بعد أن دق فريق بروسيا دورتموند، أحد أعرق فرق الدوري الالماني، ناقوس الخطر بإعلانه أنه على وشك الإفلاس، أعلن مجلس إدارته امس عن وضعه خطة إنقاذ عاجلة وافقت عليها الجهات الدائنة. فقد تهاوى مستوى النادي خلال العامين الماضيين مما سبب صعوبات اقتصادية كبيرة. وعلى ضوء ذلك واجه خلال الأيام القليلة الماضية خطر سحب رخصته ونهايته كفريق مسجل في رابطة اتحاد كرة القدم الالمانية. والنادي يحمل اسم مدينة دورتموند احدى أكبر مدن منطقة الرور الصناعية. وبالرغم من عراقتة وسمعته واهميته الاقتصادية للمنطقة، أعلنت ولاية شمال الراين – وستفاليا التي تقع فيها مدينة دورتموند عن عدم استطاعتها ضخ أموال عامة في خزانة النادي لإنقاذه لان ذلك من شأنه أن يفسد روح المنافسة في عالم كرة القدم وأن يشكل سابقة لحالات كهذه في المستقبل.

خطة إصلاح عاجلة

للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة وضعت إدارة النادي خطة إصلاح عاجلة. فقد أعلن ميشائيل ماير مدير نادي دورتموند في مؤتمر صحفي أن الخطة ستستمر حتى عام 2006، وستنقذ النادي من سحب رخصته المهددة في حالة عدم وفاءه بتسديد ديونه. وتقوم الخطة على نقطتين رئيسيتين: أولاً الاسترجاع الجزئي لاستاد النادي من صندوق موسيريز الذي يملك الاستاد حالياً، وبذلك يوفر النادي ثمن الإيجار الشهري. ثانياً: قبول الدائنين بتجميد ديون النادي وبالتالي إعفاءه من الفوائد المتراكمة وهذا ما تم بالفعل مساء أمس. وذكر ماير أن إدارة النادي شرعت في إعداد خطة الإصلاح منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، كما أعلن أن الدائنين أعلنوا عن موافقتهم على التنازل عن الفوائد.

تراكم الديون وتراجع الاداء

بدأ التدهور التدريجي لنادي بروسيا دورتموند العريق خلال الموسمين الماضيين، وذلك بعد حصوله على بطولة الدوري الألماني عام 2002. ويُرجع الخبراء أسباب التدهور إلى اندفاع النادي في شراء لاعبين بأثمان عالية، لم يحققوا تقدماً يذكر في مستوى النادي، بل تدهور ترتيبه في قائمة الدوري العام، وبالتالي فشل في التأهل لبطولة أبطال الدوري الأوروبية أو بطولة الإتحاد الأوروبي، ناهيك عن انخفاض أسعار تذاكره. يذكر أن اللعب في البطولات الأوروبية هو مصدر دخل مهم للأندية المحلية، حيث يحصل النادي على عائد كبيرمن اتحاد كرة القدم الاوروبية (EUFA) ومن التذاكر المباعة اضافة الى حقوق بث المباريات مباشرة من قبل محطات التلفزة.

غير أن بعض الخبراء يعتبرون أن الخطأ الفادح الذي ارتكبه النادي هو بيع ملعبه "وستفاليا" الذي يتسع لنحو 70 ألف متفرج إلى صندوق موسيريز، حيث يكلفه إيجاره حالياً 17 مليون يورو سنويا. وبرغم تغيير المدرب لم ينجح النادي في تحقيق نتائج جيدة أو تقديم مستوى فني مرتفع، فانفض عنه المشجعون متهمين الإدارة بسوء التخطيط وبارتكاب أخطاء فادحة. وتصاعدت الأزمة معبرة عن نفسها على شكل استقالات متتابعة آخرها استقالة جيرد نيباوم رئيس مجلس إدارة النادي السابق الأسبوع الماضي.

يذكر أن النادي أعلن صباح يوم الخميس في مؤتمر صحفي أنه يرزح تحت ديون طائلة، وأنه يواجه أزمة مالية "تهدد وجوده". وأظهرت أرقام أروردتها مصادره أنه سيخسر مبلغا مقداره 68,8 مليون يورو إذا استمر هذا الموسم دون خطة إصلاح. ومن شأن ذلك أن يجعل خسائر الأعوام الماضية ترتفع إلى نسبة خيالية تقدر بـ 79 بالمائة من رأس مال المساهمين.

نجاحات الماضي

تأسس دورتموند عام 1909 في منطقة الرور الصناعية وتوج بطلا لألمانيا ست مرات آخرها عام 2002، وكان أول ناد ألماني يحرز كأسا أوروبية عندما توج بطلا لكأس الكؤوس الأوروبية عام 1966، كما فاز بالدوري الأوروبي عام 1997 أيضا. ونادي دورتموند هو النادي الوحيد المدرج في سوق البورصة، ففي عام 2000 بدأ التعامل بأسهم النادي، وحققت هذه الخطوة أرباحاً سريعة تقدر بـ 130 مليون يورو. ويرى الخبراء أن الاتجاه إلى البورصة ينطوي على مغامرة كبيرة، فرغم الأرباح المتوقعة يربط النادي ميزانيته بتقلبات السوق. واليوم يرزح النادي تحت ديون تصل إلى 120 مليون يورو.

ومن أشهر لاعبين النادي نجما المنتخب التشيكي يان كولر وتوماش روزيسكي، والمهاجم البرازيلي ايفرتون، وقلب دفاع المنتخب الألماني كرستيان فورنز.