خطة جديدة للناتو لردع أي هجوم روسي وبوتين يهاجم الحلف
٢٢ أكتوبر ٢٠٢١
رغم "عدم افتراض" الناتو حدوث أي هجوم روسي وشيك، أقرّ الحلف خطة رئيسية جديدة لردع روسيا من القيام بأي هجوم، وروسيا تتهم الحلف بـ"زعزعة استقرار أوروبا" عبر استعداداته الاستراتيجية.
إعلان
وافق وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "الناتو" الخميس (21 تشرين الأول/أكتوبر 2021) على خطة رئيسية جديدة لردع روسيا. وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بعد الاجتماع: "إننا نعزز تحالفنا بخطط أفضل وأحدث".
وتهدف الاستراتيجية إلى الاستعداد لهجمات متزامنة من قبل روسيا في دول البلطيق ومنطقة البحر الأسود. ويؤكد مسؤولو الناتو أنهم لا يفترضون حدوث هجوم روسي وشيك. بينما ترفض موسكو جميع الاتهامات المتعلقة بكونها تتصرف "بعدوانية"، متهمة الناتو بـ"زعزعة استقرار أوروبا" من خلال استعداداته الاستراتيجية.
لكن الدبلوماسيين الغربيين يرون أن "مفهوم الردع والدفاع في المنطقة الأوروبية الأطلسية" واستراتيجية التنفيذ المرتبطة به "ضروريان"، طالما تقوم روسيا بتطوير أنظمة أسلحة متطورة وتحرك القوات والأسلحة بالقرب من الحدود الخارجية لدول الناتو. وتدور سيناريوهات الردع أيضاً حول استخدام الأسلحة النووية.
وقالت وزيرة الدفاع ألمانية أنغريت كرامب-كارينباور لموقع "دويتشلاند فونك": "هذه هي طريقة الردع"، وأضافت: "علينا أن نوضح لروسيا أننا مستعدون في النهاية لاستخدام مثل هذه الوسائل بحيث يكون لها تأثير رادع مسبقاً، لكي لا يفكر أحد في مهاجمة شركاء الناتو في المناطق الواقعة على البلطيق أو في منطقة البحر الأسود". وأشارت كرامب-كارينباور إلى أن هذه هي الفكرة الأساسية لحلف الناتو وسوف تتكيف مع السلوك الحالي لروسيا، وأردفت بالقول: "نرى، على وجه الخصوص، انتهاكات للمجال الجوي فوق دول البلطيق، لكننا نشهد أيضاً هجمات متزايدة حول البحر الأسود".
عدم ثقة متبادلة
في أيلول/سبتمبر الماضي، أجرت روسيا وحليفتها بيلاروسيا مناورات عسكرية دقت ناقوس الخطر لدى أعضاء الناتو في منطقة البلطيق. ووفقاً لممثلي الحكومات الغربية، تم حشد حوالي 100 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا في أيار/مايو، وهو عدد أكبر مما تم حشده منذ ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014. في الآونة الأخيرة، هددت روسيا الناتو بعواقب إذا اتخذ مزيداً من الخطوات لقبول أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن هذا الأسبوع إن روسيا ليس لها الحق في منع جهود أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس الخميس إن أوستن مهد الطريق عملياً أمام أوكرانيا للانضمام إلى الناتو. وقال بوتين إنه حتى لو لم يكن هناك قبول رسمي لانضمام أوكرانيا للناتو بعد، فإن الناتو يعزز بالفعل التطور العسكري لأوكرانيا، مشيراً أن "هذا يشكل تهديداً لروسيا".
وكانت روسيا أعلنت أنها ستعلق عمل بعثتها لدى الناتو اعتباراً من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، وذلك رداً على قيام الحلف بطرد 8 أعضاء من البعثة الروسية لديه، متهماً إياهم بأنهم "يعملون سرّاً بصفتهم ضباط مخابرات". ويزداد التوتر بين روسيا ودول أوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، في الآونة الأخيرة بسبب عدة ملفات منها أزمة أوكرانيا وخط أنابيب "نورد ستريم 2" المثير للجدل، فضلاً عن أزمة حقوق الإنسان في روسيا.
ففي تموز/يوليو الماضي أعلنت إدارة "حوار بطرسبورغ" بين ألمانيا وروسيا تعليق فعاليات المنتدى، بسبب تقييد عمل بعض المنظمات الألمانية التي تدعو إلى مجتمع مدني أقوى في روسيا. وتعليقاً على ذلك قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يؤيد إعادة استئناف نشاطات "حوار بطرسبورغ"، وقال في منتدى بمدينة سوتشي الخميس إن "الأمر لا يعتمد علينا وحدنا" مضيفا أنه إذا "أبدى الجانب الألماني اهتماماً، فسنكثف هذا العمل".
م.ع.ح/و.ب (رويترز، أ. ف. ب)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.