"خطر".. كتاب مثير سيطرح قريباً في الولايات المتحدة والعالم، أعده الصحفي الأمريكي البارز بوب وودوارد والصحفي روبرت كوستا, ويتحدث عن قلق كبير اجتاح الأوساط السياسية الأمريكية من تصرفات ترامب عقب خسارته للانتخابات.
إعلان
هل كان من الممكن أن يقدم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على ضرب الصين بالصواريخ النووية؟ وكيف استعدت القيادة العسكرية لأمر كهذا؟
تساؤلات عديدة وردت في كتاب مثير يطرح قريباً في الولايات المتحدة وفي انحاء العالم تحت عنوان "خطر Peril" للكاتب الأمريكي المخضرم بوب وودوارد صاحب فضيحة ووترغيت التي أطاحت بالرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون. يتعاون وودوارد في هذا الكتاب مع الكاتب الصحفي روبرت كوستا مراسل صحيفة واشنطن بوست.
من المقرر أن يصدر الكتاب الأسبوع المقبل، ويستند إلى مقابلات مع أكثر من 200 شخص، تحدثوا للمؤلفين شريطة عدم ذكر أسمائهم.
يقول وودوارد في كتابه إن القلق في الدوائر السياسية والعسكرية من أفعال ترامب تصاعد بشدة بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول (الكونغرس الأمريكي) بعد تشجيع ترامب لأنصاره على التظاهر رفضاً لنتائج الانتخابات التي خسرها أمام الرئيس جو بايدن.
يسرد الكتاب عدداً من المواقف توضح بجلاء مدى القلق الذي اعترى القيادة العسكرية الأمريكية مما يمكن أن يقدم عليه ترامب في "لحظة جنون"، وكيف كان يُنظر إلى ترامب على أنه يشكل خطراً وتهديداً للأمن القومي الأمريكي، الأمر الذي حدا بالجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي للاتصال بنظيره الجنرال لي زوشينغ رئيس أركان جيش الشعب الصيني مرتين دون علم ترامب ليطمئنه بأن واشنطن لن تقدم على توجيه ضربة نووية لبكين وأنه - إن حدث - سيقوم بتحذيره قبلها بفترة كافية، بحسب ما نشر موقع سي ان ان.
أثار الإعلان عن تلك الاتصالات جدلاً شديداً داخل الولايات المتحدة عن حدود الصلاحيات الممنوحة للعسكريين أمام السيادة المدنية على الجيش وعلى القرار في البلاد، كما يدور النقاش حول ما إذا كان ما فعله الجنرال الأمريكي يمكن تفسيره على أنه تمرد من السلطة العسكرية على السلطة المدنية وهو ما يخالف الدستور الأمريكي.
لكن المتحدث باسم الجنرال ميلي قال إن مكالمات رئيس الأركان الأمريكي لنظيره الصيني "لم تخرج عن حدود مسؤولياته في الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي للولايات المتحدة، وإن الجنرال ميلي تصرف وفق حدود سلطاته التي تحترم تقاليد السيطرة المدنية على المؤسسة العسكرية وأن ما فعله يقع داخل حدود التزامه بقسمه للحفاظ على الدستور".
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن الكتاب يشير إلى أن قرار رئيس هيئة الأركان الأمريكية بإجراء أول اتصال بنظيره الصيني جاء قبل أربعة أيام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد أن تلقى الجنرال معلومات استخباراتية تشير إلى اعتقاد الصينيين بأن ترامب يستعد لهجوم عسكري ضدهم، على هامش التوتر المتصاعد بين البلدين عقب التدريبات العسكرية التي أجريت في بحر الصين الجنوبي، والتي أججها خطاب ترامب تجاه بكين.
يسرد الكتاب أيضاً واقعة اتصال الجنرال ميلي بكبار القادة العسكريين في الجيش الأمريكي ومراجعته للبروتوكول الخاص باستخدام السلاح النووي، وأنه أكد أن عليهم ضرورة الاتصال به فوراً إن علموا أن الرئيس السابق ترامب كان وحده مع الحقيبة النووية واتخذ قرارا بإطلاق السلاح النووي.
وفقًا للكتاب، فإن ميلي قال للضباط خلال اجتماع على أكبر قدر من السرية: "بغض النظر عما يُقال لك ، فأنت تقوم بالإجراءات الرسمية. أنت تقوم بالعملية وتطيع الأوامر. لكني جزء من هذا الإجراء". ثم دار حول الغرفة، ونظر في عين كل ضابط على حدة، وطلب منهم التأكيد شفهياً على أنهم فهموا ما يريد وهو ألا يتمكن ترامب من اتخاذ قرار منفرد باستخدام السلاح النووي وأنه يجب العودة لقائد الأركان لتوثيق القرار.. يقول المؤلفان إن الجنرال ميلي "اعتبرها يمين وقسم" من جانب الضباط.
ويقول وودوارد وكوستا في كتابهما أن رئيس أركان الجيش الأمريكي كان مصدوماً للغاية من أحداث اقتحام الكونغرس التي شجع عليها ترامب، وأنه شارك مع قادة آخرين مخاوفه من أن ترامب وبسبب خسارته للانتخابات دخل في مرحلة تدهور عقلي خطير للغاية جعلته شخصاً مهووساً يصرخ ويصيح على كلّ من كان حوله ويبنى واقعاً بديلاً خاصاً به وحده، يفسر على أساسه كل الأحداث التي تدور حوله، وأنه مشبع تماماً بنظرية المؤامرة والانتخابات المزورة.
