1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"خطة" ولي العهد.. تحويل المملكة من السعودية إلى "السلمانية"!

١٠ يناير ٢٠١٨

انتشر بالآونة الأخيرة في العاصمة السعودية كلام عن أن ولي العهد يعمل على مشروع لحصر السلطة في "دائرة ضيقة جداً" من العائلة الحاكمة. ما خلفية الكلام وحيثياته؟ وهل نشهد حالياً رؤية الخطة للنور؟ وما هي أداتها التنفيذية؟

König Salman Bin Abdul Aziz Al Saud und Kronprinz Mohammed Bin Salman Al Saud
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Press

ذكرت وسائل إعلام سعودية، منها صحيفة "عكاظ" وموقع "سبق" الإلكتروني، أن السلطات السعودية ألقت السبت الماضي (السادس من كانون الثاني/يناير 2018) القبض على أحد عشر أميراً تجمهروا في "قصر الحكم" الملكي للاحتجاج على إجراءات تقشف شملت إيقاف سداد فواتير الكهرباء والماء عن الأمراء ومطالبين بالتعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم.

ولم تذكر وسائل الإعلام السعودية تلك أي تفاصيل عن هوية الأمراء لكنه قال إن الجماعة يتزعمها الأمير (س. ع. س بن محمد بن فيصل بن تركي). وتابع الموقع أن التوجيهات واضحة وتؤكد أن "الجميع سواسية أمام الشرع ومن لم ينفذ الأنظمة والتعليمات سيتم محاسبته كائناً من كان".

"أقاويل" تعززها وقائع

تسري أقاويل أن ولي العهد، محمد بن سلمان (33 عاماً) يمتلك مشروعاً لحصر الحكم والسلطة بيد جزء من أحفاد مؤسس الدولة السعودية الثالثة، عبد العزيز بن سعود. الكاتب الصحفي السعودي المقيم في واشنطن جمال خاشقجي يرى في تصريح حصري لـDW عربية أن تلك الأقاويل "تتردد في الرياض وأن حادثة التجمهر الأخيرة في قصر الحكم وانتقال الأمراء بعدها لقصر العوجة عزز تلك الأقاويل". دكتور علم الاجتماع السياسي في "جامعة الملك سعود" قال في تصريح جد مقتضب لـDW عربية أنه "غير معني بالتعليق على تكهنات".

وحسب معلومات خاشقجي فإنه لا يوجد منحى سياسي للاحتجاجات المذكورة، بل هي احتجاج على "إصلاحات" ولي العهد وعلى "إلزام" الأمراء بما يُلزم به المواطن السعودي من حيث المعاملة وفق القانون.

اختلفت وسائل إعلام ألمانية في تقدير عدد الأمراء السعوديين، غير أنها اتفقت أنه يتراوح بين 5000 و7000 أمير. بيّد أنه وبحسب تقرير لصحيفة النهار اللبنانية، نُشر في 24 كانون الثاني/يناير 2015، يبلغ عدد أفراد العائلة الحاكمة حوالي 25 ألفاً، ويقتصر عدد المؤثرين في السياسة على مئتي شخص. وجاء في تقرير لصحيفة "انديبندنت" البريطانية في كانون الثاني/يناير 2012 نقلاً عن الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز أن عدد أفراد الأسرة الحاكمة هو 15 ألفاً وأن ألفين منهم هم المسيطرون على السلطة والثروة.

"الأمراء المحتجون هم من الفرع الذي يُطلق عليهم العرافة، وهو جناح خرج من الحكم منذ زمن الدولة السعودية الثانية"، يقول خاشقجي. ويؤكد الدكتور والمؤرخ وعضو مجلس الشورى لثلاث دورات، محمد آل زلفة، أن الأمراء المذكورين هم من "فرع العرافة، ويجزم بأنه "لا أمل لهم في الملك"، مبرراً قوله في تصريح خاص لـDW عربية أن "المنافسة محصورة بين أحفاد عبد العزيز دون غيرهم".

النموذجان المغربي والأردني

حسب معلومات خاشقجي، فقد جرت عملية "غربلة" على الصعيدين السياسي والمالي للأمراء منذ عامين: "اليوم تشهد السعودية مرحلة تشكل للسلطة في اتجاه التحول من الأفقية إلى العمودية: حصر السلطة بيد الملك وولي عهده وعلى النموذجين الأردني والمغربي. وباقي الأمراء سيكونوا أشبه بالموظفين في الدولة، وليسوا شركاء في الحكم".

ومن جانبه، يرى الدكتور والمؤرخ وعضو مجلس الشورى لثلاث دورات محمد آل زلفة، أنه من الضروري وضع الأمور بيد "قلة" من الأمراء للمحافظة على الوحدة الوطنية والحكم وسلامته ومنع المنافسة والتناحر: "كمؤرخ لتطور الحكم في السعودية أعتقد أن الأمر ليس بجديد على المملكة؛ إذ أن مؤسس الدولة السعودية الثالثة هو من كان بيده وحده كل السلطة وفرض ابنه ولياً للعهد دون أن يعترض أحد من إخوته".

على مدى العقود القليلة الماضية، كان إلى جوار كل ملك سعودي واحد أو اثنان من إخوته أو أبنائه أو أبناء إخوته يقدمون المشورة ويشاركون في الحكم. غير أنه ومنذ اعتلاء الملك سلمان العرش تركزت الكثير من السلطات في يد ابنه محمد، الذي يشغل إلى جانب ولاية العهد مناصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس "مجلس الشؤون السياسية والأمنية" ورئيس "مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية". كما يشغل شقيقه خالد (29 عاماً) منصب سفير المملكة في واشنطن. ولا يعتمد ولي العهد كثيراً على أبناء عمومته، بل على فريق من المستشارين وهم بالأساس سعوديون برغم أن بعضهم تدربوا في الولايات المتحدة أو بريطانيا.

"على أبواب" الدولة السعودية الرابعة

مر حكم الأسرة السعودية بمراحل صعود وهبوط. فقد تأسست "الدولة السعودية الأولى" (إمارة الدرعية) في عام 1744 بتحالف قبلي-ديني بين محمد بن سعود ورجل الدين محمد بن عبد الوهاب. في عام 1818 وضع جيش إبراهيم باشا ابن حاكم مصر القوي، محمد علي باشا، نهاية للدولة بتكليف من السلطنة العثمانية وهدم عاصمتها.

بعد ذلك بست سنوات أخذ تركي بن عبدالله بن سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد بن سعود زمام الأمور وأسس "الدولة السعودية الثانية" واتخذ من الرياض عاصمة لها. بوفاة فيصل بن تركي تقاتل أبناؤه وتحالف بعض منهم مع آل الرشيد، أمراء حائل. مما سهل على آل رشيد القضاء عليها عام 1891.

نجح عبد العزيز بن سعود في إقامة "الدولة السعودية الثالثة" وأطلق عليها لاحقاً "المملكة العربية السعودية"صورة من: Saudi National Museum

في 1902 انتزع عبد العزيز بن سعود الرياض من يد آل رشيد وشرع في تأسيس الدولة "السعودية الثالثة" ملحقاً بها كامل نجد والحجاز وبقية أراضي "المملكة العربية السعودية" الحالية.

أما اليوم وبعد قرابة تسعة عقود على الإعلان عن تأسيس "المملكة العربية السعودية" فيجزم الأكاديمي السعودي والمؤرخ محمد آل زلفة إننا "على أبواب" الدولة السعودية الرابعة.

كتيبة "السيف الأجرب"-الذراع التنفيذي؟

ذكرت وسائل الإعلام السعودية، التي نقلت خبر إلقاء القبض على الأمراء بعد تجمهرهم، أن الحراس الذين ألقوا القبض على الأمراء ينتمون لكتيبة "السيف الأجرب" التابعة للحرس الملكي والتي تتألف من أكثر من خمسة آلاف عضو وترتبط مباشرة بولي العهد. وتناقلت عدة صحف إعلامية أنها تمثل قوات نخبة وتأسست مع تولي الملك سلمان الحكم. وتتركز مهمتها بحراس الملك وولي عهده والقصور الملكية. واكتسبت اسمها من اسم سيف مؤسس الدولة السعودية الثانية، تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود، والذي لقب سيفه بـ"الأجرب". ويتشارك جمال خاشقجي والعضو لثلاث دورات في مجلس الشورى محمد آل زلفة الجزم بأن ما يشاع عن وجود "مرتزقة أجانب" في صفوف الكتيبة "عار" عن الصحة.

يقال إنها وحدة عسكرية سعودية مدربة على مستوى عالٍ

01:56

This browser does not support the video element.

هل وضع ترامب "رجله" في القمة؟

وفي السادس من كانون الثاني/يناير 2018 اقتبس الموقع الإلكتروني للقسم الإنكليزي في "هيئة الإذاعة البريطانية" من كتاب مايكل وولف "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" يحوي كلاماً قاله ترامب لأصدقاء أنه وصهره جاريد هندسا انقلاباً في السعودية: ووضعا رجلنا (ولي العهد محمد بن سلمان) في القمة".

يصف الدكتور والمؤرخ وعضو مجلس الشورى لثلاث دورات محمد آل زلفة ذلك الكلام بأنه "سخيف"، ويستشهد هنا بما قيل عن دعم أمريكي لمحمد بن نايف. ولكن في نهاية المطاف بقي القرار سعودياً "خالصاً"، على حد تعبيره. ويتفق الكاتب الصحفي جمال خاشقجي معه بالرأي ويقول أن مثل تلك الأمور تبقى محصورة "في داخل السعودية فقط".

خالد سلامة

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW