خطة المفوضية الأوربية حول اللاجئين تصطدم بـ"فيشغراد"
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٠
رفضت عدة دول من أوروبا الشرقية والمعروفة بمجموعة "فيشغراد" خطة المفوضية الأوروبية لإصلاح سياسة الهجرة واللجوء لأنها ليست "صارمة بما يكفي"، ما يوجه ضربة قوية لجهود حل إحدى أعقد المشكلات في القارة العجوز.
إعلان
أعلن زعماء المجر وبولندا وجمهورية تشيكيا رفضهم لمشروع المفوضية الأوروبية الجديد بخصوص اللجوء والهجرة، إثر محادثات أجروها مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس (24 سبتمبر/ أيلول 2020)، فيما تحاول الكتلة إصلاح قواعد اللجوء بعد خمس سنوات من أزمة مهاجرين غير مسبوقة في القارة.
وجاءت المحادثات بعد نشر المفوضية الأوروبية، وهي الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، خططا جديدة يوم أمس الأربعاء لفرض ضوابط أكثر صرامة على الحدود وإجراءات موحدة لطرد طالبي اللجوء المرفوضين.
وأعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إن هذه الإجراءات غير كافية، وأصر على ضرورة فرز اللاجئين في مخيمات خارج أوروبا. وقال أوربان للصحافيين بعد محادثات في بروكسل مع نظيريه التشيكي والبولندي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "لا يوجد اختراق .. هناك العديد من التغييرات لكنها لا تعد بعد اختراقا".
وقاومت الدول الثلاث لتي تمثل مع سلوفاكيا مجموعة "فيشغراد" بشدة جهود الاتحاد الأوروبي السابقة لتوزيع اللاجئين باستخدام نظام الحصص الإلزامي.
وأوضح أوربان المعروف بمواقفه المعادية للاجئين أنّ "الاختراق يعني نقاط تجميع خارجية، أي لا يمكن لأحد أن يخطو على أرض الاتحاد الأوروبي دون الحصول على إذن بذلك"، في إشارة إلى فكرة مراكز الفحص الموجودة خارج أوروبا.
وتلزم الخطة جميع الدول الأعضاء باستضافة حصص من اللاجئينمقابل تمويل من ميزانية الاتحاد الأوروبي. وتهدف كذلك إلى تكثيف جهود إعادة المهاجرين غير الشرعيين عبر إجراءات منها تقييد منح تأشيرات لمواطني الدول التي ترفض استعادة مواطنيها، ودعم مثل تلك الدول في كبح الهجرة قبل وصول اللاجئين إلى أوروبا.
وبموجب الخطة، يمكن لدول الاتحاد الأوروبي التي لا ترغب في استقبال مزيد من المهاجرين واللاجئين أن تتولى بدلاً من ذلك مسؤولية إرسال أولئك الذين تم رفض طلباتهم للجوء إلى أوطانهم.
ورفض رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس فكرة أن تقوم الدول غير الراغبة في إيواء المهاجرين بضمان عودتهم إلى الوطن، ووصفها بأنها "كلام فارغ". وقال بابيس: "للوهلة الأولى، يبدو أن المفوضية الأوروبية لم تفهم بعد أنه من أجل وقف الهجرة غير الشرعية، يتعين علينا إيقاف المهاجرين غير الشرعيين عند وصولهم إلى الأراضي الأوروبية".
بدوره، قال نظيره البولندي ماتيوز موراويكي إنّ مجموعة فيشغراد ستلتزم بمطالبها بـتطبيق "سياسات مراقبة الحدود الأكثر صرامة وفعالية". وتابع: "نريد منع المشاكل في المصدر".
وبعد لقائها مع الزعماء الثلاثة، كتبت فون دير لايين بأنها أجرت "مناقشة جيدة" معهم وأنهم "اتفقوا على العمل معًا بشكل وثيق".
وخيّبت خطط المفوضية الأوروبية الجديدة أيضا آمال المهاجرين وطالبي اللجوء، حيث ندّد نشطاء مدافعون عن حقوق المهاجرين بها باعتبارها "تذعن لكراهية الأجانب والشعبوية".
إ.ع/ أ.ح ( أ ف ب، رويترز)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو