خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي حول إعادة توزيع اللاجئين
١٨ نوفمبر ٢٠١٦
اختلفت وجهات نظر وزراء الداخلية الأوروبيين بشأن كيفية التعامل مع قضية الهجرة وسط جدال محتدم بين الدول الأعضاء التي تريد المزيد من المشاركة في تحمل الأعباء وتلك التي تعارض أي نوع من إعادة التوطين الإجباري.
إعلان
أقر مشاركون في اجتماع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بأن خلافات كبيرة ما زالت قائمة بين هذه البلدان حول قواعد توزيع اللاجئين في الاتحاد.
وعبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن أسفه "لأنه ما زالت هناك خلافات كبيرة"، وذلك ردا على سؤال حول القواعد الجديدة التي يحاول الاتحاد تحديدها للمستقبل، عندما تصل الخطة الحالية "لإعادة إسكان" طالبي اللجوء من ايطاليا واليونان إلى نهايتها في أيلول/سبتمبر 2017.
وتعترض دول أعضاء في الاتحاد على مبدأ الحصص الإلزامية وترفض تطبيق الخطة، بينما تنفذها بلدان أخرى ببطء. والنتيجة هي أنه تم توطين حوالى 7500 لاجئ من أصل 160 ألفا تنص الخطة على توزيعهم. وبدأت الدول الأوروبية الملتزمة بتطبيق الخطة مشاوراتها حول القواعد التي ستطبق بعد 2017 على أمل التوصل إلى أسس يقبل بها الجميع.
وقال وزير الداخلية السلوفاكي روبيت كاليناك، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد "أجرينا مناقشة صريحة وأحيانا حادة". وأعترف بأن عملية إعادة التوطين الإلزامية التي تسعى سلوفاكيا والمجر إلى نقضها أمام القضاء "لم تكن فعالة بالقدر المتوقع، لذلك نحن ملزمون باقتراح طرق جديدة لتحقيق هذا الهدف".
وتقترح الرئاسة السلوفاكية التخلي في المستقبل عن كل آلية تجبر الدول على استقبال طالبي اللجوء القادمين من دول أخرى تجاوز الوضع طاقتها. وهي تقترح إفساح المجال أمام كل دولة لمساعدة البلد الذي يواجه صعوبات.
وتدعم ألمانيا، التي فتحت حدودها أمام معظم من وصلوا إلى أوروبا في العام الماضي، كل من السويد وإيطاليا ومالطا التي ستتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد في يناير/ كانون الثاني من أجل إقرار إعادة التوطين الاجبارية في إصلاح نظام اللجوء. وقال كارميلو أبيلا وزير داخلية مالطا "يجب أن تكون لدينا آلية على أساس دائم. لا يمكننا مناقشة ذلك في كل مرة نواجه فيها أزمة".
هـ.د/ ع.ج (أ ف ب، رويترز)
في صور: لاجئون تقطعت بهم السبل على حدود المجر
يواجه اللاجئون ظروفا قاسية على طول حدود المجر الجنوبية رافضين العودة إلى مواقع انطلاقهم، رغم تزايد صعوبة العبور إلى أوروبا الغربية يوما بعد يوم. دييغو كوبولو زار مخيم كيليبيا الصربية المتاخمة للحدود مع المجر.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم فشل الاستفتاء في المجر الذي دعا إليه رئيس الوزراء فيكتور أوربان حول خطة الاتحاد الأوروبي لتوزيع اللاجئين على الدول الأعضاء لانخفاض نسبة المشاركة فيه، إلا أن الأخير أكد بأنه لن يقبل باستقدام اللاجئين إلى بلاده. يذكر أن المجر قامت قبل عام كأول دولة في أوروبا بوضع حواجز على حدودها. بيد أن العديد منهم ينتظرون في بلدة كيليبيا الصربية العبور إلى المجر ثم إلى أوربا الغربية.
صورة من: DW/D. Cupolo
اللاجئون، الذين وصلوا إلى بلدة كيليبيا الصربية الصغيرة، مروا عبر هذه البوابة. الحكومتان الصربية والمجرية توصلتا إلى اتفاق يتم بموجبه السماح إلى ما يصل إلى عشرين طالب لجوء العبور يوميا إلى الطرف الآخر من الحدود. وبعدما تسجلهم السلطات الصربية، يحصل اللاجئون المحتملون على تاريخ محدد للذهاب إلى الحدود مع المجر، حيث يقوم موظفو مكاتب الهجرة المجرية باستجوابهم والتدقيق في طلباتهم للجوء.
صورة من: DW/D. Cupolo
بيد أن عملية التدقيق هذه لم تخل من أخطاء، على غرار ما يروي الشاب المصري جمال (ليس في الصورة). جمال، الذي لم يتجاوز عمره 18 عاما، قال إنه التحق ببلدة كيليبيا عندما وجد اسمه على قائمة الناس الذين سيتم استجوابهم. ولكنه عندما تحدث مع السلطات الحدودية، قيل له أن الموعد حدد لشاب مصري آخر يحمل نفس الاسم وأنه لا يوجد ما يثبت دخوله إلى صربيا.
صورة من: DW/D. Cupolo
جمال وجد نفسه بعدها مجبرا أن ينتظر رفقة 100 شخص آخر في أحد مخيمات العبور الوقتية إلى أن يحصل على موعد مع السلطات المجرية. فقط حنفية مياه موجودة في المكان، فيما هي قليلة جدا المنظمات الإنسانية التي تزور المخيم وتزود ما انقطع به السبيل هنا بشيء من المساعدات. هذه الصورة لطفل من تسعة أطفال لأسرة أزيدية تقيم في المخيم منذ عدة أسابيع.
صورة من: DW/D. Cupolo
"سأجد طريقا آخرا (للخروج من هنا)"، يقول جمال لـDW. ويروي أنه تفاوض مع أحد مهربي البشر ودفع له مبلغ 1500 يورو قبل شهر لخرق السياج، لكنه قبض عليه وأرسل به مجددا إلى بلغراد. طائرات مروحية ودوريات على طول الحدود طيلة 24 ساعة في كل أيام الأسبوع جعلت عملية اجتياز الحدود المجرية أمرا صعبا للغاية. "صدقني إن كنت تستطيع الجري أسرع من رجال الشرطة، فسيرسلون وراءك الكلاب"، حسب ما يقول جمال.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال وليد خالد، وهو ميكانيكي من أربيل – عاصمة إقليم كردستان العراق- يلعبون بالقرب من السياج الذي مدته المجر على طول حدودها. ويقول خالد إنه وصل إلى هذا المخيم قبل شهرين وأن أسرته قد واجهت عدة انتكاسات نظرا لوقوع التباس حول وثائقهم الثبوتية. "الشرطة كانت تقول لنا كل مرة: لا أعرف، لا أعرف". المكان هنا سيء ولكنه أفضل حالا من غيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
كيليبيا تستضيف أحد مخيمي اللاجئين في المنطقة. هنا يقيم اللاجئون القادمون من الشرق الأوسط، فيما يقيم الأفغان والباكستانيون في مخيم في هورغوس. ويقول خالد إنه يفضل البقاء في هذ المخيم، على الرغم من أن حظوظه في اجتياز الحدود لم تتحسن، إلا أنه يؤكد أنه وأسرته تعرضوا للسرقة عدة مرات في مخيمات أخرى.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي الصباح التالي يقوم سائقو الشاحنات المتوجهة جنوبا بالتهكم على سكان المخيم من خلال محاكاة القردة عبر مكبرات الصوت. "في اليونان، عندما تتحدث إلى الأناس العاديين، فإنهم يظهرون تضامنهم"، على ما تقول سيدني فيرنانديز، وهي منسقة ميدانية للمنظمة الإنسانية الصربية "النجم الشمالي". وتضيف قائلة: "هنا السكان المحليون لديهم عقلية مختلفة ويرون بأنه كان يجدر بهؤلاء الناس البقاء في أوطانهم للدفاع عنها."