خطاب العام الجديد - شولتس يعلن عن مزيد من القيود بسبب كورونا
٣١ ديسمبر ٢٠٢١
لأول مرة منذ 17 عاماً يطل مستشار رجل على الألمان في خطاب السنة الجديدة. سيطرت جائحة كورونا على جزء كبير من خطاب أولاف شولتس. بيد أن هناك مواضيع أخرى مهمة أيضا تناولها شولتس في أول خطاب عام جديد له كمستشار لألمانيا.
المستشار الألماني أولاف شولتس في كلمة العام الجديد 2022: "جائحة كورونا بأعبائها وقيودها بعيدة المدى أصابتنا في الصميم".صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
إعلان
كلمة شولتس في رأس السنة الجديدة .. دعوة للوحدة والعمل النشط
02:27
This browser does not support the video element.
لا حفلات صاخبة في ليلة رأس السنة، ولا ألعابا ناريةً تسرق الأبصار كالمعتاد. ينتهي العام الوبائي 2021 في ألمانيا كما انتهى سابقه عام 2020. ولكن هناك تغيير واحد: في حين خاطبت أنغيلا ميركل الألمان بسترة ذهبية اللون قبل عام، ها هو اليوم أولاف شولتس، يطل على الألمان من مقر المستشارية مرتدياً بدلة داكنة.
فاز شولتس وحزبه الاشتراكي الديمقراطي في انتخابات البرلمان الألماني (بوندستاغ) في أيلول/ سبتمبر الماضي. وشكل حكومة ائتلافية مع حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) منذ كانون الأول/ ديسمبر. وقال المستشار، مستهلاً خطابه للعام الجديد: "الانتقال السلس، والودي تقريباً في بعض الأحيان من الحكومة القديمة إلى الحكومة الجديدة لقي استحساناً كبيراً في جميع أنحاء العالم"، مشدداً على أنها مسألة لا تؤخذ على أنها بديهية في الواقع.
وباء لا يريد أن يرحل
تسلم شولتس مسؤولية حكم البلاد في أوقات صعبة. الموجة الرابعة من الوباء لم تنته بعد، وتلوح الموجة الخامسة مع متحور أوميكرون في الأفق، في وقت سئم فيه كثير من الناس من الجائحة. وقال المستشار "جائحة كورونا بأعبائها وقيودها بعيدة المدى أصابتنا في الصميم".
لا أمل في نهاية سريعة. على العكس تماماً، من الواضح للجميع أنه لا نهاية للوباء بعد، قال شولتس. وأعلن المستشار الجديد أنه "توجد قيود واضحة اليوم وفي الأسابيع القليلة المقبلة تشمل التواصل الشخصي بين الناس"، راجياً التعامل مع هذه القيود على محمل الجد.
في السابع من كانون الثاني/ يناير، يعتزم المستشار الاتحادي الاجتماع من جديد مع رؤساء حكومات الولايات لمناقشة المزيد من الإجراءات والتدابير.
حكومة ألمانية جديدة: انطلاقة نحو الحداثة؟
42:31
This browser does not support the video element.
مناشدة عاجلة لتلقي اللقاح
وأوضح شولتس أن السيطرة على كورونا هي إحدى المهام الكبرى في العام الجديد وأنه تم تقديم أكثر من 30 مليون جرعة لقاح في ألمانيا منذ منتصف تشرين الثاني / نوفمبر. وبحلول نهاية شهر كانون الثاني (يناير)، يجب أن يكون هناك 30 مليون جرعة لقاح أخرى قد تم إعطاؤها. وناشد شولتس بإلحاح أولئك الذين لم يتلقوا التطعيم بعد: "حدد موعداً في مركز التطعيم أو عند الطبيب في الأيام القليلة القادمة. اغتنم الفرصة للحصول على التطعيم تلقائياً وبدون تسجيل مسبق! من فضلك لا تؤجل ذلك إلى وقت قريب!"
يجب أن يحصل أي شخص تم تطعيمه بالفعل على "جرعة معززة سريعة"، أي الحصول على التطعيم الثالث: "يعتمد الأمر الآن على السرعة. علينا أن نكون أسرع من الفيروس!"، يؤكد شولتس.
وخاطب شولتس المتشككين من اللقاح موضحا أن مخاوفهم من أي تباعات سلبية للقاح لا أساس لها من الصحة. وتلقى ما يقرب من أربعة مليارات شخص حول العالم اللقاح. وعلق شولتس: "ليس للقاح أي آثار جانبية كبيرة. وأصبح عدد لا يحصى من الأشخاص الذين تم تطعيمهم آباء لأطفال أصحاء"، متحدثاً عن حكمين مسبقين بخصوص اللقاح وشدد على أن "فوائد التطعيم عظيمة بالفعل".
شكر خاص للطواقم الطبية
وفي خطابه الأول كمستشار بمناسبة عام جديد، توجه رئيس الحكومة بشكل خاص إلى كل من يكافح الوباء في المستشفيات وأقسام التمريض والعيادات ومراكز التطعيم وأقسام الشرطة والقوات المسلحة فقال: "شكراً لكم على ما تفعلونه من أجل بلدنا، من أجلنا جميعاً!"
ولم يتطرق المستشار بكلمة واحدة عن الاحتجاجات المناهضة لتدابير احتواء الجائحة، التي أخذ بعضها طابعاً عنيفاً: "بالطبع لدينا أيضاً آراء وتقييمات مختلفة في حياتنا اليومية. وهذا غالباً ما يكون مرهقاً، لكن المجتمع القوي يمكنه تحمل التناقضات". كيف؟ أجاب المستشار: "عندما نستمع لبعضنا البعض وعندما يحترم بعضنا بعضا".
بلد "موحد"
الحزب الاشتراكي الديموقراطي (حزب شولتس) لا يعترف بوجود أي انقسام في المجتمع. "أود أن أقول هنا بوضوح شديد: العكس هو الصحيح! بلدنا موحد". ويرى شولتس "تضامناً هائلاً في كل مكان واستعداداً هائلا لمد يد العون وشد الأزر والدعم".
ومضي شولتس مشيراً إلى فيضانات الصيف في بعض الولايات الألمانية: "يمكن رؤية وقوف الناس مع بعضهم البعض، ورفع الأنقاض سوياً، والبدء بإعادة الإعمار".
تهديد أوروبي لروسيا ودعوتها للحوار
01:59
This browser does not support the video element.
حماية المناخ والأزمة الأوكرانية
العمل المشترك ضروري أيضاً إذا أرادت ألمانيا تحقيق أهدافها المناخية والاستغناء عن استخدام الفحم والنفط والغاز في أقل من 25 عاماً: "إنها مهمة ضخمة"، يشدد شولتس.
"حتى نتمكن من تحقيق هدفنا، فإننا بدأنا باستثمارات ضخمة. في شبكات الطاقة المتجددة، وفي محطات شحن السيارات الكهربائية، وفي توربينات الرياح". وحاول المستشارة تبديد الشكوك في أن هذا سيجلب "الرخاء والوظائف الجيدة".
ومع ذلك، لا يمكن تحقيق "التقدم من أجل عالم أفضل" من قبل دولة بمفردها، ولكن فقط إذا عمل المجتمع الدولي معاً لتحقيق ذلك.
في كانون الثاني /يناير، ستتولى ألمانيا رئاسة مجموعة الدول السبع، وهي مجموعة من سبع دول من بين أكبر اقتصادات العالم. تريد الحكومة الاتحادية أن تجعل حماية المناخ إحدى أولويات رئاستها لمجموعة السبع.
تحذير لروسيا
وختم المستشار الألماني أولاف شولتس خطابه بتحذير لروسيا من مغبة الإقدام على أي غزو لأوكرانيا: "حرمة الحدود أمر ثمين وغير قابل للتفاوض".
سابينه كينكارتس/خ.س
بالصور- أولاف شولتس الاشتراكي "الرصين" يصبح مستشارا لألمانيا
من كان يتصور أن الرجل الذي لم يستطع الفوز برئاسة حزبه الاشتراكي قادر على أن يعيد المستشارية للحزب بعد 16 عاماً تحت حكم المحافظين بقيادة ميركل؟! أولاف شولتس فعلها! ومبدأه هو: الرصانة والإصرار! هنا لمحة عن حياته.
صورة من: HANNIBAL HANSCHKE/REUTERS
أولاف الشاب
ولد أولاف شولتس في أوسنابروك في 14 حزيران/ يونيو 1958، وكان والده تاجراً ووالدته ربّة منزل. وانضم إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 1975 في سن السابعة عشرة. آنذاك كان شعره طويلاً، كما كان يعرف بارتداء جواكت صوفية ويشارك في عدد كبير من المظاهرات السلمية.
صورة من: Gladstone/Wikipedia
تحولات
شق أولاف شولتس طريقه في درب السياسة بإصرار ودأب. وتغير الرجل بشكل ملحوظ في مسيرته. شغل منصب نائب رئيس منظمة الشباب في الحزب وقاد حملة في الثمانينيات من أجل "اشتراكية راديكالية للتغلب على الاقتصاد الرأسمالي". في الصورة شولتس يعرض أمام الكاميرا دفتر عضويته بالحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD).
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
نضوج في مجال الاقتصاد!
بالتوازي مع نشاطه الحزبي، كان شولتس يتابع دراساته في القانون. وأسس عام 1985، مكتب محاماة متخصصاً في قانون العمل في هامبورغ. ومن خلال عمله تعلم شولتس، آليات عمل الاقتصاد والشركات الخاصة، ما ترك آثراً على شخصيته.
صورة من: Thilo Rückeis/dpa/picture-alliance
البداية الفعلية مع شرودر
انطلقت مسيرته فعلياً عندما وصل الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى المستشارية في انتخابات 1998. وانتُخب شولتس عام 1998 عضواً في البوندستاغ (البرلمان الألماني) وأصبح أميناً عاماً للحزب في 2002. وفي عام 2005، انقسم اليسار الألماني بسبب تحرير سوق العمل، وهو ما سرّع هزيمة شرودر أمام أنغيلا ميركل. لكن شولتس أعاد المستشارية إلى الاشتراكيين بعد 16 عاماً من حكم المحافظين بقيادة ميركل.
صورة من: Roland Weihrauch/dpa/dpaweb/picture-alliance
"رجل آلي"!
يلقي خطبه بنبرة رتيبة أكسبته لقب "شولتسومات" (أي شولتس الآلي)، ما يثير انزعاجه. وقال في معرض الدفاع عن نفسه: إنه "يضحك أكثر مما يعتقد الناس". وصرّح قبل فترة قصيرة لجريدة "دي تسايت" الألمانية: "أنا رصين وبراغماتي وحازم. لكن ما دفعني إلى العمل السياسي، هو المشاعر"، داعياً إلى "مجتمع عادل".
صورة من: Bernd Thissen/dpa/picture alliance
"نسخة متحورة" من ميركل!
في 2018 ومع توليه وزاره المالية، أصبح شولتس نائباً لميركل. ويقال إن عينه كانت على المستشارية منذ ذلك الوقت. ويستلهم شولتس من أسلوب ميركل، حتى أنه يقلّدها في الإيماءات، خصوصاً إيماءة يدها الشهيرة، إلى درجة أن صحيفة "تاغس تسايتونغ" اليسارية وصفته بأنه نسخة "متحوّرة" من ميركل!
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Niefeld
لمعان في زمن كورونا
في 2018، خلف شولتس، المسيحي الديموقراطي فولفغانغ شويبله، وتولى وزارة المالية وواصل النهج المالي الصارم لهذا الأخير. لكن بعد بدء جائحة كورونا لم يتردد شولتس في الخروج عن بنود الميزانية معتمداً السخاء في الإنفاق، وشعاره أن ألمانيا بإمكانها مواجهة الوباء من الناحية المالية. وبذلك عرف كيف يستفيد من الجائحة لوضع نفسه في قلب المشهد ومقدمته.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
المنقذ!
خسر شولتس معركته على رئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في عام 2019، لأنه لم ينجح في كسب قلوب أنصار الحزب، فقد رغب الحزب آنذاك في قيادة ذات توجهات يسارية صريحة. ورغم ذلك ظل الحصان الوحيد الذي يمكن لحزبه الرهان عليه للفوز بالمستشارية. وبخلاف التوقعات وقتها، تمكن من الفوز بسبب الطريقة الرصينة التي خاض بها حملته الانتخابية.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
حياته الخاصة
أولاف شولتس (63 عاما) متزوج منذ عام 1998 من السياسية الاشتراكية الديمقراطية بريتا إرنست (60 عاما). ويقول عنها إنها "حب حياته". ويقيم الزوجان في بوتسدام بالقرب من برلين. وتشغل زوجته منصب وزيرة التعليم في ولاية براندنبورغ. وليس لديهما أطفال. ولشولتس شقيقان هما ينس (62 عاما) وهو طبيب كبير والآخر إنغو (60 عاما) وهو صاحب شركة متخصصة في تقنية المعلومات.
صورة من: dapd
فضائح!
تعرض شولتس للعديد من الهزات في مسيرته السياسية، ومنها مزاعم متعلقة بفضائح مالية كبيرة مثل فضيحتي "وايركارد" و"كوم إكس". لكن حتى لجان التحقيق البرلمانية لم تتمكن من إثبات أي شيء عليه. كما أنه تعرض لانتقادات كبيرة بسبب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة هامبورغ في 2017 عندما كان رئيسا لحكومتها. لكن كل ذلك لم يجعل ثقته بنفسه تهتز.
صورة من: Michele Tantussi/AP Photo/picture alliance
ملفات شائكة
تنتظر شولتس ملفات سياسية شائكة، ناهيك عن إدارة حكومة ائتلافية غير مسبوقة من ثلاثة أحزاب (مع الخضر والليبرالي). وصحيح أن الانسجام كان كبيراً أثناء محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي، غير أن الخلافات ستظهر لاحقاً بالتأكيد، خصوصاً وأن الحزب الليبرالي المحافظ جزء من حكومة "إشارة المرور" وبيده وزارات مهمة مثل المالية والنقل. إعداد: محيي الدين حسين / ص.ش