خلاف بين الحكومة والولايات الألمانية حول مصاريف اللاجئين
٢٥ مارس ٢٠١٩
في خضم أزمة اللجوء في عام 2015 ضخت الحكومة الألمانية أموالا وفيرة لصالح الولايات والبلديات لتخفيف العبء عنها. والآن تروم برلين تحويل أموال أقل وتحديد تقديرات كلية في المستقبل، إلا أن الولايات تعترض على هذا المخطط.
إعلان
يعتزم وزير المالية الألمانية أولاف شولتس إعادة تنظيم هيكلة تمويل اندماج اللاجئين ويواجه بالتالي انتقادات قوية. وقال الأربعاء في برلين حين عرض ركائز مخطط الميزانية للفترة بين 2020 و 2023 بأنه تم التريث طوال سنة لإيجاد حل، مع العلم أن الأمر ليس بالهين.
الحكومة يجب عليها إعادة تنظيم تمويل تكاليف طالبي اللجوء واللاجئين، لأن الاتفاقات القائمة تنتهي صلاحيتها في نهاية 2019. وتخشى الولايات الألمانية بالتالي تحويل التكاليف على حساب ميزانياتها الذاتية والبلديات التابعة لها. وبعدما دفعت الحكومة مؤخرا 4.7 مليار يورو للولايات، لكن هذا المبلغ سيصل مستقبلا فقط إلى النصف أو حسب بعض الحسابات إلى مجرد 1.3 مليار يورو.
وهذا المبلغ يتوزع ضمن جملة أمور على المبلغ الإجمالي في حدود 670 يورو لطالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم ومبلغ إجمالي آخر للاندماج وتكاليف السكن للاجئين المعترف بهم.
التخطيط للتحويل إلى مبالغ شاملة
ويعتزم وزير المالية شولتس جمع التكاليف المختلفة في مبلغ تكاليف إجمالي. وتفيد تقارير إعلامية أن 16.000 يورو لكل لاجئ مبرمجة وسيتم تحويلها إلى الولايات كيفما كانت مدة معالجة طلب اللجوء أو النتيجة التي آل إليها.
وإلى حد الان يوجد عدد من الميزانيات ووسائل الدعم التي تطغى عليها بيروقراطية كبيرة، وبالتالي وجب البرهنة مثلا على التكاليف الحقيقية للسنة المنتهية. وخضع موضوع توزيع التكاليف بين الحكومة والولايات لنقاش طويل ومفاوضات. وقال وزير المالية بأنه يريد "حلا طويل الأمد" وحل المشكلة بصفة دائمة. وأوضح بأن اللحظة جيدة لأن عدد اللاجئين منخفض في الوقت الحاضر.
انتفاضة الولايات
أرمين لاشيت، رئيس وزراء شمال الراين وستفاليا يعتبر بأنه لا يمكن النقاش حول مخططات شولتس. وبما أن الكثير من البلديات بالغة المديونية، وجب عليها زيادة في الضرائب المفروضة لتغطية التكاليف. وأوضح أن هذا ليس جيدا للحفاظ على اللحمة الاجتماعية. وفي ولاية هسن ذُكر بأن الوزير شولتس يحاول "التهرب من المسؤولية على حساب الولايات". أما في هامبورغ فقيل بأن الحكومة الألمانية تجلب لنفسها "ثورة رؤساء البلديات والمجالس البلدية". أما ماركوس زودر، رئيس وزراء بفاريا فقد حذر من "فشل سياسة الاندماج".
مرفوض لكن لم يُرحل
وصدر التحذير من البلديات بأن كثير من طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم والمؤجل ترحيلهم لعدة أسباب يحتاجون إلى عناية في المستقبل. وحذر عمدة هامبورغ بأن عدد اللاجئين الجدد تقلص، لكن "العدد الإجمالي مازال مرتفعا"، وقال بأن التوفير يعني "المخاطرة بنجاح الاندماج". وقال مدير أعمال اتحاد المدن والبلديات، غيرد لاندسبيرغ بأن على "الحكومة والولايات إيجاد وسيلة تراعي التكاليف الحقيقية للبلديات للاجئين وتتضمن النفقات لصالح من يُسمح لهم بالإقامة".
ولا يُعرف العدد الحقيقي لمن حصلوا على رخصة البقاء في ألمانيا، لكن التقديرات تتراوح بين 250.000 و 500.000 شخص. كما أن كثير من طالبي اللجوء رفعوا دعاوى ضد القرار الذي صدر بحقهم، والمرافعات ماتزال مستمرة. وإلى ذلك يوجد نحو 56.000 من طلبات اللجوء التي لم يُبث فيها بعد.
محاربة أسباب الهجرة
وفي السنة الماضية وصلت نفقات الحكومة لصالح اللاجئين إلى نحو 23 مليار يورو. والمساعدات لصالح الولايات والبلديات ليست إلا جزء من هذا المبلغ. وسبعة مليارات يورو تقريبا تم تحويلها لأغراض مكافحة أسباب الهجرة. إلى ذلك تضاف تكاليف اللاجئين الذين لم يبلغوا سن الرشد وتستمر الحكومة في تحملها ـ ووصلت مؤخرا إلى 350 مليون يورو. ثم هناك الأموال المخصصة لدروس تعلم الألمانية وتكاليف التأمين الأساسي للاجئين المعترف بهم.
كاي ألكسندر شولتس/ م.أ.م
جولة مصورة - شوارع ألمانيا تتكلم العربية أيضا
نتيجةً لنمو حجم الجالية العربية في ألمانيا، وخاصةً بعد موجة اللاجئين في عام 2015، ازداد تواجد لغة الضاد في سائر جوانب الحياة الألمانية بشكلٍ ملحوظ. DW عربية تقوم بجولة مصورة تعرض تواجد اللغة العربية في شوارع ألمانيا.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
"أهلا وسهلاً" بك في ألمانيا
اللغة العربية هي اللغة الرابعة الأكثر استخداماً على شبكة الإنترنت والأوسع انتشاراً ونموأ، متفوقةً على الفرنسية والصينية.
وتنتشر المطاعم العربية في أرجاء ألمانيا وخصوصا المطاعم السورية حاليا. وتقدم أصنافاً شهية من الأطباق الشرقية لزبائنها من مختلف الأجناس، الأمر الذي أدى لانتشار أسماء هذه الوجبات باللغة العربية.
صورة من: DW/N. Alojayli
في المطاعم و المحلات
التسوق في المحلات العربية المنتشرة في ألمانيا لم يعد مقصورا على العرب فقط، فهناك الكثير من الألمان، الذين يتسوقون في تلك المحلات أيضا، والتي تبيع مواد غذائية مستوردة من بلاد عربية. ولذلك انتشرت بينهم كلمات مثل "الفلافل والحمص". كما أن كلمة "حلال" أصبحت شائعة جداً بين الألمان.
صورة من: DW/S. Samir
كلمات عربية بذكريات تاريخية
انتشرت في الأعوام الأخيرة بشكل ملفت للانتباه المقاهي العربية في المدن الألمانية، وترى عربا وألمانا وآخرين يجلسون يدخنون الأرجيلة. غير أن تواجد مقاهي عربية في ألمانيا أمر ليس بالجديد والدليل هذا المقهى الشهير في بون، والذي يعود إلى الحقبة التي كانت فيها مدينة بون عاصمة لألمانيا الاتحادية ومقرا للسفارات والقنصليات المختلفة.
صورة من: DW/S. Samir
المنشآت الصحية تقدم خدماتها بالعربي
تضع الكثير من الصيدليات والمشافي في ألمانيا تعليمات باللغة العربية، بهدف جذب وتسهيل الأمر على المقيمين العرب والسائحين أيضاً للخدمات التي تقدمها هذه المرافق. وتنتشر السياحة الطبية العربية في ألمانيا وخصوصا في مدينة بون، حيث يعتبر حي "باد غودسبرغ"، أحد أكبر أحياء بون، "حيا عربيا" في نظر الكثيرين من العرب والألمان على السواء.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
محلات ألمانية تعرض منتجاتها بالعربي
التواجد العربي كبير في مدن ألمانيا، فهناك المقيمون العرب والسياح واللاجئون العرب أيضا. وتسعى المحلات الألمانية لجذب الزبائن العرب والتيسير عليهم. ولذلك تجد من بين العمال فيها من يتحدثون العربية. وتجد أيضا كلمات باللغة العربية في كل مكان من أقسام تلك المحلات، كما نرى هنا مثلا في أحد محلات سلسلة "ريفه" الشهيرة.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
منشورات رسمية مترجمة إلى العربية
اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية الست المعتمدة في الأمم المتحدة. وتنتشر في الدوائر الحكومية والرسمية الألمانية منشورات تحتوي على اللغة العربية أيضا، لتسهيل تعامل العرب في ألمانيا مع موظفي تلك الدوائر. هنا مثلا اللغة العربية تقع مباشرة بعد الألمانية والإنجليزية وقبل اللغات الأخرى.
صورة من: DW/N.A. Alojayli
محطات القطار تتكلم العربية
يتكلم اللغة العربية، كلغة أم، ما يزيد عن 422 مليون نسمة، الأمر الذي يجعلها أحد أكثر اللغات انتشاراً حول العالم، وكذلك في ألمانيا. وفي محطات القطارات في ألمانيا يمكنك أيضا الحصول على الصحف الصادرة بالعربية في "أكشاك" بيع الصحف. وقد تجد أحيانا من يتحدث العربية من بين الموظفين بالسكك الحديد من أبناء الجاليات العربية.
صورة من: DW/S. Samir
العربية في أسواق عيد الميلاد
للجالية المغربية حضور مميز في الحياة الألمانية بمختلف جوانبها. كما لها أثرُ مهم في انتشار الثقافة العربية في بلاد المهجر. حيث تنتشر المحلات المغربية، خصوصا محلات المواد الغذائية. ويشارك عربٌ أيضا في أسواق عيد الميلاد (الكريسماس)، مثل هذا المحل، الذي يبيع منتجات تقليدية مغربية في بون. اعداد: سمر سمير/ نور العجيلي