خلاف داخل الحكومة الألمانية حول فرض عقوبات جديدة على روسيا
١٤ يونيو ٢٠٢٤
نشب خلاف بين المستشارية ووزارة الخارجية بشأن إجراءات عقابية أوروبية جديدة على روسيا تهدف بشكل خاص إلى مكافحة الالتفاف على العقوبات الحالية.
إعلان
يدور خلاف داخل الحكومة الألمانية حول موقف برلين من عقوبات جديدة يخطط الاتحاد الأوروبي لفرضها على روسيا. وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، فإن وزارة الخارجية ترى الآن أن تحفظات المستشارية بشأن حزمة العقوبات تمثل إشكالية وتضر بصورة ألمانيا، وذلك على خلفية موقفها المنفرد في هذا الصدد.
وقبل محادثات جديدة بشأن العقوبات في بروكسل اليوم الجمعة، ذكرت مصادر من وزارة الخارجية الألمانية أن وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك عملت بشكل مكثف خلال العامين الماضيين لاستعادة الثقة المفقودة بين الشركاء الأوروبيين بسبب السياسة القديمة التي انتهجتها ألمانيا تجاه روسيا. وترى الوزيرة أنه لا يجب فقدان هذه الثقة مرة أخرى.
وكان من المعروف سابقاً أن الممثل الدائم لألمانيا لدى الاتحاد الأوروبي لم يحصل على إذن من برلين للموافقة على حزمة عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة على روسيا حتى وقت قريب. ووفقاً لدبلوماسيين في بروكسل، كانت المخاوف الألمانية وطلبات التغييرات سبباً رئيسياً لعدم اختتام المفاوضات حتى الآن.
ضغوط غربية على الإمارات للالتزام بالعقوبات على روسيا.. ماذا وراءها؟
31:44
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي لـ(د.ب.أ) إنه بدا في الآونة الأخيرة كما لو أن ألمانيا هي المجر الجديدة، وذلك في إشارة إلى أن حكومة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أرجأت بصورة متكررة قرارات بشأن العقوبات على روسيا في الماضي.
وكان من المقرر في الأساس أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن حزمة العقوبات الجديدة مع بداية قمة مجموعة السبع أمس الخميس. ويشارك في الاجتماع أيضا المستشار الألماني أولاف شولتس. والآن يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي في بروكسل اليوم الجمعة على أقرب تقدير.
وتهدف الإجراءات العقابية الجديدة التي يخطط لها الاتحاد الأوروبي بشكل خاص إلى مكافحة الالتفاف على العقوبات الحالية، والذي أدى على سبيل المثال إلى أن صناعة الأسلحة الروسية لا تزال قادرة على استخدام تكنولوجيا غربية لإنتاج أسلحة لحربها ضد أوكرانيا. بالإضافة إلى ذلك، يخطط الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات للمرة الأولى على صفقات الغاز الطبيعي المسال مع روسيا التي تقدر قيمتها بمليارات اليورو.
ووفقاً لدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، فإن التحفظات الألمانية بشأن الخطط تتعلق في المقام الأول بإجراءات تهدف إلى تصعيب الالتفاف على عقوبات الاتحاد الأوروبي. وبحسب الدبلوماسيين، طالبت الحكومة الألمانية - من بين أمور أخرى - بعدم إلزام الشركات بضمان امتثال الشركاء التجاريين لقواعد عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وبحسب مصادر من وزارة الخارجية الألمانية، فإنه لا يمكن بصورة مبدئية تبديد هذه المخاوف، كما يتعين إدراك أن الغالبية العظمى من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لا ترى أي مشكلات غير مقبولة في خطط العقوبات.
ولم يرغب متحدث باسم الممثلية الدائمة لألمانيا لدى الاتحاد الأوروبي في التعليق على المفاوضات التي جرت أمس الخميس رداً على استفسار من (د.ب.أ)، مشيرا إلى أن المناقشات بين الدول الأعضاء كانت سرية.
خ.س/ف.ي (د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.