طرحت المفوضية الأوروبية خطة لتسريع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين، وتتضمن الخطة زيادة الضغط على المهاجرين الذين لا يتعاونون في عملية إعادتهم، وذلك وفقا لمقترح لائحة صادر عن المفوضية.
سيتم منح دول الاتحاد الأوروبي إمكانية إيواء طالبي اللجوء المرفوضين في مراكز ترحيل خاصة خارج الاتحاد الأوروبيصورة من: picture alliance/dpa
إعلان
تتضمن خطة طرحتها المفوضية الأوروبية تخفيض المزايا المقدمة لطالبي اللجوء المرفوضين ولا يتعاونون في عملية إعادتهم. كما تهدف الخطة إلى تسهيل الاعتراف المتبادل بقرارات الإعادة بين دول الاتحاد الأوروبي لتسريع الإجراءات. بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح دول الاتحاد الأوروبي إمكانية إيواء طالبي اللجوء المرفوضين في مراكز ترحيل خاصة خارج الاتحاد الأوروبي. ويهدف المقترح أيضا إلى زيادة كفاءة إجراءات الإعادة وإنشاء قواعد موحدة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ووفقا للمفوضية، فإن نسبة المهاجرين الذين يغادرون الاتحاد الأوروبي بعد صدور قرار يلزمهم بذلك لا تتجاوز واحدا من كل خمسة مهاجرين.
عناصر الخطة
وتتمثل العناصر الرئيسية للخطة فيما يلي:
-الالتزام بالتعاون: يتعين على طالبي اللجوء المرفوضين المشاركة بفعالية في إجراءات إعادتهم. ويشمل ذلك الكشف عن هويتهم والامتناع عن تقديم معلومات خاطئة، على أن يتم توقيع عقوبات على من يرفض ذلك، مثل تخفيض الإعانات أو فرض حظر دخول طويل الأمد إلى الاتحاد الأوروبي.
-تشديد الإجراءات في حالات التهديدات الأمنية حيث سيتم فرض قواعد أكثر صرامة على الأشخاص الذين يتم تصنيفهم على أنهم يشكلون خطرا أمنيا، بما في ذلك توسيع الأسباب التي تتيح احتجازهم.
-الاعتراف المتبادل بقرارات الترحيل سيتعين على الدول الأعضاء الاعتراف بشكل متبادل بقرارات الترحيل الصادرة داخل الاتحاد الأوروبي لتسريع الإجراءات وتسهيل تنفيذها.
-إنشاء مراكز للإعادة إذ إن الخطة ستتيح إمكانية إيواء طالبي اللجوء المرفوضين في منشآت خارج الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم تنفيذ عمليات ترحيلهم من هناك، مع الالتزام بمعايير حقوق الإنسان والإشراف على تنفيذ الإجراءات. وسيتم استثناء القصر والعائلات التي لديها أطفال من هذا الإجراء.
وبعد تقديم المفوضية الأوروبية لمقترح القانون، يجب أن يخضع للمراجعة والموافقة من قبل البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي. وتعتبر هذه الإصلاحات من المشروعات الأساسية للمفوضية الأوروبية تحت قيادة أورزولا فون دير لاين.
من جانبها، رحبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بالمقترح، قائلة: "نحن بحاجة إلى نظام إعادة فعال على المستوى الأوروبي، ويجب أن يكون التركيز على التزامات واسعة من جانب الأشخاص الملزمين بالمغادرة، إلى جانب فرض عقوبات في حال انتهاك هذه الالتزامات". كما شددت السياسية المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس، الاشتراكي الديمقراطي، على ضرورة تجنب الإجراءات البيروقراطية.
ف.ي/ص.ش (د ب ا)
اللاجئون في ألمانيا - من "ثقافة الترحيب" إلى "سياسة الترحيل"
في خريف عام 2015، فتحت ألمانيا أبوابها للآلاف من اللاجئين. وكان تفهم الألمان لمآسي هؤلاء ملفتا جداً. إلا أن أحداثاً عديدة قلبت ثقافة الترحيب إلى مطالب بالترحيل. بالصور: محطات من السياسة الألمانية تجاه اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Fischer
بداية الموجة
في 25 آب/ أغسطس 2015، علقت ألمانيا تنفيذ اتفاق دبلن تجاه اللاجئين السوريين. وينص الاتفاق على إعادة اللاجئين إلى بلد دخلوه في الاتحاد الأوروبي. وبعدها بأيام قالت المستشارة ميركل إن التغلب على موجة اللجوء؛ "مهمة وطنية كبيرة"، كما أصرت على أن "ألمانيا ستنجح في هذه المهمة". وخشيةً من مأساة تحل بآلاف اللاجئين، قررت ميركل إلى جانب النمسا استقبال اللاجئين، وكان ذلك في الخامس من أيلول/ سبتمبر 2015.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
استقبال وترحيب
مثلت ""ثقافة الترحيب" عنصراً مهماً في استقبال اللاجئين في خريف 2015. وقد حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من جانب المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم. ففي ميونيخ مثلاً، تم إنشاء مطاعم مؤقتة للاجئين المنتظرين تسجيل أسماءهم لدى الشرطة، ونقلهم إلى مراكز الإيواء.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
أزمة السكن
عدد كبير من اللاجئين قصد ألمانيا بعد قرار ميركل عام 2015. الأرقام المتزايدة للاجئين شكلت تحديا كبيراً للألمان. وبدأت مدن ألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين. ويعتبر هذا المعطى واحداً من المؤشرات الأخرى التي فرضت على ألمانيا دخول تحدٍ جديدٍ، بسبب اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
بداية أحداث قلبت الموازين
كانت أحداث كولونيا، التي وقعت في ليلة رأس السنة الجديدة 2016/2015 بداية فاصلة لتغير مزاج الألمان تجاه اللاجئين. حيث شهدت تلك الليلة عملية تحرش جماعي كبرى لم تشهدها ألمانيا من قبل. تلقت الشرطة مئات البلاغات من نساء تعرضن للتحرش والسرقة وفتحت الشرطة أكثر من 1500 تحقيق لكن السلطات لم تنجح في التعرف إلا على عدد قليل من المشتبه بهم، الذين كانت ملامحهم شرق أوسطية وشمال إفريقية، طبقا لشهود.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Böhm
مطالب بالترحيل
أعمال التحرش الجنسي في كولونيا، ليلة رأس السنة، تسببت في موجة استياء واسعة في ألمانيا بداية من عام 2016، وقد دفعت كثيرين للمطالبة بتشديد القوانين لترحيل الجناة وجعلت آخرين يطالبون بتفادي تجريم فئة معينة في المجتمع. وكانت حركة "بغيدا" أهم الأطراف، التي دعت إلى وقف تدفق اللاجئين على ألمانيا. وتعارض هذه الحركة الشعبوية بوجه خاص إيواء لاجئين من دول إسلامية بدعوى أن ثقافتهم لا تنسجم مع القيم الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
تحديد سقف لعدد اللاجئين
على خلفية اعتداءات كولونيا ليلة رأس السنة، وجد زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي المحافظ آنذاك هورست زيهوفر في الواقعة فرصة للتأكيد على طلبه الرئيسي المتمثل في تحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين المسموح لهم بدخول ألمانيا. لكن ميركل كانت قد رفضت الأمر في مؤتمر حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" (البافاري) في ميونيخ.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
هجمات متفرقة ينفذها لاجئون
وقام بعض اللاجئين بأعمال عنف و"إرهاب" جعلت مؤيدين كُثراً يسحبون دعمهم لسياسة الترحيب. ومن أبرز هذه الاعتداءات، ما حصل بمدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا. فقد فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصاً. كما أصاب طالب لجوء آخر (2016) خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورتسبورغ.
صورة من: Reuters/M. Rehle
هجمات معادية للاجئين
وفي المقابل قام أشخاص بالاعتداء على مجموعة من مراكز إيواء اللاجئين مثل إضرام الحريق في مركز فيرتهايم. كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبالهم. هذه التصرفات دفعت المستشارة ميركل للقول إنه لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
عملية دهس وراءها داعش!
في 19 ديسمبر/ كانون الأول 2016 اهتزت برلين لفاجعة الدهس بشاحنة، التي أدت لمقتل 12 شخصاً وإصابة 48 آخرين. هذا العمل الإرهابي قام به لاجئ في ألمانيا، فقد وُجهت التهمة لأنيس العامري، وهو تونسي الجنسية، كان يبلغ حينها 24 عاماً، باختطاف شاحنة بولندية ضخمة، ودهس بها تجمعاً بشرياً بأحد أسواق أعياد الميلاد في قلب برلين، قبل أن تقتله الشرطة الإيطالية. وقد أعلنت "داعش" فيما بعد تبنيها للاعتداء.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
سياسة ميركل في مرمى الانتقادات
تصاعد الأزمات، وتفاقم المشاكل جعل شعبية المستشارة ميركل تقل، فقد اتهمها منتقدوها بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. وفي سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Getty Images/J. Simon
هل ستستقبل ألمانيا لاجئين جدد؟
أعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون اللاجئين موافقة الحكومة الألمانية على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج "إعادة التوطين" التابع للاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يحاول وزير الداخلية الألمانية الإسراع بفتح مراكز جديدة للاجئين تتولى استقبال اللاجئ والبت في قراره ثم ترحيله في حالة رفض طلبه. بالإضافة إلى توجهه نحو التشدد حيال لمّ شمل عائلات اللاجئين الحاصلين على الحماية الثانوية. إعداد: مريم مرغيش