ختام أولمبياد طوكيو.. دورة استثنائية حقق فيها العرب أكبر غلة
٨ أغسطس ٢٠٢١
فيما حققت قطر أول ذهبياتها بالأولمبياد، عاد المغرب إلى منصات ألعاب القوى وخطف سباح تونسي يافع الأنظار، بينما كانت مصر صاحبة الغلة الأكبر عربيا في دورة طوكيو الأولمبية التي أسدل الستار على فعالياتها الأحد.
إعلان
بعد أكثر من 17 يوما من المنافسات الرسمية، التي شارك فيها آلاف الرياضيين وسط إمكانيات ضخمة، وتنظيم متميز، وإجراءات احترازية مشددة في مواجهة فيروس "كورونا"، أسدل الستار اليوم (الأحد 8 أغسطس/ آب 2021) على دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) التي تستحق وصفا واحدا بالفعل وهي أنها استثنائية.
وجاءت مراسم الختام في غياب الجماهير، وفي حضور ولي العهد الياباني اكيشينو، في الوقت الذي وصف الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية دورة طوكيو بأنها "دورة ألعاب الأمل والتضامن والسلام" مع استمرار أزمة جائحة كورونا.
ووجه باخ دعوة إلى الشباب من مختلف دول العالم لحضور فعاليات النسخة الثالثة والثلاثين من الأولمبياد التي تستضيفها باريس عام 2024. وقال باخ في خطابه خلال حفل الختام الذي استمر لأكثر من ساعتين "في هذه الأوقات الصعبة أعطيتم العالم أغلى الهدايا، الأمل".
وأضاف "للمرة الأولى منذ بداية الجائحة، اتحد العالم أجمع، عادت الرياضة إلى صدارة المشهد، المليارات من الناس حول العالم اتحدوا من خلال العاطفة، تشاركوا لحظات السعادة والإلهام". وأشار "هذا يمنحنا الأمل، هذا يعطينا الثقة في المستقبل".
وتوجه باخ بالشكر إلى اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو ولآلاف المتطوعين ، قائلا "أنتم الشعب الياباني يمكنك أن تفخروا تماما بما حققتموه ".
ولم يظهر الرياضيون الذين جاءوا من 60 دولة من أصل 206 دول حول العالم، في حفل ختام الأولمبياد وعلل باخ ذلك بالقول أن اللوائح الخاصة بمكافحة فيروس كورونا تلزم الرياضيين بمغادرة اليابان بعد 48 ساعة من انتهاء المنافسات الخاصة بهم.
وتسلمت آن هيدالجو عمدة باريس العلم الأولمبي في إستاد طوكيو، وتم وضع علم عملاق على برج إيفل في الوقت الذي أكمل فيه رائد الفضاء الفرنسي توماس بيسكيت باقي مقطوعة النشيد الوطني الفرنسي عبر آلة الساكسفون من محطة الفضاء الدولية.
واستضافت العاصمة اليابانية طوكيو فعاليات هذه الدورة من 23 يوليو/ تموز الماضي إلى الثامن من آب/أغسطس الحالي. ورغم تأجيل فعاليات هذه الدورة الأولمبية من 2020 إلى العام الحالي بسبب جائحة كورونا، ألقت آثار الجائحة بظلالها على أجواء هذه الدورة الأولمبية وصبغت "كورونا" هذه الدورة بطابع خاص.
ومع وجود آلاف من الرياضيين في طوكيو، كان من المنتظر أن تعج المدينة بنشاط هائل مع عودة الأولمبياد إلى المدينة للمرة الأولى منذ 1964؛ لكن الحال بدا على النقيض تماما في ظل حالة الهدوء التي خيمت على المدينة بسبب حالة الطوارئ المفروضة ضمن الإجراءات الاحترازية المطبقة لمواجهة تفشي الإصابات بفيروس كورونا وحظر الحضور الجماهيري في فعاليات الدورة وعدم السماح لأي جماهير أجنبية بالتوافد على اليابان.
وكانت قطر الأكثر حصدا للذهب في طوكيو، فقد حصد لها في رفع الأثقال الرباع فارس حسونة (23 عاما) أول ذهبية في تاريخها وفي اليوم التالي نجح معتز برشم (30 عاما) في تحقيق الذهبية الثانية لقطر في الوثب العالي.