عماد حسن
اقتحام الكابيتول ـ مشاهد صادمة من الهجوم على قلب الديمقراطية الأمريكية
لفترة طويلة، حرض ترامب أنصاره على نتائج الانتخابات، واصفا إياها بـ"المزورة"، وكانت النتيجة احتشاد الآلاف منهم، وقام بعضهم باقتحام الكونغرس وتعطيل جلسة المصادقة على الانتخابات مؤقتا. هنا بعض مشاهد الحدث الذي تابعه العالم.
صورة من: Leah Millis/REUTERS
ما قبل العاصفة
احتشد عدد من مؤيدي ترامب المتعصبين خارج مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونغرس) الأربعاء (6 يناير/كانون الثاني 2020)، حيث حاولت قوات الأمن إبعادهم عن مبنى الكابيتول (الكونغرس) وهو مقر المجلس التشريعي للولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Olivier Douliery/AFP/Getty Images
الصدامات الأولى
خلال اجتماع للكونغرس لمناقشة تثبيت فوز الرئيس المنتخب جو بايدن اقتحم المئات من أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مبنى الكونغرس (كابيتول) ووقعت المواجهات الأولى مع رجال الشرطة الذين كانوا يحمون المبنى.
صورة من: Stephanie Keith/REUTERS
اقتحام الكابيتول
الحشود الغاضبة المؤيدة لترامب والتي تزايدت باستمرار تمكنت من كسر طوق الحماية الأمنية التي تفرضها الشرطة وحراس المبنى واقتحمت مبنى الكابيتول.
صورة من: Win McNamee/Getty Images
اقتحام قاعة الاجتماعات
تمكن بعض المتظاهرين من التوغل داخل مبنى الكونغرس ووصلوا إلى القاعة التي يجتمع فيها مجلس الشيوخ
صورة من: Win McNamee/Getty Images
محاولة وقف تقدم المشاغبين
قوات الامن حاولت وقف المشاغبين وفرضت طوقا أمنيا حولهم من أجل التمكن من اخلاء المجتمعين في مجلس الشيوخ إلى بر الأمان من خلال مخارج الطوارئ.
صورة من: Manuel Balce Ceneta/AP Photo/picture alliance
تسلق الجدران
بعض المهاجمين تسلقوا الأسوار والجدران للوصول إلى داخل المجلس وإلى قاعة الاجتماعات.
صورة من: Win McNamee/Getty Images
رفع السلاح أمام المقتحمين
غرفة الاجتماعات الأخرى في مبنى الكونغرس والتي يجتمع بها عادة مجلس النواب كانت هدفا أيضا لمقتحمي المبنى، حيث حاولت الشرطة ابعاد المقتحمين برفع السلاح.
صورة من: J. Scott Applewhite/AP Photo/picture alliance
اقتحام مكاتب بعض النواب
وبالرغم من جميع المحاولات الأمنية نجح المشاغبون في اقتحام العديد من الغرف داخل مبنى الكابيتول وشقوا طريقهم نحو مكاتب النواب.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
منصة نانسي بيلوسي
أحد المتسللين نجح في أخذ منصة زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي وتبدو عليه ملامح السعادة بما قام به
صورة من: Win McNamee/Getty Images
البحث عن مخبأ
قاعات الجلسات أخليت كما يقول أحد الصحفيين المتواجدين، فيما حاول المجتمعون البحث عن مخبأ، كما تم توزيع أقنعة الوقاية من الغاز على المجتمعين.
صورة من: Andrew Harnik/AP Photo/picture alliance
الغاز المسيل للدموع
لجأت قوات الأمن إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة التي اقتحمت المكان.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP/Getty Images
تدخل الحرس الوطني
بعد عملية الاقتحام التي تابعها العالم، وتدخل قوات من الحرس الوطني، تمت السيطرة على الوضع. وفرض عمدة واشنطن موريال بوزر حظرا للتجوال يشمل كامل المدينة. وعاد الكونجرس للاجتماع للمصادقة على انتخاب جو بايدن. (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة )
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
ترامب يتعهد بمغادرة البيت الأبيض
عقب هذه الأحداث المثيرة وغير المسبوقة، وبعد مصادقة الكونجرس على فوز بايدن، ونتيجة للضغوط التي موست على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تعهد الأخير بمغادرة البيت الأبيض في نهاية ولايته، غير أنه استمر رغم ذلك في مزاعمه بحصول تزوير انتخابي، وكتب في بيان "حتى لو كنت أعارض تماما نتيجة الانتخابات، والوقائع تدعمني، سيكون هناك انتقال منتظم في 20 كانون الثاني/يناير". (إعداد: كريستين تساير/علاء جمعة)
صورة من: Tasos Katopodis/Getty Images
مشهد من "جمهوريات الموز"
شكلت مشاهد اقتحام مقر الكونغرس، التي تابعها الملايين عبر العالم، ضربة قاسية لصورة الولايات المتحدة كمنارة للديموقراطية. وقد وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش ما حدث يليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديموقراطية". وسارع الكثير من الساسة الأمريكيين وقادة العالم إلى التنديد بما حدث والبعض وصفا بـ"المشاهد الصادمة" و"المحزنة".