خريطة لمئات آلاف الخلايا تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي
٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤
فيما يعتبر قاعدة البيانات الأكثر شمولاً للأمعاء البشرية، تمكن علماء من رسم خريطة مجمعة لبيانات 1.6 مليون خلية في الأمعاء. فكيف يمكن لهذا السبق العلمي المساعدة في علاج أمراض المعدة، وخاصة الخطيرة منها؟
إعلان
في محاولة لوضع أكبر مورد متاح للبيانات الخاصة بالأمعاء البشرية، تمكن فريق من الباحثين بالمملكة المتحدة من رسم خريطة لخلايا الجهازالهضمي في الصحة والمرض.
وقام الباحثون بمعهد سانغر Sanger لأبحاث الجينات بدمج نحو 25 مجموعة بيانات لخلايا الجهاز الهضمي ليتكون ”أطلس" كامل يضم 1.6 مليون خلية، وفقًا لموقع ديلي ساينس Daily Science. ويحتوي هذا ”الأطلس" على بيانات، مما يسمح للباحثين بمعرفة الخلايا الموجودة ومكان وجودها وكيفية تفاعلها مع البيئة المحيطة بها.
ويساهم رسم تلك الصورة الأكثر اكتمالا للأمعاء البشرية في مساعدة المتخصصين في تحديد أي تغييرات يمكن أن تتسب لاحقًا في الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، وهو ما يسهل على العلماء تطوير أدوية لتلك التغيرات.
ويبدأ الجهاز الهضمي في جسم الإنسان من الفم والحلق والمريء، مرورًا بالمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة، حتى الوصول للمستقيم والشرج.
واعتمد الباحثون في الدراسة، والمنشورة علي موقع ناتشر Nature العلمي، على بيانات من عينات من أشخاص أصحاء لا يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي، إلى جانب مصابين بسرطان المعدة والقولون والمستقيم وأمراض الاضطرابات الهضمية والتهاب القولون التقرحي.
كما تمكن الباحثون من تحديد نوعًا من خلايا الأمعاء التي قد يكون لها دور في الإصابة بالالتهاب. ومن خلال فهم دورة الالتهاب في الجهاز الهضمي، يأمل الباحثون في إيجاد طرق جديدة لمنع الالتهاب أو علاجه.
وقالت الباحثة المشاركة في الداسة، دكتورة راسا إلمينتايت: ”نظرًا لأن الأطلس المتكامل يحتوي على مثل هذه الكمية الكبيرة من البيانات، من الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأمعاء أو لا يعانون منها، فقد تمكنا من الكشف عن مسببات الأمراض، الخلية التي قد تلعب دورًا في بعض الحالات المزمنة ويمكن أن تكون هدفًا للتدخل في المستقبل".
وقام الباحثون بتطوير أطلس الخلايا المعوية بطريقة تسمح بإضافة نتائج الدراسات المستقبلية، مما يؤدي إلى إنشاء مورد متطور يسهل على العلماء الوصول إليه، وفقًا لموقع معهد سانغر.
د.ب.
الكبد الدهني.. مخاطره وطرق الوقاية منه!
يعد الكبد من الأعضاء التي تدهش المختصين بعدد عملياته ووظائفه في الجسم، لكن العادات الغذائية السيئة والسمنة وقلة الحركة تعرقل هذه العمليات فيُصاب المرء بـ "الكبد الدهني"، فما هو؟ وكيف نتخلص منه؟
صورة من: Fotolia/ag visuel
معمل كيميائي يثير حيرة العلماء
في بطن كل إنسان معمل كيميائي عالي التخصص، يُدهش العلماء مراراً وتكراراً بعمله على إزالة السموم وإنتاج الهرمونات والمساعدة في هضم الدهون لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية والتحكم بمستويات السكر في الدم. إنه الكبد الذي يعلّم حتى جهازنا المناعي على التمييز بين الصديق والعدو وبنحو 500 عملية استقلابية يحمي الكبد أعضاء الجسم ويضمن ديمومة عافيتها.
صورة من: dpa-infografik
عادات غذائية سيئة
لكن هذا العضو وبكل ما يمنحه لديمومة الحياة، يعاني ببطء، بسبب العادات الغذائية السيئة تتزايد أعداد المصابين بما يسميه الأطباء "الكبد الدهني" أو "تدهن الكبد". وتقول الإحصائيات إن كل ثالث شخص بالغ في الدول الصناعية المتقدمة يعاني من "الكبد الدهني غير الكحولي" المتأتي من التغذية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
ما هي الأعراض؟
مرض الكبد الدهني من الأمراض الصامتة عموماً، ليست له أعراض، وخصوصاً في مراحله الأولى. ومع تقدم المرض يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل التعب وفقدان الشهية والضعف والغثيان وتأثر القدرة على اتخاذ القرارات ومشاكل التركيز. وفي حالات أخرى: أوجاع البطن، خصوصاً في الجانب الأيمن العلوي منه، وظهور بقع داكنة في بعض أماكن الجسم، خصوصاً على الرقبة ومنطقة تحت الإبطين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
علاقة وثيقة بمرض السكري
ويتحدث الأطباء عن الـ "كبد الدهني" فقط عندما يخزن العضو أكثر من خمسة بالمائة من وزنه من الدهون. ويرتبط هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع 2. وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/J. Tack
سيد التجديد
لا توجد أدوية تقلل من تراكم الدهون على الكبد، لكن الكبد نفسه هو سيد التجديد، كما تقول الدراسات العلمية، إذ يمكن له يتعافى تماماً حين يغير المصابون بهذا المرض نمط حياتهم في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/A.& H.-F.Michler/OKAPIA
هكذا يذوب دهن الكبد
العلاج الأكثر فعالية لمرض الكبد الدهني في مراحله البسيطة هو: فقدان الوزن. والقليل منه يأتي نتائج كبيرة، فإنقاص الوزن بنسبة 5 بالمئة فقط يمكن أن يكون كافياً لتقليل نسبة الدهون من 20 إلى 30 بالمئة، كما جاء في دراسة لمستشفى توبينغن التعليمي. وينصح الأطباء بـ "إنقاص الوزن المؤهل" المعتمد على تغيير غذائي طويل الأجل، يُستغنى فيه عن الفركتوز والكربوهيدرات والأحماض الدهنية المشبعة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
مرضى السكري
أما المرضى الذين يعانون من مرض السكري فيجب أن يُدعمون بأدوية السكر في الدم والتي تساعد أيضاً في إنقاص الوزن. عن ذلك يقول اختصاصي أمراض الكبد أندرياس فريتشه: "عندما يجتمع السكري والكبد الدهني، نفضل وصف أدوية انقاص الوزن مثل نظائر GLP-1 ومثبطات SGLT-2".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
المكسرات بدلا من الكعك.. والخضروات بدلا من الشوكولاتة الحلوة
بمجرد أن يصبح الكبد في صحة جيدة يستطيع هذا العضو المهم تنفيذ مهامه الأيضية مرة أخرى دون قيود، ما ينعكس على كافة أعضاء جسم الإنسان، فتتحسن حساسية الكبد للأنسولين وينخفض معدل السكر في الدم وتتراجع نسبة الدهون في الدم. ولتحقيق ذلك يجب جعل المكسرات بديلاً عن المعجنات والابتعاد عن كل ما يحتوي على معدلات عالية من السكر، مقابل تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة منخفضة الدهون.