وكان مجمل ميداليات مصر في هذه الدورة الأعلى عربيا مع ذهبية وفضية وأربع برونزيات.
وسرقت لاعبة كرة الطاولة السورية هند ظاظا الأضواء، عندما أصبحت بعمر الثانية عشرة أصغر رياضية مشاركة في طوكيو.
وفي يوم عيد الجمهورية، حقق السبّاح التونسي أحمد الحفناوي (18 عاما) مفاجأة مدوية بالفوز بذهبية سباق 400 م حرة، قبل أن يخفق لاحقا بالتأهل إلى نهائي سباق 800 م المفضل لديه. وكانت أولى الميداليات العربية، لمواطنه محمد خليل الجندوبي (19 عاما) الذي أحرز فضية وزن -58 كلغ في التايكواندو.
وبعد سلسلة من البرونزيات، أهدت لاعبة الكاراتيه فريال أشرف عبد العزيز (22 عاما) بلادها مصر أول ميدالية ذهبية منذ 2004، بعد تتويجها في وزن +61 كلغ. وهي ثاني ميدالية لسيدات مصر في الكاراتيه بعد برونزية جيانا فاروق لطفي في وزن -61 كلغ.
وفي ميدالية عربية نادرة، حصد المصري أحمد أسامة الجندي (21 عاما) فضية مسابقة الخماسي الحديث، مسجلا 1482 نقطة، بفارق خمس نقاط عن البريطاني جوزف تشونغ.
وابتسمت الكاراتيه، الوافدة الاستثنائية، للعرب مع برونزية للأردني عبد الرحمن المصاطفة في وزن -67 كلغ. لكن نهائي السعودي طارق حامدي في وزن +75 كلغ كان جدليا، بعدما وقف على شفير إحراز أول ذهبية في تاريخ بلاده. وبرغم اكتفائه بالفضة، اعتبر السعوديون أنه سُلب الميدالية الذهبية وحصل على جائزة قدرها خمسة ملايين ريال سعودي (1.33 مليون دولار).
ومنحت البحرينية كالكيدان غيزاهيغني بلادها ميداليتها الوحيدة بعد حلولها ثانية في 10 آلاف م وراء النجمة الهولندية سيفان حسن.
وبعدما قاطع التايكواندو لمدة أربع سنوات في أعقاب وفاة والده، توّج الأردني صالح الشرباتي بفضية التايكواندو لوزن -80 كلغ، مانحاً بلاده ميداليتها الثانية فقط في تاريخ الألعاب.
وفي التايكواندو أيضا، نال المصري سيف عيسى برونزية وزن -80 كلغ على غرار مواطنته هداية ملاك في -57 كلغ المتوجة بميدالية ثانية تواليا.
وأكمل محمد السيد إبراهيم "كيشو" برونزيات مصر في وزن 67 كلغ ضمن المصارعة اليونانية-الرومانية.
ولم يخرج الثنائي القطري المجتهد شريف يونس وأحمد تيجان خالي الوفاض، فتقلّد الميدالية البرونزية في مسابقة الكرة الطائرة الشاطئية.
وبعد خوضه الألعاب كمشارك طوارئ، أحرز الكويتي عبدالله الرشيدي (58 عاما) برونزية رماية السكيت.
وأهدى معن أسعد سوريا رابع ميدالية في تاريخها، مع برونزية وزن +109 كلغ في رفع الأثقال.
وبعد بداية لافتة، أخفق منتخب مصر لكرة اليد في إحراز ميدالية برونزية، بعد خسارته مباراة تحديد المركز الثالث أمام إسبانيا 31-33. وكانت مصر أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف النهائي الألعاب الأولمبية. في المقابل، بلغ منتخب كرة القدم المصري ربع النهائي حيث ودّع أمام البرازيل التي أحرزت اللقب.
ص.ش/هـ.د (د ب أ، أ ف ب)
تمائم الأولمبياد.. تقليد طويل بدأ بالكلب الألماني "فالدي"
بتميمة أولمبياد طوكيو "ميرايتوا"، تدخل اليابان تاريخاً يمتد لأكثر من 50 عاما من تمائم هذا الحدث الرياضي الكبير منذ دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ 1972، عندما أصبح الكلب "فالدي" أول تميمة رسمية للألعاب.
صورة من: kyodo/dpa/picture alliance
طوكيو 2021 – ميرايتوا وسوميتى
تنتشر "ميرايتوا" و"سوميتى" في كل أرجاء طوكيو التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية من الفترة 23 يوليو/ تموز وحتى 8 أغسطس/ آب. اسم ميرايتوا ينقسم إلى جزءين الأول "ميراي" ويعني المستقبل و"توا" ومعناها الخلود باليابانية. وقد اختار طلاب يابانيون "ميرايتوا" لتكون تميمة الألعاب، وهي من تصميم الفنان ريو تانيغوتشي وتعد مزيجا بين المستقبل وأساليب "المانغا" وهو الاسم الذي يطلقه اليابانيون على فن القصص المصورة.
صورة من: picture-alliance/Kyodo/Maxppp
ميونيخ 1972 - فالدي
يعود تقليد التمائم في الألعاب الأولمبية إلى دورة ميونيخ عام 1972، عندما أصبح الكلب "فالدي" أول تميمة رسمية للألعاب. وظهر الكلب "فالدي" الملون لأول مرة في صيف عام 1972 وكان من تصميم الفنان اوتل أيشر Otl Aicher. وكان يرمز الكلب فالدي إلى التحمل والمهارة والمثابرة وهي تعد أهم سمات من يمارس الرياضة بشكل عام.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
مونتريال 1976 – أميك
تميمة أميك التي تعني "القندس" بلغة سكان كندا الأصليين. وكانت تميمة "أميك" ذات لون أسود ووشاح أحمر كبير. وتم اختيار "أميك" ليكون تميمة دورة مونتريال للألعاب الأولمبية عام 1976. ولا يحمل "أميك" سمات الشخصية الرياضية إذ أنه يبدو بدنيا لكنه بالنسبة للكنديين، فهو يرمز لحيوان القندس الذي يرتبط ارتباطا كبيرا بتاريخ البلاد إذ أنه يمثل العمل الشاق والصبر والجلد.
صورة من: Sven Simon/imago
موسكو 1980 – ميشا
في عام 1980، اختارت روسيا "ميشا" الدب بني اللون مبتسم الوجه ليكون التميمة المحبوبة وشعار دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها موسكو عام 1980. ويعد الدب الحيوان الوطني في روسيا. ميشا من تصميم رسام كتب الاطفال الروسي الشهير فيكتور تشيزيكوف الذي نال شهرة عالمية بعد ذلك بسبب ميشا.
صورة من: Sven Simon/imago
لوس أنجلوس 1984: سام
يرمز الدب لروسيا فيما يرمز الى كلب داشهند إلى ألمانيا. ويعد النسر الأصلع أو عقاب الطائر الوطني في الولايات المتحدة. سام من تصميم فنان ديزني الأمريكي بوب مور الذي جعل سام يرتدي ربطة عنق وقبعة تتزين بألوان العلم الأمريكي الأحمر والأبيض والأزرق. وشعر كثيرون أن سام لا يشبه النسر أو العقاب لذا كان يشار إليه بـ "سام الديك".
صورة من: Tony Duffy/Getty Images
سيول 1988: هودوري
تم اختيار تميمة أول دورة ألعاب أولمبية تستضيفها كوريا الجنوبية عام 1988 لتكون لنمر طريف مبتسم أطلق عليه اسم "هودوري". ويرتبط حيوان النمر بالثقافة الكورية إذ يظهر كثيرا في الأساطير ويرمز إلى الضيافة والصداقة. وكان هودوري يرتدي على رأسه قبعة "سانغمة" التقليدية في كوريا الجنوبية وكان من تصميم الفنان كيم هيون.
صورة من: Sven Simon/imago
برشلونة 1992 – كوبي
لاقى اختار كوبي ليكون تميمة دورة الأولمبياد التي استضافتها برشلونة عام 1992، ردود فعل متباينة في بداية الأمر. كان المصمم خافيير ماريسكال يهدف من وراء تصميم كوبي إلى تشبيهه وكأنه كلب ينحدر من جبال البرانس، إلا أن صحيفة "تاتز" الألمانية في حينه قالت إن كوبي يشبه الخنزير. وأيا أكان كوبي كلبا أم خنزيرا فإن تصميمه يعود إلى المدرسة التكعيبية وذلك تكريما لبابلو بيكاسو، أحد أشهر فناني القرن العشرين.
