1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطر الارهاب الإسلاموي يتربص بقلب أوروبا

علاء الدين سرحان٢٧ نوفمبر ٢٠٠٦

أظهر كشف وإحباط مخططات إرهابية في ألمانيا أنها لم تعد بمنأى عن مخالب الإرهاب الإسلاموي. موقعنا يستطلع آراء بعض الخبراء حول مدى التهديد، الذي يشكله الإرهاب الإسلاموي لألمانيا وسبل مواجهته.

ألمانيا في مرمى استهداف الإرهاب القاعديصورة من: Montage DW/AP

قبل أسابيع من إفشال محاولة تسريب قنبلة إلى متن طائرة إسرائيلية قبل إقلاعها من مطار فرانكفورت الدولي صيف عام 2006 حذرت المدعية العامة الاتحادية مونيكا هارمس من انخداع الألمان بالشعور بالأمان ومن استبعادهم وقوع هجمات إرهابية ذات خلفية إسلاموية داخل ألمانيا. فقد سبقت محاولة تفجير طائرة فرانكفورت محاولات إرهابية عديدة تم إحباطها، كمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي إبان زيارته للعاصمة الألمانية برلين عام 2004، ومحاولة طالبين عربيين تفجير قطاري ركاب في ولايتي شمال الراين- وستفاليا وراينلاند – بفالس في شهر تموز/ يوليو 2006، ناهيك عن تلك المخططات، التي أحبطتها أجهزة الأمن والاستخبارات الألمانية والتي مازالت طي الكتمان في الملفات الأمنية.

وقد أظهرت تلك المخططات أن ألمانيا ليست بمنأى عن مخالب الإرهاب الإسلاموي كما كان يظن البعض بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. ولعل القاسم المشترك بين معظمها هو الخلفية الإسلاموية والارتباط النسبي بتنظيم القاعدة. وبينما يجري الادعاء العام الاتحادي في كارلسروه حالياً تحرياته حول صلة مخططي اعتداء فرانكفورت الفاشل بتنظيم القاعدة يستطلع موقعنا أراء بعض خبراء مكافحة الإرهاب في ألمانيا حول مدى الخطر الفعلي، الذي تتعرض له ألمانيا حالياً.

"هذا أمر مطروح للنقاش"

رولف توبهوفن، مدير معهد دراسات مكافحة الإرهاب والسياسات الأمنية في ايسينصورة من: dpa

"إننا هدف للإرهابيين منذ فترة طويلة نظراً لكون ألمانيا طرفاً في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب،" هكذا يقول رولف توبهوفن، مدير معهد دراسات مكافحة الإرهاب والسياسات الأمنية في ايسين. فالمشاركة الألمانية على الصعيدين الدبلوماسي والعسكري لإجتثاث الإرهاب من جذوره جعلت منها هدفاً للإرهاب القاعدي. وهو ما تؤكده أيضاً الكاتبة الصحفية ومؤلفة كتاب "أطفال الجهاد" سعاد ميكنت، التي ترى أن "إرسال قوات ألمانية إلى أفغانستان ومؤخراً إلى لبنان جعل ألمانيا محط أنظار الإرهابيين." وفي معرض إجابتها عما إذا كان كشف وإحباط عملية فرانكفورت بصورة مبكرة يمثل نجاحاً كبيراً لأجهزة الأمن الألمانية تقول ميكنت: "هذا أمر مطروح للنقاش، لاسيما وأن معظم الذين تم اعتقالهم بتهمة التخطيط لهذا العمل الإرهابي تم إطلاق سراحهم بسبب قلة الأدلة، كما أن الباب مازال مفتوحاً أمام محاولات جديدة من قبل آخرين لم يتم التعرف عليهم بعد."

وتؤكد ميكنت على أن التدابير الأمنية لن تستطيع وحدها منع وقوع هجمات إرهابية في ألمانيا مضيفة: "علينا أن نعرف الأسباب التي تدفع الشباب المسلم إلى ذلك. هذه الأسباب ليس محصورة في الفقر كما يظن البعض لأن الكثير من الإرهابيين والمتطرفين ينتمون إلى عائلات غنية. إن هؤلاء الناس لديهم شعور بازدواجية المعايير الدولية والظلم بحق المسلمين ويرون أن من واجبهم رفع الظلم عن إخوانهم في كل مكان. وهذه الرؤية تنطبق أيضا على الكثيرين من الشباب المسلم في الغرب."

"إنهم يستغلون الإسلام"

أجهزة الأمن الألمانية أحبطت مخطط إعتداء إرهابي على طائرة في مطار فرانكفورتصورة من: AP

عند ورود أخبار عن عمليات إرهابية تم تنفيذها من قبل الإسلامويين أو تم إحباطها من قبل الدوائر الأمنية عادة ما تتداول وسائل الإعلام الألمانية كلمة "الجهاد" أو تستخدم مصطلح "الحرب المقدسة" كمرادف لها. ويرجع ذلك إلى ارتكاب الإرهابيين لجرائمهم تحت مسمى "الجهاد". عن ذلك يقول توبهوفن: "إنهم يستغلون الإسلام لخدمة مصالحهم ويعلنون الجهاد ضد الغرب الكافر، حسب رأيهم. لكن هذا الجهاد لا يتخذ من الغرب وحده هدفاً له، إذ أن المتطرفين يرتكبون أيضاً أعمالهم الإرهابية في الدول الإسلامية كمصر وغيرها تحت مسمى الجهاد، لذا فإن الإرهاب لا يهدد الغرب فحسب وإنما الدول الإسلامية أيضاً."

"لا غنى عن الحوار"

التدابير الأمنية لاتستطيع وحدها التصدي لخطر الإرهابصورة من: AP

ولما كانت التدابير الأمنية لا تقوى وحدها على مواجهة خطر الإرهاب الإسلاموي كثيراً ما ينظر البعض إلى الحوار كوسيلة فعالة لتلافي ويلات هذا الخطر. سعاد ميكنت متأكدة من "أن حواراً على المستوى المطلوب هو طريق الخلاص من التطرف." لكنها تتساءل: "ماذا يعني مثل هذا الحوار؟" ويشاركها في هذا التساؤل رولف توبهوفن الذي يقول: "صحيح إن الجاليات الإسلامية تنبذ الإرهاب، غير أن لدي ثمة انطباع بأنها يمكن أن تقوم بالمزيد في إطار مكافحة التطرف، كنبذ العناصر المتطرفة في صفوفها، على سبيل المثال، والتعاون بشكل أقوى مع الجهات الأمنية. وإذا حدث ذلك يمكننا أن نحقق خطوة إلى الأمام في مجال مكافحة الإرهاب وسحب البساط من تحت أرجل الإرهابيين."

غلاف كتاب "أطفال الجهاد - الجيل الجديد للإرهاب الإسلاموي في أوروبا" للكاتبة الصحفية الألمانية مغربية الأصل سعاد ميكنت

أما ميكنت فتنادي بإقامة مجلس مشترك يضم ممثلين عن المسلمين في أوروبا والعالم العربي ونظرائهم في الغرب يشارك فيه سياسيون ورجال دين ومثقفون. وترى أن ذلك أفضل الخطوات على طريق التفاهم. "وينبغي لهذا المجلس أن يبحث بشكل دوري القضايا الحساسة ويتخذ مواقف عقلانية تجاهها حتى لا تتكرر أعمال العنف كتلك التي وقعت مطلع هذا العام بعد نشر رسوم كاريكاتورية مثيرة لمشاعر المسلمين في صحف أوروبية،" على حد قول ميكنت.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW