1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

خطر الحرب الأهلية يحدق بعراق ما بعد صدام

دويتشه فيله + وكالات٢٧ مارس ٢٠٠٦

تتزايد أعمال العنف في العراق منذرة بخطر انزلاقه في حرب أهلية في ظل فشل القوى السياسية في تشكيل حكومة وحدة وطنية تكفل سلامة البلاد. حادث الهجوم على الحسينية يكشف مدى اتساع الفجوة بين الائتلاف الشيعي والإدارة الأمريكية.

حوالي 20 قتيل وقعوا ضحية ضرب حسينية المصطفىصورة من: AP

أعلن مصدر في وزارة الداخلية أن قوات أمريكية اقتحمت حسينية تابعة لميليشيات جيش المهدي بعد أن أطلق مسلحون هناك النار عليها لدى مرورها في المنطقة، وأضاف أن القوات الأمريكية أطلقت النار على الحرس، واقتحمت المكان وقتلت عشرين شخصاً. وبثت شبكة "العراقية" الحكومية شريطاً مصوراً يظهر جثث عدد من القتلى يحمل أحدهم بطاقة تعريف صادرة عن حزب الدعوة الإسلامية – تنظيم العراق، في حين يحمل الآخر بطاقة من المؤتمر الإسلامي لقبائل العراق. إلا أن الجيش الأمريكي أعلن اليوم، وبعد صمت دام الأمس كله، أن قواته غير مسئولة عن اقتحام حسينية المصطفى في بغداد مؤكداً أن القوات العراقية الخاصة هي التي قادت هذه العملية لاعتقال مسلحين مسئولين عن عمليات خطف وقتل وأن دور القوات الأمريكية كان دوراً استشارياً فقط لا غير، بينما قامت القوات العراقية الخاصة بالتخطيط للمهمة وتنفيذها. وجاء في بيان الجيش أن هذه العملية جاءت لملاحقة خلية إرهابية وتحرير أحد المخطوفين وهو فني أسنان يعمل مع وزارة الصحة تم احتجازه لمدة 12 ساعة، كما أكد البيان أنه فور وصول عناصر العمليات الخاصة في الجيش العراقي إلى المكان، أطلق عليها النار من عدة مبان تقع بالقرب من الهدف المقصود، وأوضح البيان أيضاً أن مخبأ الأسلحة يحتوي على 32 بندقية من طراز كلاشنكوف وخمس قنابل يدوية وأربع قاذفات صواريخ ومواد لتصنيع عبوات ناسفة، وقد تم تدميرها.

تباين الأقوال حول التدخل الأمريكي

تصاعد أعمال العنف في العراقصورة من: AP

بيد أن شاهد العيان الذي أدلى بشهادته في تلفزيون "العراقية" الحكومي مساء أمس قال: "قوة أمريكية تساندها قوة من الحرس الوطني العراقي دهمت المكان وأطلقت النار على المصلين فقتلت 17 منهم". بينما أكد مصدر أمني في وزارة الدفاع العراقية رفض الكشف عن هويته، أن القتلى والجرحى سقطوا في حسينية المصطفى الواقعة في حي أور (شمال شرق)، وأضاف أن ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري تستخدم الحسينية للصلاة في حين يقيم حزب الدعوة الإسلامية تنظيم العراق مكتباً له بداخلها، هذا الحزب الذي انشق عن حزب الدعوة الإسلامية ويمثله في الحكومة وزير شئون الأمن الوطني عبد الكريم العنزي. وهو ما أكده ممثل التيار الصدري في منطقة الكاظمية في بغداد حازم الأعرجي قائلاً: "هاجمت قوة أمريكية حسينية المصطفى وقتلت حوالي 20 شخص". واستنكر ممثل التيار الحادث مطالباً الحكومة بتقديم الإيضاحات اللازمة، كما اتهم القوات الأمريكية بقتل أكثر من 20 من المصلين العزل أثناء صلاة العشاء. ومن جهته قال جواد المالكي - من حزب الدعوة بزعامة الجعفري- إن هذه الممارسة العدوانية هدفها تفجير العملية السياسية بصورة متعمدة وكذلك إشعال حرب أهلية. وتابع: "نحمل القوات الأمريكية وسفيرها زلماي خليل زاد المسئولية ونقول أن هناك مشروعاً خطراً" وأضاف أنه يجب رص الصفوف العراقية مرة أخرى، وتذكير العالم بالشعارات وكذبة محاربة الإرهاب التي تدعيها القوات الأمريكية كما طالب بإجراء تحقيق كامل وسريع. وحول أسباب الحادث، أوضح المالكي أن تبريرهم لهذا الهجوم بوجود شخص مطلوب دخل الحسينية لا يمكن أن يبرر قتل هذا العدد. ووصف سالم المالكي وزير النقل هذا الهجوم بأنه غزوة أمريكية جديدة، وأنه جزء من برنامج تصعيد يهدف إلى الزج بجماعة الصدر في معركة أخرى، أو لعرقلة العملية السياسية.

اتهامات أمريكية

اقتحام حسينية تابعة لميليشيات شيعيةصورة من: AP

ويبدو هذا الحادث مثيراً للجدل بعد أن ذكر السفير الأمريكي لدى العراق زالماي خليل يوم السبت أن الميليشيات الشيعية تمثل حالياً مشكلة مماثلة لما يمثله المسلحون السنة الذين واجهوا القوات الأمريكية منذ غزت العراق وقال: "العراقيون الذين يقتلون بسبب عنف الميليشيات أكثر ممن يقتلهم الإرهابيون". وأضاف السفير الأمريكي أن الأمر يتطلب إخضاعها للسيطرة، كما دعا الزعماء العراقيين المنقسمين على أنفسهم إلى شن حملة على الميليشيات، في الوقت الذي تكافح فيه الكتل السياسية مجدداً لكسر الجمود بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية على أمل أن تستطيع تجنب نشوب حرب أهلية. ووجه زلماي خليل زاد - الذي يضغط بشدة من أجل تشكيل حكومة بعد أكثر من ثلاثة أشهر على الانتخابات- تحذيراً شديد اللهجة للميليشيات التي يرتبط كثير منها بزعماء شيعة ذوي نفوذ ولها وجود في الشرطة وقوات الأمن العراقية. فقد قامت موجة من الهجمات الانتقامية العنيفة منذ تدمير المزار الشيعي قبل شهر، وهو ما يزيد من احتمالات دفع العراق إلى حرب أهلية شاملة، حيث أن العراقيين فشلوا حتى الآن في الخروج من الطريق المسدود وفشلوا في تشكيل حكومة وحدة وطنية تحول دون الانزلاق في حرب أهلية طائفية ضروس.

محادثات مع إيران حول استقرار العراق

وجدد السفير الأمريكي اتهاماته بأن إيران تدرب وتمول عنف الشيعة بالعراق، وأن طهران تستخدم العراق للتخفيف من الضغط الأمريكي على إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وهو ما أكدت عليه كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، كما أضافت إن الولايات المتحدة سوف تجري محادثات مع إيران بشأن اتهامات واشنطن بأن للإيرانيين دورا كبيرا في تقويض استقرار العراق. وبالرغم من تأييد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إجراء المحادثات مع الولايات المتحدة، إلا أنه أبدى شكوكاً بشأن الدوافع الأمريكية. وفي هذا الإطار تأمل واشنطن في أن يتوصل السياسيون السنة والشيعة والأكراد لاتفاق بشأن حكومة وحدة وطنية يمكن أن تحقق الاستقرار في البلاد مما يسمح للقوات الأمريكية بالانسحاب، لكن هذا الانسحاب يتوقف على استقرار البلاد، كما أكد كل من السفير الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وقال وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي إن صبر الولايات المتحدة ينفد بشأن العراق حيث يقول البعض إن استمرار الوجود العسكري لن يؤدي إلا إلى زيادة التمرد. وقال السناتور جون ماكين رئيس الوفد انه يشعر بتفاؤل حذر بأن حكومة جديدة ستتشكل خلال أسابيع، ولكنه استدرك قائلاً إن النزاع سيستمر، وأضاف: "نقر جميعا بعد أن جئنا للزيارة هنا بأننا نواجه تحديا طويل الأمد وصعبا للغاية وأعتقد أن أفضل السبل للتعامل معه هو إبلاغ الشعب الأمريكي بذلك بالضبط".

ضغوط على حكومة الجعفري

تزايد الضغوط الأمريكية على العراق من أجل تكوين حكومة وحدة وطنيةصورة من: AP

ورغم حل جيش المهدي رسمياً بعد أن قتلت القوات الأمريكية مئات من مقاتليه عند إخماد انتفاضتين للميليشيات في عام 2004، إلا أنها مازالت قوة سياسية ملموسة في عراق ما بعد صدام. كما تحول الصدر بمساندة إيران إلى قوة يعتد بها في كتلة التحالف الشيعي الحاكم منذ الانتخابات التي أجريت في ديسمبر/كانون الأول. وبالأمس كانت القوات الأمريكية قد ألقت القبض على ما لا يقل عن 40 من أفراد قوات وزارة الداخلية العراقية كانوا يحتجزون 17 أجنبياً في مجمع سري. ولم يتضح من هم هؤلاء الأجانب، لكن الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة قامت بحملة على المقاتلين الأجانب السنة القادمين من الدول العربية، واتهمتهم بتنفيذ تفجيرات انتحارية قتلت الآلاف من العراقيين معظمهم من الشيعة. وحاول مراسل رويترز الاقتراب من المجمع إلا أن أفراد ميليشيا شيعية ردوه. وفي العام الماضي، عثرت القوات الأمريكية على 173 شخصاً أغلبهم من العرب السنة سجناء في مجمع سري لوزارة الداخلية العراقية في فضيحة أحرجت الحكومة، وكانت تبدو عليهم علامات التعذيب وسوء التغذية. ويتهم زعماء السنة العرب قوات وزارة الداخلية بالتنسيق مع ميليشيات شيعية تدير فرق إعدام خاصة وهي تهمة تنفيها الوزارة.

لكن الضغوط على حكومة إبراهيم الجعفري تتزايد بشكل مضطرد، فقد ذكرت مصادر شيعية أن هناك اتجاهاً متزايداً للضغط على الجعفري ليستقيل، إذ أن السنة والأكراد قد أعلنوا معارضتهم لتولي الجعفري رئاسة الحكومة لفترة ولاية ثانية. كذلك أيد تسجيل صوتي نسب إلى عزة إبراهيم الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي السابق هذا الرأي، حيث دعا في التسجيل الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية القادة العرب إلى الاعتراف بالمقاومة العراقية ومقاطعة الحكومة الحالية التي عينها المحتلون، وقال الدوري إن القادة العرب عليهم اعتبار المقاومة العراقية الممثل الشرعي للعراقيين بيد أن الجعفري أكد أنه لن يستسلم للضغوط.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW