يأمل الألمان في أن تتدارك حكومة بلادهم بطء وتيرة علمية التلقيح للحد من ارتفاع عدد المصابين بالفيروس والعودة إلى الحياة الطبيعية. فماهي خطط برلين بهذا الصدد؟
إعلان
خلال الموجة الأولى من وباء كورونا المستجد كانت ألمانيا بلدا يضرب به المثل في السيطرة على الوباء. لكن منذ خريف العام الماضي لم تعد ألمانيا استثناء؛ وأصبحت تسجل ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات والوفيات. ومنذ وصول أولى جرعات اللقاح بقيت وثيرة التلقيح بطيئة جدا.
وأمام الانتقادات وتذمر المواطنين وعدت الحكومة الفيدرالية بتسريع وثيرة تقديم اللقاح. فبعد عطلة عيد الفصح سيتم الاستعانة بأطباء الأسرة في التطعيم ضد الوباء. ويوجد في ألمانيا حوالي 50 ألف عيادة لأطباء الأسر وسيحصل كل طبيب على عشرين جرعة أسبوعيا. كما تخطط الحكومة تسليم ما مجموعه حوالي 2.2 مليون جرعة إلى 440 مركز تلقيح في جميع الولايات الاتحادية.
ومن بين أسباب حالة غضب المواطنين تجاه تعامل السلطات الألمانية مع أزمة كورونا؛ الأخبار الواردة من بلدان أخرى كبريطانيا التي تلقى فيها حوالي نصف السكان التطعيم الأول. أما في ألمانيا فلم يتلق التلقيح حوالي تسعة بالمائة فقط من السكان وهو ما يعادل حوالي 7.5 مليون شخص. يأتي ذلك تزامنا مع زيادة عدد الإصابات الجديدة بشكل حاد بسبب الطفرة البريطانية المتحورة للفيروس.
ومن بين الإشكاليات الأخرى المطروحة في ألمانيا تشكيك الكثيرين في نجاعة لقاح أسترازنيكا. وبسبب الحديث عن تسبب اللقاح في أعراض جانبية كجلطات الدماغ صار عدد المشككين في اللقاح كبيرا على المستوى الأوروبي كما أظهر استطلاع أجراه معهد "يوغوف" البريطاني.
وحسب المعهد فإن ثقة المواطنين في ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا باللقاح قد تراجعت بنسبة كبيرة. في ألمانيا مثلا أعرب 32 بالمئة فقط ممن شملهم الاستطلاع أنهم يعتبرون لقاح أسترازنيكا أنه آمن. وقبل شهر كانت النسبة 55 بالمائة.
وعلى الرغم من تعثر توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد، أبدى أوغور شاهين مؤسس بيونتيك الألمانية تفاؤله بأن هذه المشكلات سيثبت أنها مؤقتة. وأضاف أن من الممكن ضمان تطعيم 70 في المئة من الألمان بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول المقبل عندما لن يسبب الفيروس مشكلات تذكر.
وقال مؤسس بيونتيك في حوار نشر يوم الأحد الماضي (21 مارس/ آذار 2021) في صحيفة "فيلت أم زونتاغ الألمانية" إنه "من المرجح ألا نحتاج إلى إغلاق في كثير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة بحلول نهاية الصيف. ستكون هناك عمليات تفش لكنها لن تكون مؤثرة. ستكون هناك تحورات لكنها لن تخيفنا".
ع.ع. (DW / د.ب.أ)
جنسيات مختلفة.. تعرّف على أشهر اللقاحات المرخصة عبر العالم
رخصت منظمة الصحة العالمية للقاحين اثنين فقط لأجل الاستخدام الطارئ، إلّا أن هناك عددا من اللقاحات التي تستخدم في دول العالم، ومن بينها ثلاثة في الاتحاد الأوروبي. نتعرف على أبرز سبعة لقاحات.
صورة من: imago images/Jochen Eckel
لقاح بيونتيك/ فايزر
طورته بيونتيك الألمانية مشاركة مع فايزر الأمريكية. تبلغ نسبة فعاليته حسب آخر التجارب السريرية 95 بالمئة. هو أوّل لقاح ضد كورونا ترخص له منظمة الصحة العالمية. يستند إلى تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA)، وهو اللقاح الأكثر انتشاراً في العالم الغربي، غير أنه تلقّى انتقادات بسبب صعوبة تخزينه، إذ يحتاج إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر للإبقاء على فعاليته.
صورة من: Tom Brenner/REUTERS
موديرنا
ثاني لقاح يرخص له الاتحاد الأوروبي بعد بيونتيك/ فايزر. طورته شركة موديرنا الأمريكية بالتعاون مع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية للأمراض المعدية. وصلت فعاليته إلى 95 بالمئة. يعتمد التقنية نفسها تقريبا (mRNA)، لكن شروط تخزينه أقل صرامة ويحتاج 20 درجة تحت الصفر. ورغم ذلك بقيت كميات توزيعه في العالم أقلّ من اللقاح الأول، ما قد يفسر بسعره الذي يبلغ 33 دولارا للجرعة عكس اللقاح الثاني البالغ 20 دولارا.
صورة من: Jens Krick/Flashpic/picture alliance
سبوتنيك V
هو أول لقاح في العالم يعلن مطوروه فعاليته ضد كورونا رغم أنه لم يكن حينها قد اجتاز المرحلة الثالثة. طوّره معهد جماليا الحكومي الروسي، وتصل فعاليته إلى 92 بالمئة حسب الأرقام الروسية لكن مع تردد علمي غربي بسبب قلة المعطيات المنشورة حوله. استوردته عدة دول منها المجر والجزائر وصربيا والإمارات. يتميز بسهولة نقله وثمنه الرخيص (10 دولارات) وهو يستخدم تقنية نواقل الفيروسات الغدية (أو الغدانية).
صورة من: Sergei Bobylev/TASS/dpa/picture alliance
أسترازينيكا/ أكسفورد
اللقاح الثاني الذي ترخصّ له منظمة الصحة العالمية والثالث للاتحاد الأوروبي. أرخص اللقاحات لكنه كذلك أقلها فعالية (70 بالمئة) كما شككت دول كثيرة في فعاليته بخصوص كبار السن وكذلك ضد النسخ المتحورة. طورته شركة أسترازينكا البريطانية-السويدية بالتعاون مع جامعة أكسفورد. استوردته عدة دول بعد مساهمة معهد مصل الهند في إنتاجه. عملية نقله وتخزينه سهلة وهو كذلك يستخدم تقنية الناقل الغدي.
صورة من: Frank Hoermann/Sven Simon/imago images
سينوفارم
طورته شركة سينوفارم المملوكة للدولة الصينية مع معهد بكين للمنتجات الحيوية. طرحته الإمارات أولا قبل أن ترخص له الصين، ثم استوردته عدة دول منها المغرب والأردن ومصر. وصلت نسبة فعاليته حسب مصنعيه إلى 79 بالمئة لكن المعطيات العلمية غير منشورة بالشكل المطلوب. يستخدم تقنية حقن الفيروس المعطل، وأكبر غموض يلفه هو ثمنه، إذ ذكرت عدة تقارير أن الجرعة لا تقل عن 30 دولارا بينما ذكرت أخرى سعرا أقل أو أعلى.
صورة من: Zhang Yuwei/AP/picture alliance
كورونافاك
أنتجته شركة سينوفاك الصينية، لكن الترخيص له داخل الصين أخذ وقتا أطول. نسبة فعاليته مثيرة للجدل إذ أظهرت اختبارات في البرازيل أنها لم تتجاوز 51 بالمئة، غير أن اختبارات أخرى في تركيا التي كانت من أوائل من رخصوا له رفعت الفعالية إلى 91 بالمئة. يستخدم التقنية نفسها للقاح سينوفارم، وتحوم حوله الكثير من الأسئلة بسبب قلة المعطيات، خاصة ثمنه الذي لم ترد معطيات عنه وإن كانت تقارير قد قدرته بعشرة دولارات.
صورة من: Murat Cetinmuhurdar/Presidential Press Office/REUTERS
جونسون آند جونسون
طورته شركة "جونسون آند جونسون" الأمريكية، وبدأت جنوب إفريقيا باستخدامه رغم عدم الترخيص به في الولايات المتحدة أو أوروبا، بعدما تبين لها أنه قادر على مواجهة النسخة المتحورة، عكس ما أظهرته تجارب أولى. تصل نسبة فعاليته عالميا إلى 66 بالمئة عالميا و72 في أمريكا. يمتاز عن غيره أنه من جرعة واحدة، ما يقوّي حظوظه للانتشار أكثر. يستخدم تقنية نواقل الفيروس الغدية، وهو سهل التخزين.
صورة من: Thiago Prudencio/DAX/ZUMA Wire/picture alliance