خلاف في ألمانيا حول زيادة عدد الجنود الألمان في أفغانستان
٢٢ ديسمبر ٢٠١٧
قوبل مطلب التحالف المسيحي المنتمية إليه ميركل برفض من قبل الحزب الاشتراكي وحزب الخضر بشأن زيادة عدد عناصر الجيش الألماني في أفغانستان. ويشارك نحو ألف جندي ألماني في مهمة حلف الناتو لتدريب وإرشاد القوات المسلحة الأفغانية.
إعلان
قوبلت مطالب من التحالف المسيحي، المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بتشكك ورفض من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بشأن زيادة قوام القوات الألمانية المشاركة في مهمة أفغانستان.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية المنتمية للتحالف المسيحي، أورزولا فون دير لاين، قد أثارت عقب زيارتها لأفغانستان مطلع هذا الأسبوع نقاشا حول زيادة عدد الجنود الألمان المتمركزة هناك.
وأعرب وزير الخارجية زيغمار غابريل، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن انفتاحه نحو هذا النقاش خلال زيارته لأفغانستان أول أمس الأربعاء (20 ديسمبر/ كانون الأول 2017).
ويبلغ قوام القوات الألمانية المتمركزة في أفغانستان حاليا نحو ألف جندي يشاركون في مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لتدريب وإرشاد القوات المسلحة المحلية. ويشكل المدربون والمستشارون عشرات قليلة بين إجمالي عدد الجنود الألمان، الذين يتولون مهام حماية المدربين ومهام إدارية أخرى.
وقال خبير شؤون الدفاع لدى التحالف المسيحي في البرلمان الألماني، هينينغ أوته، في تصريحات لشبكة "دويتشلاند" التحريرية: "فريق المدربين الألمان لن يكون بإمكانه القيام بمهمة التدريب، إذا لم يتم زيادة عدد قوات الحماية لهم".
كما أعرب خبير الشؤون الخارجية في التحالف المسيحي، يورغن هارت، عن انفتاحه تجاه زيادة عدد القوات الألمانية في أفغانستان، وقال: "إذا كان إقرار زيادة معقولة سيصبح مفيدا للقوات الألمانية، فيتعين علينا إبداء دعمنا لذلك في البرلمان الألماني".
وقوبلت هذه المطالب بتحفظ من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث قال خبير شؤون الدفاع في الحزب، توماس هيتشلر: "يمكن التفكير في زيادة عدد القوات فقط، إذا تم ضمان أن أفغانستان سيمكنها في يوم ما النجاة على مستوى السياسة الأمنية من دون مساعدات تدريبية من الجانب الدولي".
وفي المقابل، قوبل هذا المطلب برفض واضح من خبير الشؤون الخارجية في حزب الخضر، يورغن تريتن، حيث قال: "المهمة لم تتمكن من تحسين الأوضاع هناك - بل العكس"، مضيفا أن أفغانستان بحاجة إلى استراتيجية لانسحاب القوات الدولية منها وليس لزيادة عدد القوات. يذكر أن البرلمان الألماني وافق الأسبوع الماضي على تمديد تفويض الجيش مهمة الجيش الألماني في أفغانستان لمدة ثلاثة أشهر حتى نهاية شهر آذار/ مارس عام 2018.
ع.م/ ح.ز (د ب أ)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs