تبحث وزارة العدل الألمانية توسيع الحماية القانونية لضحايا التحرش الجنسي اللفظي، ويتطلب ذلك وضع حدود فاصلة بين المجاملة والتحرش. وفي حال تبني قانون بهذا الشأن، فلن تكون ألمانيا الدولة الأولى التي تحظر هذا النوع من التحرش.
لن تكون ألمانيا أول دولة تجرم التحرش الجنسي اللفظي. فمنذ يوليو/تموز 2024 أصبح هذا النوع من التحرش في الأماكن العامة غير قانوني في هولندا.صورة من: MaraMK/Panthermedia/imago images
إعلان
ذكرت وزيرة العدل الألمانية شتيفاني هوبيش أنها تدرس تجريم التحرش الجنسي اللفظي. وقالت هوبيش في تصريحات لصحيفة "راينبفالتس" الألمانية فس عددها الصادر اليوم (الثلاثاء التاسع من سبتمبر/ أيلول 2025) "أعتقد أن تجريم التحرش الجنسي اللفظي أمر وارد بالتأكيد"، مضيفة أن اتفاق الائتلاف الحاكم يدعو إلى دراسة إمكانية توسيع نطاق الحماية القانونية ضد التحرش، وقالت "هذا بالضبط ما نعالجه حاليا".
وأشارت هوبيش إلى أن النساء والفتيات يتعرضن في كثير من الأحيان للتحرش الجنسي، ما يلحق بهن الأذى أو الترهيب، وقالت "أجد صعوبة بالغة في تحمل ذلك، وكثيرات من النساء يشعرن بالمثل". وعندما سئلت عن الحد الفاصل بين المجاملة غير الموفقة والفعل الذي يعاقب عليه، قالت هوبيش "عادة ما تكون تجاوزات الحدود اللفظية واضحة للغاية في المواقف المحددة، حتى لمن يرتكبونها"، مقرة بوجود بعض السياقات الرمادية، مؤكدة في المقابل أن النظام القانوني لألمانيا قادر على التعامل معها دون مبالغة.
تجارب سابقة في تجريم التحرش اللفظي
ولن تكون ألمانياأول دولة تجرم التحرش الجنسي اللفظي. فمنذ يوليو/تموز 2024 أصبح هذا النوع من التحرش في الأماكن العامة - أو ما يطلق عليه اصطلاحا "نداء القطة" - غير قانوني في هولندا. وانتقدت هوبيش هذا المصطلح ووصفته بأنه يقلل من شأن الجرم، مؤكدة ضرورة تسمية التحرش الجنسي اللفظي باسمه، لأنه ينطوي على انتهاكات متعمدة للحدود، ولأن مصطلح "نداء القطة" نفسه يحمل دلالات جنسية.
تحرير: ابتسام فوزي
الهروب من الضغوط: ملاذ آمن للنساء في قلب الصين
في مقاطعة تشجيانغ بشرق الصين تجتمع النساء في مساحات معيشية مشتركة ريفية هربا من الضغوط الاجتماعية وتقييم الرجال لهن. هناك يجدن مكانا للتبادل والحوار وملاذا آمنًا.
صورة من: Jade Gao/AFP
التبادل والدعم بين النساء
”Keke’s Imaginative Space“ وهو مساحة معيشية مشتركة مخصصة للنساء فقط، في إحدى ضواحي مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ. هنا، تجتمع النساء لدعم بعضهن البعض و"التحدث بحرية عن الأمور الحميمة"، كما يصفن ذلك. وفي الوقت نفسه، يخبزن معًا الكعك المطهو على البخار في مطبخ يطل على الجبال، وتدفع المشاركات ما يقرب من أربعة يورو لليلة الواحدة.
صورة من: Jade Gao/AFP
الهدوء والراحة بجانب الجدول المتدفق
واجهت تشن ياني، المعروفة باسم "كيكي"، مضايقات من رجال بدرجات متفاوتة، مما أثر على قدرتها على العمل بشكل طبيعي في كثير من الأحيان، وفقًا لوكالة فرانس برس. هذه التجربة كانت الدافع وراء إنشاء "فضاء كيكي "، حيث تقول: "كان يجب أن يكون مكانًا لا أشعر فيه بالخوف".
صورة من: Jade Gao/AFP
الشوق إلى مكان آمن
قامت تشن بتجديد منزل في لينآن، على بعد حوالي 200 كيلومتر من شنغهاي، اعتقادًا منها بأن الكثير من النساء يشاركنها الرغبة في إيجاد مكان يشعرن فيه بالراحة. نظمت إقامة خلال عيد رأس السنة الصينية، حيث حضرت اثنتا عشرة امرأة للبحث عن الهدوء والمجتمع والتحرر من التوقعات الاجتماعية.
صورة من: Jade Gao/AFP
اتصال واعٍ بالطبيعة
”تُضطر النساء في كثير من الأحيان إلى رعاية الأجداد والأطفال والمنزل، بالإضافة إلى التزاماتهن المهنية“، تقول تشن ياني. ”إنهن بحاجة إلى مكان لا يتعين عليهن فيه لعب أي دور ويمكنهن أن يكن على طبيعتهن“. من الجوانب المهمة الأخرى لهذه الإقامة هو التواصل الواعي مع الطبيعة، الذي تكتشفه العديد من المشاركات من جديد.
صورة من: Jade Gao/AFP
شبكة متنامية من النساء
يُعرف هذا السكن المشترك باسم ”ملاذها“، ويهدف إلى توفير ملاذ روحي لكل امرأة تحتاج إليه. بأثاثه الريفي والكتابات على جدرانه، يشبه المكان فندقًا صغيرًا فاخرًا. وقد دفعت 120 امرأة بالفعل رسوم عضوية تبلغ 3980 يوانًا (حوالي 475 يورو) للانضمام إلى المجموعة التي تتوسع باستمرار.
صورة من: Jade Gao/AFP
مجالات النساء في ازدياد
تسود أجواء من البهجة أثناء لعب الألعاب اللوحية وشرب القهوة. بعض النساء يبحثن عن التواصل، بينما تسعى أخريات للحماية من التحرش. يتزايد الطلب على الأماكن المخصصة لجنس واحد، مثل الحانات وصالات اللياقة البدنية ومساحات العمل المشترك.
صورة من: Jade Gao/AFP
الأصوات المنتقدة
يرى بعض المنتقدين في المجتمعات النسائية انقسامًا بين الجنسين، على الرغم من أهمية تبادل الآراء حول المشاكل. لكن تشن ياني تعارض هذا الرأي وتشدد على حق النساء في الحصول على مساحات خاصة بهن، قائلة: ”تشكل النساء مجموعة اجتماعية ذات مسارات حياة ومشاكل مشتركة، وغالباً ما يكون من الأسهل عليهن فهم بعضهن البعض وإظهار التعاطف“.
صورة من: Jade Gao/AFP
ليس مجرد حانة: مكان آمن للنساء فقط
بالإضافة إلى المشروع القريب من هانغتشو، هناك مبادرات مماثلة في مدن أخرى مثل بكين، حيث أسست ليليث جيانغ المساحة الثقافية ”Half the Sky“، وهي مساحة آمنة أخرى مخصصة للنساء فقط. على المدى الطويل، يمكن أن تكون هذه النماذج غير التقليدية للحياة بديلاً للنساء غير المتزوجات اللواتي يشعرن بالقلق بشأن حياتهن في سن الشيخوخة. تحرير: يوسف بوفيجلين