خطة ترامب لإنهاء الحرب: أوروبا تستنفر لتحسين أوراق أوكرانيا
فلاح الياس ا ف ب، د ب ا، ا ب
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
رفض الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا خطة واشنطن لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، بصيغتها الحالية، وقالوا إن مسودة الخطة تصلح "أساسا" للمباحثات ولكنها تحتاج إلى "عمل إضافي". والأنظار تتجه إلى اجتماع هام في جنيف.
قادة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، خلال قمة العشرين في جوهانسبرغ، والحديث الأبرز هو أوكرانياصورة من: Michael Kappeler/Pool/dts Nachrichtenagentur/IMAGO
إعلان
قال قادة دول أوروبية وكندا واليابان، في بيان صدر بعد اجتماعهم في جوهانسبرج، على هامش قمة العشرين: "إن المسودة الأولية للخطة (الأمريكية) المكونة من 28 بندا تتضمن عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم." وأضاف البيان بشأن الخطة، التي ستمنح روسيا تنازلات واسعة: "نعتقد لذلك أن المسودة تعد أساسا يتطلب عملا إضافيا". وجاء في البيان: "نحن نتمسك بمبدأ عدم جواز تغيير الحدود بالقوة. كما نشعر بالقلق إزاء القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية، والتي قد تترك أوكرانيا عرضة لهجوم مستقبلي". ووقع البيان قادة كندا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وأيرلندا واليابان وإسبانيا وبريطانيا وألمانيا والنرويج وهولندا، إضافة إلى كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي.
علاوة على ذلك، سيتوقع من واشنطن الاعتراف بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل غير قانوني عام 2014، وكذلك دونيتسك ولوهانسك، بوصفها أراض روسية بحكم الأمر الواقع.
المستشار الألماني: لا يمكن إنهاء الحرب دون موافقة أوكرانيا
من جانبه أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس أنه لا يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا دون موافقة أوكرانيا نفسها. وردا على خطة السلام الأمريكية الجديدة، قال ميرتس: "لا يمكن للقوى الكبرى إنهاء الحروب متجاوزة إرادة الدول المعنية. ولا يمكن بالطبع إنهاء الحرب إلا في حال وجود موافقة غير مشروطة من أوكرانيا". ورأى ميرتس أن هناك حاجة أيضا إلى وجود موافقة أوروبية، وأردف: "إذا خسرت أوكرانيا هذه الحرب وربما انهارت، فإن ذلك سيكون له تأثير على السياسة الأوروبية ككل، وعلى القارة الأوروبية برمتها".
إعلان
وأوضح أن هناك في الوقت الحالي فرصة لإنهاء الحرب، غير أن الوصول إلى حل مشترك وجيد لا يزال "بعيدا إلى حد ما". وأضاف ميرتس أن هذا ما أوضحه أيضا خلال مكالمته الهاتفية مساء أمس الجمعة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. واستطرد ميرتس أنه ذكر ترامب خلال المكالمة الهاتفية بكيفية تعامل موسكو مع مذكرة بودابست لعام 1994. وقال ميرتس إن موسكو كانت تعهدت لأوكرانيا في ذلك الوقت بأن تحترم موسكو سلامة الأراضي الأوكرانية بشكل دائم، مقابل قيام أوكرانيا بعدد من الإجراءات من بينها تنازلها عن الأسلحة النووية الموروثة عن الحقبة السوفيتية. واتهم المستشار الألماني روسيا بعدم الالتزام بهذا التعهد، ورأى أنه يجب لهذا السبب تقديم ضمانات أمنية أخرى أكثر موثوقية لأوكرانيا.
ظهور جنود روس قرب الحدود الإستونية يثير مخاوف الناتو
03:00
This browser does not support the video element.
اجتماع مرتقب في جنيف
ومن المقرر أن يجتمع مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني مع نظيريهم الأمريكي والأوكراني صباح الأحد في جنيف لمناقشة الخطة الأمريكية لأوكرانيا، وفق ما أفادت مصادر متطابقة السبت. وأشار أحد المصادر إلى أن "مستشار الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى جنيف غدا برفقة زملائه من مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)". وأوضح مصدر آخر أن "النقاش سيُجرى بين الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية والأوكرانيين".
وقال وزير الدفاع الأوكراني السابق رستم عمروف اليوم السبت إن مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى يعتزمون عقد اجتماع مع ممثلين عن الولايات المتحدة في سويسرا خلال الأيام المقبلة لإجراء محادثات حول خطة السلام المقترحة من الرئيس الأمريكي. وفي وقت سابق، عين الرئيس فولوديمير زيلينسكي وفدا تفاوضيا للتعامل مع الولايات المتحدة وروسيا وأطراف دولية أخرى، وفقا لمرسوم نشر في كييف. وعين زيلينسكي مدير مكتبه، أندريه يرماك، كبير المفاوضين، كما ضم الوفد، المكون من تسعة أعضاء، كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت أن الدول ال30 الأعضاء في "تحالف الراغبين" الداعم لكييف ستعقد اجتماعا عبر الفيديو الثلاثاء، يلي المحادثات التي ستشهدها جنيف حول الخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا. وأضاف "نعلم أن ليس هناك عناصر ردع" في الخطة الأمريكية للسلام، محذّرا من أن "الروس سيعودون ولن يفوا بوعدهم".
تحرير: خالد سلامة
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.