مدينة كولونيا تقدم خطة أمنية لاحتفالات رأس السنة لهذا العام
١٢ ديسمبر ٢٠١٦
بعد نحو عامل كامل من أحداث رأس السنة في مدينة كولونيا، قدمت المدينة خطة أمنية جديدة لمنع تكرارالاعتداءات الجنسية وعمليات تحرش جماعي كان ضحيتها المئات من النساء، ما أسفر عن انتقادات حادة وجهت لشرطة المدينة.
إعلان
قدمت مدينة كولونيا خطة أمنية خاصة باحتفالات رأس السنة لهذا العام ذلك في مؤتمر صحفي انعقد ظهر اليوم الاثنين (12 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، شارك فيه عدد من المسؤولين وممثلين عن جهاز الشرطة.
واستهلت هنريته ريكر عمدة بلدية كولونيا المؤتمر الصحفي بكلمة قالت فيها بأنها "متأكدة" من أن كولونيا ستستعيد السمعة التي كانت تحظى بها قبيل أحداث رأس السنة الجارية. وأوضحت ريكر أنه تم تخصيص فريق خاص يدير عملية التنسيق بين الأجهزة المختلفة، بما في ذلك ممثلين عن رجال الشرطة وباقي دوائر المدينة.
وتشمل الخطة الأمنية، الاستعانة بـ1500 رجل شرطة إضافة إلى 600 عنصر إضافي من المتطوعين ومنتسبي الشركات الأمنية الخاصة كدعم لدائرة "الحفاظ على النظام" التابعة للمدينة. وسيفتح "خط تلفون ساخن" تلجأ إليه النساء عند الحاجة، متعهدة أن "كل من سيطلب المساعدة سيحصل عليها".
وتقضي الخطة الأمنية أيضا جعل المنطقة حول كاتدرائية كولونيا وساحة "رونكالي بلاتس" الواقعة خلفها، منطقة "عازلة"، لا يمكن الدخول إليها "دون الخضوع إلى عملية تفتيش دقيقة"، كما يمنع فيها إطلاق الألعاب النارية.
من جهته قال يورغن ماتييس رئيس شرطة المدينة إن جهازه يحاول "عبر الكثير من الجهود استعادة الثقة التي فقدها". وأعرب مجددا عن تعاطفه مع ضحايا اعتداءات العام الماضي وعن غضبه حين فشلت الشرطة في حماية المئات من النساء. وشدد ماتييس في المؤتمر الصحفي اليوم الاثنين: "أوضاع مثل العام الماضي لن يسمح بتكرارها. وستعمل الشرطة كل ما في وسعها لتحقيق ذلك".
الاعتداءات الصادمة في كولونيا.. مشاهد وردود فعل حادة
أثارت سلسلة الاعتداءات الجماعية التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا سخطا ألمانيا كبيرا على المستوى السياسي والشعبي وردود أفعال قوية، وفتحت النقاش مجددا حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يثير حوالى مئة اعتداء جنسي تم تسجيلها في مدينة كولونيا ليلة رأس السنة ونسبت إلى "شبان عرب على ما يبدو" استياءً كبيرا في ألمانيا، حيث نددت الحكومة بأعمال العنف، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها قلقة من اتهام اللاجئين.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وفقا لبيانات الشرطة، فإن نحو 1000 رجل "يبدو أنهم من المنطقة العربية أو شمال أفريقيا" تجمعوا ليلة رأس السنة في ساحة محطة القطار الرئيسية في كولونيا، وتشير التحقيقات إلى أن عدة مجموعات تكونت من هذا التجمع، وحوطّوا النساء من كل جانب وتحرشوا بهن وسرقوهن، ووصفت الشرطة ما حدث بأنه جرائم جنسية جرت في شكل جماعي بالإضافة إلى حالة اغتصاب.
صورة من: DW/V. Kern
بعد الاعتداءات، نظم بين 200 و300 شخص حسب الشرطة تجمعا رمزيا امام كاتدرائية كولونيا للدعوة إلى احترام النساء. ورفعوا لافتة كتب عليها "السيدة ميركل، ماذا تفعلين؟ الأمر مخيف".
صورة من: Reuters/W. Rattay
رفع الكثير من المتظاهرين أيضا لافتات، كتبوا عليها " كلنا ضد التحرش وضد العنصرية"، في إشارة لعدم توجيه أصابع الاتهام لكافة الأجانب وخاصة اللاجئين. وذلك بعد أن قام الكثير من أنصار الأحزاب اليمينية والمحافظة بالحديث بتهديد المهاجرين ووصفهم بأوصاف عنصرية.
صورة من: Reuters/W. Rattay
عبر العديد من المتظاهرين في مدنية كولونيا على غضبهم من الأحداث، التي شهدتها مدينتهم ليلة رأس السنة، رافعين لافتات كتبوا عليها " طفح الكيل" و" لن نسكت" و" سنحارب التحرش" .
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني / يناير 2016 ) بما وصفته بـ "برد صارم من دولة القانون" على التعديات التي تعرضت لها عشرات النسوة أمام محطة القطار الرئيسية في مدينة كولونيا غربي ألمانيا ليلة رأس السنة. جاء ذلك على لسان المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
لم تعلن الشرطة حتى الآن توقيف أي شخص في إطار هذه القضية. ولكن قائد شرطة مدينة كولونيا، التي تستعد لاستقبال مئات الآلاف من المحتفلين لمهرجانها التقليدي من الرابع إلى العاشر من شباط/ فبراير، أعلن عن تعزيز قوات الأمن وعمليات المراقبة بالكاميرات لتفادي مثل هذه الحوادث.
صورة من: DW/V. Kern
"لا يمكن للشرطة أن تعمل بهذه الطريقة"، إحدى العبارات التي انتقد بها وزير الداخلية الألماني توماس دي مزيير مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016)، عدم تحرك شرطة كولونيا خلال سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها أكثر من مائة امرأة ليلة رأس السنة الأمر الذي أثار السخط في البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
حذر وزير العدل الألماني هايكو ماس من وضع اللاجئين تحت الاشتباه العام عقب أحداث التحرش والاعتداء الجنسي التي تعرضت لها نساء في مدينة كولونيا الألمانية ليلة رأس السنة. وقال ماس "لا ينبغي لأحد أن يستغل هذه التحرشات والاعتداءات في التشويه الجزافي لسمعة اللاجئين... إذا كان هناك طالبو لجوء بين الجناة فإن هذا ليس سببا لوضع كافة اللاجئين تحت الاشتباه العام".
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
أثارت تصريحات رئيسة بلدية كولونيا هنرييتي ريكر مساء الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/ يناير 2016) زوبعة من الانتقادات بعد أن نصحت النساء في مؤتمر صحفي بأخد مسافة (نحو ذراع) من الرجال الذي "لا نشعر معهم بالثقة". بعدها انتشر هاشتاغ #einarmlaenge الذي عبر فيه الكثير من الألمان عن سخريتهم وانتقادهم لهذه النصيحة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
وجد المحافظون البافاريون في الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذين ينتقدون سياسة الحكومة في مجال الهجرة، وسيلة لتعزيز حججهم. إذ قال الأمين العام للحزب أندريا شوير بعد أحداث كولونيا: "اذا كان طالبو لجوء أو لاجئون قد ارتكبوا هذه الاعتداءات فيجب إنهاء إقامتهم في ألمانيا فورا". وهو ما انتقدته الأحزاب المعارضة، متهمة إياه بالشعبوية وعدم احترام دولة القانون.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وأوضح رئيس الشرطة في المدينة أنه و"في يوم الاحتفال بليلة رأس السنة لهذا العام ستتم الاستعانة بأكثر من 1500 شرطي"، موضحا أن الترتيبات لهذا العدد الكبير أعدت منذ شهر يونيو/حزيرانالماضي. وبيّن أن العدد المذكور يتكون من "900 شرطي يساندهم 500 آخرون يستدعون تحت الطلب".
يذكر أن شرطة كولونيا كانت قد خصصت 140 شرطيا فقط في العام الماضي لليلة الاحتفال برأس السنة. وحينها تعرضت عشرات النساء إلى اعتداءات جنسية وعمليات تحرش جماعي خاصة بساحة الكاتدرائية التي يوجد بها مدخل أساسي إلى محطة القطارات الرئيسية. وهناك تجمع المئات من الرجال غالبيتهم من أصول أجنبية وقاموا بسرقة النساء والاعتداء عليهن، في ظل غياب واضح لرجال الشرطة اللذين فشلوا في احتواء الوضع.
ووجهت انتقادات كبيرة للأجهزة الأمنية وإلى كيفية تعاطيها مع شكاوى النساء في ليلة الاحتفال.
وفي وقت فتحت فيه أكثر من 1500 قضية، لم تنجح السلطات في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، كما لم توجه اتهامات التحرش الجنسي لأي من المشتبه بهم نظرا لتعذر الوصول إلى أدلة كافية.