلع حربا مثلا بين القبائل التي ما تزال مؤيدة لصالح وتلك التي أعلنت انضمامها للثورة أو بين هذه الأخيرة وقوات الأمن والجيش؟

بالنسبة للثورة الشعبية الشبابية، فالثوار مصرين على أن تكون ثورتهم ثورة سليمة، ولا يعنيهم أي سيناريو آخر، يقوم على القتل والمواجهة، بل إنهم يرفضون أية مواجهة ومستعدين لتقديم الشهداء تلو الشهداء للوصول إلى هدفهم سلمياً. وحتى القبائل التي انضمت للثورة مقتنعة بالنضال السلمي وهم جزء من المجتمع المدني.

ألا يعني أن انضمام بعض وحدات الجيش إلى المحتجين سوف يعمل على عسكرة للثورة؟

هذا ما نخشاه!

هل هناك مخاوف من أن يكرر في اليمن نفس السيناريو الذي حصل في ليبيا؟

بالتأكيد، لكن أعتقد أن الظروف في ليبيا تختلف عنها في اليمن، فظروف الرئيس علي عبدالله صالح غير ظروف معمر القذافي. فالأخير معتمد ذاتيا على ثروات البلاد الذاتية، بينما يعتمد اليمن بشكل كبير في برامجه وخططه على المنح والمساعدات والقروض الخارجية.

لكن الموقف الدولي لا يزال متفرجا على ما يحدث في اليمن؟

الموقف الدولي ليس متفرجا بشكل كامل، لكن ربما ليس متفاعلا بالدرجة المطلوبة، وهناك مثلا الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة وفرنسا والكثير من الجهات الخارجية أدانت مذبحة الجمعة الدامية في صنعاء.

مجرد إدانة لكنها على ما يبدو ليست مستعدة للتدخل لحماية المدنيين؟

نحن لا نريدهم أن يتدخلوا، والشعب اليمني قادر على أن يقود ثورته ويحمي نفسه بنفسه.

هناك حديث عن بحث عن وساطة خارجية، وقد أرسل صالح وزير خارجيته إلى السعودية قيل إن ذلك من أجل الوساطة؟

اعتقد أن كل الوساطات الآن لم يعد لها مجال، وأعتقد أن السعودية لن تجرؤ على التدخل في اليمن مرة أخرى، ولها تجربة سابقة في حرب صعده مع الحوثيين.

أجرى الحوار/ عبده جميل المخلافي

مراجعة: حسن زنيند

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW