خطة ترامب.. موسكو تدعو للتفاوض وكييف ترفض المساس بحدودها
عادل الشروعات د ب ا، رويترز، ا ف ب
٢١ نوفمبر ٢٠٢٥
ترفض كييف مقترح السلام الأمريكي الذي يتضمن ترتيبات تتعلق بالمناطق المتنازع عليها، مؤكدة تمسّكها بوحدة أراضيها، بينما يدعو الكرملين إلى التفاوض الفوري، في وقت تواصل فيه أوروبا دعم الموقف الأوكراني دون تغيير.
كييف ترفض مقترح السلام الأمريكي المتعلق بالمناطق المتنازع عليها، مؤكدة وحدة أراضيها، فيما تدعو موسكو للتفاوض الفوري.صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance
إعلان
قال كبير المفاوضين الأوكرانيين الجمعة (21 نوفمبر/ تشرين الثاني) إن كييف لن تقبل أي اتفاق يتجاوز ما وصفه بـ"خطوطنا الحمر"، بعد الإعلان عن اقتراح أميركي بشأن إنهاء الحرب مع روسيا يتضمن تنازلات كبيرة عن الأراضي. كما استبعدت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة بشدة أي تغييرات حدودية في البلاد، ردا على خطة السلام أمريكية لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا قبل حوالي أربع سنوات. وقالت أولها ستيفانيشينا خلال نقاش على المائدة المستديرة في واشنطن إن "وحدة أراضي أوكرانيا وتغيير الحدود الأوكرانية ليسا أمرا يتعين طرحه على الطاولة".
موسكو تدعو أوكرانيا للتفاوض بشكل فوري
في المقابل، "نصح" الكرملين الجمعة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالتفاوض "الآن" بدلا من المخاطرة بخسارة المزيد من الأراضي، عقب الإعلان المفاجئ عن مقترح أميركي لإنهاء الحرب مع روسيا أفاد الكرملين بأنه لم يتسلمه رسميا بعد. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمره الصحفي اليومي "من الأفضل التفاوض، وأن يتم ذلك الآن لا لاحقا. إن هامش المناورة المتاح له (الرئيس زيلينسكي) يتضاءل مع خسارته الأراضي" بسبب الهجوم الروسي.
وتضغط أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون منذ أشهر لوقف إطلاق النار على طول خطوط المواجهة الحالية، كخطوة أولى نحو أي اتفاق سلام، لكن موسكو لم تتراجع عن أهدافها الحربية القصوى. وقالت ستيفانيشينا إن كييف منفتحة على إجراء "محادثة مفصلة بشأن المكان الدقيق الذي سيتم فيه تجميد خط الاتصال بين القوات، لكن هذا لم يكن جزءا من الحوار حتى الآن. وتدعو الخطة المكونة من 28 نقطة، والتي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام هذا الأسبوع وتم تقديمها فقط بشكل رسمي إلى كييف أمس الخميس، أوكرانيا إلى تقديم تنازلات واسعة، بما في ذلك انسحاب القوات من أجزاء متنازع عليها من منطقتي لوغانسك ودونتسك، التي تسيطر عليها حاليا.
"الموقف الألماني هو الموقف الأوروبي"
من ناحيتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، اليوم الجمعة، إنها سوف تجري مشاورات بشأن خطة السلام الأمريكية الجديدة التي تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا. وأضافت فون ديرلاين في مؤتمر صحفي بمدينة جوهانسبرغ حيث تنطلق القمة غدا السبت: "سوف نناقش الوضع مع القادة الأوروبيين، والقادة هنا على هامش مجموعة العشرين". وأضافت أنها سوف تتواصل أيضا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ولم تتطرق فون دير لاين إلى التعليق على فحوى الخطة. وبحسب رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، لم تشارك الولايات المتحدة المقترح رسميا بعد مع الاتحاد الأوروبي.
بدوره، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إنه لا يرى في المقترح الأمريكي المؤلف من 28 نقطة خطة نهائية لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بل "قائمة قضايا تحتاج إلى مناقشة عاجلة بين أوكرانيا وروسيا". وأكد فاديفول في تصريحات للصحفيين في بروكسل اليوم الجمعة إن "الموقف الألماني هو الموقف الأوروبي، وهذا يعني أننا ندعم أوكرانيا"، وأضاف: "ستكون أوكرانيا هي من يقرر أي تنازلات تقدمها، كما أن روسيا ستضطر لاتخاذ قرارات مماثلة... لسنا حكاما هنا، لكننا ندافع عن أوكرانيا، لأنها تدافع عن حريتها وحريتنا في أوروبا".
إعلان
موسكو تنتظر الموافقة الأوكرانية على التفاوض
ولم تتلقَ موسكو بعد موافقة كييف على التفاوض بشأن خطة ترامب للسلام بشأن الأزمة الأوكرانية، حسبما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف. ونقل الصحفي الروسي ألكسندر يوناشيف، عن بيسكوف قوله: "موسكو لم يتم إبلاغها بعد باتفاق زيلينسكي للتفاوض بشأن خطة ترامب للسلام"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وتتضمن خطة الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا التنازل عن أراض لصالح روسيا وتقليص حجم جيش كييف، وفقا لمسودة مقترح حصلت عليها وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب). وسيمنع المقترح أيضا التوسع المستقبلي لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وهو انتصار كبير لموسكو، التي تعتبر التحالف تهديدا محتملا.
تحرير: ف.ي
في صورـ أوكرانيا.. العيش في ظل حرب دامية
قتلى وجرحى وجنود منهكين ومنازل مدمرة: منذ شباط/ فبراير 2022 يضطر الناس في أوكرانيا للتعايش مع عواقب الحرب الروسية على بلادهم. ولا يزال من غير الواضح متى ستكون نهاية هذه الحرب.
صورة من: Gleb Garanich/REUTERS
الوداع نحو المجهول
الجدة أولها تعانق حفيدتها آرينا وداعًا. يجب إجلاء الفتاة البالغة من العمر ست سنوات من باخموت لأن القوات الروسية تقترب. مدينتها الأم تقع مباشرة على الخط الأمامي للقتال. آرينا هي واحدة من حوالي 11 مليون شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، الذين تم إجلاؤهم بسبب الحرب في وكرانيا منذ فبراير 2022.
صورة من: Oleksandr Ratushniak/REUTERS
اللعب أثناء الحرب
في يوم كئيب من أيام يناير في باخموت: ثلاثة أطفال يقفون يضحكون على جانب الطريق أثناء محاولتهم ركوب السكيت بورد. لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى أصبحت المدينة مسرحًا لمعارك وحشية لعدة أشهر - مع خسائر كبيرة على كلا الجانبين. في السابق، كان يعيش حوالي 75,000 شخص في باخموت، وفي مارس 2023 تشير، تقديرات الحكومة إلى أنه لم يتبق سوى حوالي 4000 منهم.
صورة من: REUTERS
الحرب أمام البيت
في الوقت الذي تشرق فيه الشمس ببطء في الخارج بمدينة بوكروفسك، مايزال ساكن هذا المنزل نائما. ومن خلال النافذة بدون زجاج يظهر منظر الدمار. تم تدمير عدة منازل هنا في أغسطس خلال هجوم صاروخي روسي.
صورة من: Viacheslav Ratynskyi/REUTERS
داخل البيت المدمر
المرأة الساكنة في هذا المنزل في دونيتسك تمد ذراعيها إلى الأعلى وهي تنظر إلى الدمار في سقف الغرفة. وتم تدمير العديد من الأشياء في منزلها جراء إطلاق قذائف روسية. ويقدر اقتصاديون في مدرسة كييف للاقتصاد تكلفة إعادة الإعمار حتى يونيو بحوالي 140 مليار يورو تشكل المساكن الجزء الأكبر من هذا المبلغ.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
نعوش في قبر جماعي
عمال يقومون بإنزال نعشً في قبر جماعي خلال جنازة في مقبرة في مستوطنة ستاري كريم خارج ماريوبول. ولا يعرف العدد الدقيق للقتلى. فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس، يُزعم أن حوالي 70,000 جندي أوكراني قد قتلوا في المعارك وأصيب حوالي 100,000 إلى 120,000 آخرين.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
حزن على الضحايا
حزن عميق خلال جنازة طفلين في أومان في منطقة تشيركاسي. ووفقًا للمعلومات الرسمية الأوكرانية توفي الطفلان في هجوم صاروخي روسي. ومنذ الاجتياح الروسي، سجلت الأمم المتحدة في أوكرانيا ما لا يقل عن 10,000 مدني قتلوا - بما في ذلك أكثر من 560 طفلًا. ومع ذلك قد تكون الأعداد أعلى بكثير.
صورة من: Carlos Barria/REUTERS
محطات القطارات السريعة كملاذ
في وسط كييف يبحث الناس عن مأوى في محطة للقطارات السريعة تحت الأرض، بينما يعلو صوت صفارات الإنذار في الهواء الطلق. ومنذ بداية حرب الاجتياح الروسي في أوكرانيا، كانت محطات القطارات السريعة والأنفاق ملاذًا متكررًا للحماية من هجمات الصواريخ الروسية. وخاصة في بداية الحرب، كان على الناس تحمل العبئ في بعض الأحيان لفترات طويلة في أنفاق القطارات السريعة.
صورة من: Alina Smutko/REUTERS
فيضانات خطيرة بعد انهيار سد
مساعدون أوكرانيون يقومون بإجلاء سكان من منطقة غمرتها المياه. وفي يونيو، تم تدمير سد كاتشوفكا على نهر دنيبرو، مما أدى إلى فيضانات خطيرة غمرت مئات المنازل، وتم الإعلان عن حالة الطوارئ في مدينة نوفا كاتشوفكا.
صورة من: Vladyslav Musiienko/REUTERS
البقاء في مسقط الرأس
ترغب ليوبوف فيسيليفنا في البقاء في منزلها في قرية سيمينيفكا. وتعيش السيدة البالغة من العمر 70 عامًا مع حيواناتها في البيت الذي وُلدت فيه. بالنسبة لها، هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلها ترغب في البقاء وعدم إخلاء قريتها الواقعة بالقرب من مدينة أفدييفكا على الجبهة في منطقة دونيتسك الشرقية.
صورة من: Violeta Santos Moura/REUTERS
جنود منهكون
القتال في الخنادق، وهجمات الطائرات بدون طيار، والمواجهات - العديد من الجنود الأوكرانيين منهكين. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الجرحى، مثل هذا الجندي الأوكراني الذي يتلقى الرعاية من قبل طبيبين عسكريين. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس، يُزعم أن إجمالي عدد الجنود الأوكرانيين والروس الذين قتلوا حتى الآن بلغ 500,000.
صورة من: Alina Smutko/REUTERS
متى ستنتهي الحرب؟
الصديقتان غالينا وفالنتينا اللتان تبلغان من العمر حوالي 80 عامًا تتجولان يدًا في يد في الثلج في يفيرسك في منطقة دونيتسك. وما إذا كانت الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة بالنسبة لهما لا يزال أمرا غير واضح. ولكن وفقًا لتصريحات عدة خبراء، قد تستمر لفترة طويلة. أعده للعربية: م.أ.م