1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطر الانقراض يواجه "الزربية" القيروانية العريقة

م.خ./ا.م (DW) ١٩ مايو ٢٠١٥

تواجه "الزربية" القيروانية التي تعد من أجود أنواع السجاد خطر الانقراض لأسباب لا تقتصر فقط على تراجع السياحة، هذا التراجع يأتي في وقت يزداد فيه الاهتمام بصناعة المنسوجات التونسية الحديثة التي أضحت رابع أكبر مزود لأوروبا.

Bildergalerie Teppiche aus Tunesien Tozeur
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images

تونس صناعة السجاد التقليدي تواجه تحديات التحديث

04:34

This browser does not support the video element.

حرفة عريقة ومتعبة، إنها صناعة السجاد اليدوي المسمّى "زربية"، التي تشتهر بها محافظة القيروان التونسية، وكانت القيروان المدينة الوحيدة التي تصنّع "الزربية" قبل أن تنتقل حرفة صناعاتها إلى مدن تونسية أخرى بعد أن فتح ديوان الصناعات التقليدية مراكز للتكوين والتأهيل في هذه المجال. غير أن هذه الحرفة شأنها شأن الكثير من الحرف الأخرى تشهد تراجعا مضطردا في تونس ودول عربية أخرى بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية المتمثلة بالصوف وتراجع السياحة بعد اندلاع اضطرابات "الربيع العربي"، حيث كان السائحون أول الفئات المشترية لها.

تراجع مخيف في إنتاج "الزربية"

زهرة العياري التي تعمل في الحرفة منذ خمسين سنة من الحرفيات القليلات اللواتي ما زلن يحافظن على هذه الحرفة في القيروان. "من قبل كان كل بيت يضم مشغلا أو اثنين يعمل عليهما أربع أو خمس نسّاجات، أما اليوم فلم يعد هناك مشاغل في البيوت، لأن المهنة لم تعد مربحة"، تقول العياري مضيفة بأن "تراجع إنتاج الزربية القيروانية مرده أيضا إلى عزوف الفتيات عن ممارسة المهنة لصالح العمل في مصانع النسيج والألبسة الحديث أو في قطاعات أخرى". وتحذر زهرة من أن هذه الحرفة إلى انقراض إذا لم تبادر الدولة وممثلي الحرفة إلى تفعيل دور مؤسسات تأهيل وتشجيع العاملين فيها واتخاذ خطوات إسعافية أخرى.

عزوف الفتيات عن تعلم مهنة حياكة السجاد اليدوي من الأسباب الهامة التي تساهم في انقراضهاصورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images

وفي لغة الأرقام شهد إنتاج الزربية تراجعا مخيفا في حجم الإنتاج الذي يقاس بالمتر المربع، فقد وصل هذا التراجع إلى 68 ألف متر مربع عام 2013 بعدما بلغ 409 آلاف متر مربع عام 2000 حسب قيس قعلول، المدير المحلي لديوان الصناعات التقليدية في القيروان. ويشكل هذا نسبة تراجع تزيد على 83 بالمائة خلال 13سنة. وهو الأمر الذي يجد انعكاسه في السوق بشكل واضح. يقول الهادي النهّاري التاجر في سوق "الزربية" منذ أربعين سنة : "كنا نشتغل يوميا في بيع السجاد، أما اليوم فأصبحنا نعمل يومين في الأسبوع فقط ، وعلى ضوء ذلك لم أعد قادرا على توفير قوت العائلة".

مشاريع تدريب بتمويل ألماني

تراجع الإنتاج والمبيعات في أسواق السجاد التقليدي يثير المخاوف من اختفاء هذه الحرفة والحرف التقليدية الأخرى التي تشغّل 11 بالمائة من اليد العاملة التونسية. ويزيد من هذه المخاوف توجه الشباب بشكل متزايد للعمل في قطاعات أخرى ، حيث فرص الدخل والعمل أفضل. ومن بين هذه القطاعات صناعات النسيج والملابس الحديثة التي تشكل 50 بالمائة من مجمل الصناعات التحويلية التونسية. وعلى الرغم من التراجع الذي تشهده هذه الصناعات منذ ثلاث سنوات، فإنها ما تزال أبرز الصناعات التصديرية في تونس. وتعد تونس رابع أكبر مزود للاتحاد الأوروبي بالمنسوجات بعد الصين وتركيا وهونغ كونغ.

تزخر تونس بأنواع مختلفة من السجاد اليدوي يتم إنتاجها في مناطق مختلفة من البلاد.صورة من: Lionel Bonaventure/AFP/Getty Images

وتدعم مراكز التدريب مثل مركز "سارتكس" لتأهيل اليد العاملة في الصناعات النسيجية إقبال الشباب على العمل في هذه الصناعات الواعدة. ويركز المركز حسب كمال الزراد، المدير العام لمؤسسة "سارتاكس" على الشباب المنقطع عن التعليم الأساسي، وهم شريحة كبيرة يصل عددها إلى مائة ألف شاب في سن العمل". وقد انطلق المركز صيف 2012 بدعم مالي من مؤسسة التعاون الدولي الألمانية/ GIZ التي تقدّم المدربين والخبراء أيضا. ويتم من خلال هذا الدعم نقل الخبرة الألمانية في مجال "التدريب المزدوج"، حيث يتم تأهيل الشباب في مؤسسات يمكن أن تضمهم لاحقا إلى ملاكها. ويجمع هذا التدريب بين التعليم النظري والتدريب العملي في الشركات والمؤسسات التي تحتاج إلى الأيدي العاملة الشابة لضمان استمرارها وتطويرها.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW