عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا للبحث في الهجوم على بلدة خان شيخون السورية الذي يعتقد أنه كيماوي وأدى إلى مقتل أكثر من 70 شخصا بينهم أطفال. وهناك خلاف بين أعضاء المجلس حول مشروع قرار يتعلق بالهجوم.
إعلان
قدمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة اليوم الأربعاء (05 أبريل/ نيسان) مشروع قرار يطالب بفتح تحقيق كامل في الهجوم الذي وقع في منطقة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة ادلب، وفي وقت دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند إلى فرض "عقوبات" على النظام السوري، ندد السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر في مجلس الأمن بـ"جرائم حرب، وبجرائم حرب على نطاق واسع، وبجرائم حرب بأسلحة كيميائية".
أما السفير البريطاني ماتيو ريكروفت فانتقد من جهته موسكو معتبرا أن فيتو روسياً محتملاً يعني "أنهم يمضون مزيدا من الوقت في الدفاع عمن يصعب الدفاع عنه". وقال إن استخدام الصين وروسيا لحق النقض "فيتو" في السابق ضد تحرك الأمم المتحدة ضد سوريا يعني أن "الرسالة الوحيدة التي أرسلت للأسد هي رسالة تشجيع". وأكد "كان يمكن أن نرسل رسالة واضحة مفادها أن هناك وحدة داخل مجلس الأمن ضد أي استخدام لهذه الأسلحة (الكيمائية)." وأضاف "شاهدنا أمس النتائج المترتبة على استخدام الفيتو" من جانب الدولتين.
أما روسيا فاعتبرت النص "غير مقبول على الإطلاق"، في مؤشر جديد إلى الانقسامات بين الغربيين وموسكو حول الملف السوري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء، إن مسودة مشروع القرار بصيغته الحالية هو "ضد سوريا ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد في سوريا والمنطقة بأسرها".
وتعقد جلسة مجلس الأمن في وقت يحاول الأطباء إنقاذ المصابين الأكثر تأثرا من بين أكثر من 160 شخصا تتم معالجتهم بعد هجوم الثلاثاء. وأدى الهجوم إلى مقتل 72 مدنيا بينهم 20 طفلا بحسب حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم الاربعاء موضحا أن الحصيلة "مرشحة للارتفاع نظرا إلى وجود مفقودين".
ع.ج/ ي. ب (ا ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاهد من يوميات الرعب في حلب
تتعرض حلب لكارثة إنسانية حادة نتيجة للحصار والقصف المكثف، وتتفاقم معاناة المدنيين مع الضربات الجوية المتكررة للأحياء والمستشفيات، وتناقصت إمدادات الدواء والغذاء، فيما وصف مسؤولون دوليون الوضع "بأنه لا يمكن وصفه".
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
صورة من: picture-alliance/dpa/Z.Al Shimale
يخضع نحو 250 ألف شخص في أحياء شرق حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة لحصار منذ أن قطع الجيش بمساعدة من فصائل مسلحة مدعومة من إيران وسلاح الجو الروسي آخر طريق يؤدي إلى تلك الأحياء في أوائل يوليو تموز.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
تتضارب الرويات حول فرص المدنيين من الهرب من القصف. ففيما تقول الحكومة السورية إن مقاتلي المعارضة يمنعون السكان من المغادرة، تقول جماعات معارضة وسكان في شرق حلب إن الناس يحجمون عن استخدام الممرات خوفا من وجود قناصة أو قنابل أو القبض عليهم.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
وصف روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الوضع في شرق حلب قائلا إنه: "بشع جدا فعلا.. أعني أن الكلمات تعجز عن وصفه... على الرغم من توقفات عارضة فإن الصورة بشكل عام بشعة."
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الذي فشلت جهوده للتفاوض إلى تامين الوصول إلى حلب الشرقية، "الوقت ينفد" بالنسبة لتفادي كارثة إنسانية في تلك المنطقة.
صورة من: picture alliance/AA/E. Leys
ويتعرض مدنيون يقيمون في القسم الغربي في حلب الخاضع لسيطرة النظام لهجمات دامية تشنها فصائل المعارضة لكن المساعدات الإنسانية لا تزال تصل إلى هذه الأحياء.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
أعلنت الأمم المتحدة انه لم يعد هناك أي مستشفى قيد العمل في القسم الشرقي من مدينة حلب السورية الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة وحيث يقيم أكثر من 250 ألف مدني. والمستشفيات كانت هدفا متكررا لعمليات القصف المكثفة التي يقوم بها النظام السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية لم تعد قادرة على الوصول إلى شرق حلب منذ تموز/يوليو حين سيطر الجيش السوري على آخر طريق إمداد إلى الإحياء الشرقية ما أدى إلى وقف وصول الأدوية والمواد الغذائية إليها منذ أكثر من أربعة أشهر.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يقول "يجري عزل وتجويع المدنيين ويتعرضون للقصف ويحرمون من الرعاية الطبية والمساعدة الإنسانية من أجل إجبارهم على الاستسلام أو الفرار. إنه تكتيك متعمد من القسوة لزيادة معاناة الشعب من أجل مكاسب سياسية وعسكرية وأحيانا اقتصادية". مشيرا إلى وجود مليون شخص تحت الحصار في سوريا. ( كتابة وإعداد: علاء جمعة)