ثلاث ساعات ونصف هي مجمل المدة التي يمكن فيها لسكان الأمريكيتين مراقبة الخسوف الكلي لقمر الذئب الدموي العملاق. فإذا كنت في هذا الوقت بأمريكا فيمكنك معاينة الخسوف والاستمتاع بلون أحمر مدهش للقمر.
إعلان
إذا نظرت إلى السماء خلال ليل الأحد (19 يناير/كانون الثاني) وكانت السماء صافية فقد يكون بوسعك أن تشهد الخسوف الكلي لقمر الذئب الدموي العملاق عبر الولايات المتحدة. وسيبدأ الخسوف الكلي قبل دقائق من منتصف الليل في الساحل الشرقي للولايات المتحدة (الخامسة بتوقيت غرينتش) وقبل التاسعة مساء في الساحل الغربي وقبل يوم من إحياء ذكرى مارتن لوثر كينغ جونيور وهو عطلة وطنية للأمريكيين.
ويعني هذا أن بوسع الكثير من المهتمين بمشاهدة النجوم أن يسهروا لوقت متأخر أو يشاركوا في واحدة من العديد من حفلات المشاهدة التي يجري الترتيب لها من فلوريدا إلى أوريغون. وسيستمر الخسوف الكلي لمدة نحو ساعة وستكون أفضل رؤية له في الأمريكيتين، حسبما أفادت مجلة ناشيونال جيوجرافيك. وفي المجمل سيستمر الحدث، الذي يشمل أيضا الخسوف الجزئي قبل الخسوف الكلي وبعده، لمدة ثلاث ساعات ونصف.
ويحدث الخسوف الكلي للقمر عندما يتعامد القمر مع الشمس والأرض مما يمنحه لونا أحمر أو دموي لمن يشاهدونه. أما القمر العملاق فيحدث عندما يكون القمر قريبا من الأرض أما القمر الذئب فهو الإسم التقليدي للقمر المكتمل لشهر يناير/كانون الثاني، عندما كان عواء الذئاب الصوت الذي يساعد في تحديد الشتاء.
ع.اع. / هـ.د (رويترز)
"القمر الدموي" – ظاهرة فلكية ارتبطت بأساطير
"خسوف القرن" كما يصفه العلماء ظاهرة فلكية فريدة يترقبها العالم اليوم حين يظهر الـ "القمر الدموي" بلونه الأحمر الوردي في كل أرجاء العالم. ظاهرة ارتبطت على مر الزمان بأساطير تركت بصماتها في الفن والأدب والشعر.
صورة من: picture-alliance/dpa
قمر غامض
سيشهد العالم الجمعة (27 يوليو/تموز 2018) أطول خسوف للقمر في القرن الحادي والعشرين، إذ سيظهر قمر دموي (أحمر اللون) في كل أرجاء العالم، بينما يتحرك القمر نحو ظل الأرض. وتُذكر هذه الظاهرة بـ"القمر العملاق" (الصورة 2015)، الذي ظهر بشكل أكبر وأكثر توهجا من المعتاد.
صورة من: Getty Images/Phil Walter
رمزية دينية وعلم فلك
في العصور الأولى تم تكريم قوة القمر، فقد رُبطت زيادة وتقلص حجم القمر بالأنشطة البشرية. فضلا على ذلك، تم حساب الوقت بالاعتماد على القمر بدلا من الأيام والشهور الرومانية. ويرمز قرص الشمس الأثري البرونزي، الذي تم اكتشافه في بلدة نبرا الألمانية إلى كلا الجانبين: الفلك والروحانية، فيما يتراوح عمر هذا القرص الثمين بين 3700 و4100 سنة.
صورة من: picture-alliance/dpa
مُفعم بالمعاني
في الفنون الجميلة، يرمز القمر إلى أشياء مختلفة كثيرة: البراءة، مريم العذراء...بيد أن ذروة الاهتمام بالقمر ارتبطت بالرومانسية، حيث أراد الفنانون من خلال أعمالهم الفنية إرجاع السحر إلى القمر على غرار هذه الصورة، التي تعود إلى سنة 1820، وتحمل عنوان "رجلان يتأملان القمر" للرسام والرومانسي الألماني كاسبر ديفيد فريدريك.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
مُلهم الشعراء
في عالم الآدب يلعب القمر منذ مدة طويلة دورا رئيسيا وخاصة في الشعر، إذ يُستخدم من أجل التعبير عن الكآبة والشوق، فضلا عن المُواساة. مثل قصيدة الشاعر الألماني الكبير فولفغانغ فون غوته "إلى القمر".
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Edelmann/Städel Museum/ARTOTHEK/The British Museum(Ausschnitt)
غناء للقمر
لا يُحمس القمر فقط الذئاب على الغناء، بل أيضا الإنسان الذي تغنى منذ زمن قديم بالأجرام السماوية. وأبرز أمثلة على ذلك في العصر الحديث هو الفيس بريسلي "قمر أزرق"، و ألبوم الفرقة الموسيقية البريطانية الشهيرة بينك فلويد "الجانب المُظلم في القمر".
صورة من: picture alliance/AP Images
رعب ورومانسية
قال الكاتب الأمريكي المعروف مارك توين "كل واحد منا كالقمر، لديه جانب مُظلم لا أحد يراه". ومنذ العصور القديمة هناك أساطير عن أشخاص، يتحولون إلى ذئاب عند اكتمال القمر. كما أن السينما تُشير مرارا وتكرار إلى أسطورة المستئذبين. هنا مثلا صورة من فيلم "الرجل الذئب" سنة 1941. زيادة على ذلك، ظهرت أفلام كوميدية يلعب فيها القمر دورا أساسيا على غرار "مجذوبة القمر" سنة 1987.
صورة من: picture alliance/United Archives/IFTN
حدث كبير
مع أول هبوط مأهول على سطح القمر سنة 1969، خسر القمر آخر أسراره وفقد بالتالي جاذبيته. وفجأة بدأ الناس في السفر إلى القمر والتقاط صور هناك، فيما يبدو أخيرا أن العلم غزا القمر.
صورة من: Getty Images/Nasa
جاذبية دون انقطاع
رغم غزو القمر إلا أن هذا الأخير لم يفقد سحره وجاذبيته. ففي سنة 2013 أطلق الفنان الصيني آي ويوي وصديقه الدنماركي أولافور إيلياسون مشروع "قمر". كما بإمكان كل شخص الدخول إلى موقع هذا المشروع "www.moonmoonmoonmoon.com". ووضع رسم أو إشارة تُخلد القمر. إعداد: فيليب يديك/ ر.م