صورة من: Pressefoto Baumann/imago
اتلانتا 1996: ايزي
تعد "إيزي" أول تميمة أولمبية لا ترمز لأي حيوان وطني كما كان الحال مع فالدي أو كوبي. وكانت "إيزي" التميمة الفريدة من نوعها من تصميم جون رايان الذي أراد ان يظهر "إيزي" وكأنها مخلوقا خياليا. وأسم "إيزي" متشق من كلمة Whatizit وتعني "ما هذا؟"ـ واختار طلاب أمريكيون "إيزي" لتكون تميمة دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها مدينة أتلانتا.
صورة من: Michel Gangne/AFP/Getty Images
سيدني 2000: أولي وسيد وميلي
في السنة الأولى من الألفية الجديدة، استضافت سيدني دورة الألعاب الأولمبية لتختار ثلاثة حيوانات استرالية، أطلق عليهم أسماء "أولي" و"سيد" و"ميلي" لتكون تمائم الدورة وجميعها من تصميم الفنان ماثيو هاتون. وترمز إلى حيونات كوكابورا وخلد الماء وحيوان إيكيدنا آكل النمل الشوكي. وترمز التمائم الثلاثة إلى الأرض والماء والهواء. وتم تجنب الكنغر والكوالا لشهرتهما الكبيرة.
صورة من: Arne Dedert/dpa/picture-alliance
اثينا 2004: فيفوس وأثينا
اختارت اليونان عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية عام 2004 تميمتين للتعبير عن عراقة وقدم عاصمتها أثينا.
فيفوس وأثينا هما أخ وأخت سميا على اسم آلهة إغريقية ويرمزان إلى الضوء والموسيقى. وأراد الفنان اليوناني سبيروس جوجوس من وراء هذا التصميم تذكير الناس بدمى "التراكوتا" التي تعود للعصور اليونانية القديمة.
صورة من: Alexander Hassenstein/Bongarts/Getty Image
اختارت الصين عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 عدة تمائم هي بيبي (السمكة) وجينغجينغ (البندا) وهوانهوان (شعلة الاولمبياد) و يينغيينغ (ظباء التبت) ونيني (طائر السنونو). والأسماء الخمسة مشتقة من كلمة (Beijing huanying ni) الصينية وتعني "بكين ترحب بكم". وتمثل ألوان التمائم الخمسة، ألوان الحلقات الأولمبية الخمس.
صورة من: Kazuhiro Nogi/AFP/Getty Images
لندن 2012: وينلوك وماندفيل
بعد أربع سنوات، اختارت لندن شخصيتين بلا معالم واضحة صنعا من الصلب في إشارة إلى صناعة الصلب. وكان وينلوك يمثل الأولمبياد فيما كان مادفيل يمثل الألعاب البارالمبية. تعكس الأضواء الصفراء على رأسهما لون سيارات الأجرة الشهيرة في لندن فيم ترمز العين والكاميرا إلى الحداثة وعصر الرقمنة. صممت وكالة التصميم ايريس ومقرها لندن وينلوك وماندفيل.
صورة من: Julian Finney/Getty Images
ريو دي جانيرو 2016: فينيسيوس وتوم
تمائم فينيسيوس وتوم يمثلان مزيجا من قرد وقط بري ويرمزان إلى الحيوانات البرية بالبرازيل. يحمل توم بعض النباتات التي تمثل البرازيل التي تشتهر بالغابات خاصة غابات الأمازون. ويوجد مسلسل رسوم متحركة يضم الشخصيتين. لم يُسم فينيسيوس وتوم بهذين الاسمين صدفة إذ أنهما يرتبطان بالبرازيل إذ يعودان إلى الفنانين البرازيليين فينيسيوس دي مورايس وتوم جوبيم وهما اشتهرا بأغنية "فتاة إيبانيما". بيتينا بومان/ م.ع.