خلال لقائه بن زايد..بلينكن يؤكد موقف بلاده من انقلاب السودان
٣ نوفمبر ٢٠٢١
على هامش مؤتمر غلاسكو، شدد وزير الخارجية الأمريكي لنظيره الإماراتي على موقف بلاده "الداعم للشعب السوداني" وتطلعاته الديمقراطية. وموفد واشنطن فيلتمان يقول حول العسكر والمدنيين إنه "ليس بإمكان جانب تهميش الجانب الآخر".
إعلان
مسائية DW: أزمة السودان بعد الانقلاب.. هل تحلها الوساطات الدولية؟
29:48
على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دورته السادسة والعشرين في مدينة غلاسكو الاسكتلندية، أكد وزير الخارجية الأمريكي خلال اجتماع مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، على الموقف الأمريكي "الداعم"للشعب السوداني في تطلعاته لتحقيق الديمقراطية، مشيراً إلى ضرورة استعادة الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية في السودان بشكل فوري.
وفي السياق السوداني أيضا، دعا الموفد الأميركي الى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان الثلاثاء (الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021)، إلى "الغاء كل الإجراءات المتخذة في الـ25 من تشرين الأول/اكتوبر" التي شكلت انقلاباً على السلطة الانتقالية في السودان.
ومن واشنطن، أكد الدبلوماسي أنه لا يستطيع مغادرة الولايات المتحدة في الوقت الرّاهن بسبب الاضطرابات في السودان وفي اثيوبيا على الرغم من إعلان الحكومة السودانية المقالة عن أنه سيصل قريبا الى الخرطوم.
وكشف فيلتمان للصحافيين إنه غادر العاصمة السودانية مساء 24 تشرين الأول/اكتوبر بعد عدة اجتماعات مع الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك اللذين تزايدت الخلافات بينهما أخيرا ولم يعلم الا عند نزوله من الطائرة أن البرهان اعتقل حمدوك.
وسئل الموفد الأميركي عن ذلك الثلاثاء فأجاب أن "العسكريين تكلموا معنا بالتأكيد بسوء نية لأنهم كانوا يقولون إنهم يريدون التوصل الى حل لمخاوفهم بطريقة دستورية وفي واقع الأمر بمجرد أن غادرنا قلبوا طاولة المفاوضات وقاموا بانقلاب عسكري".
وجدد فيلتمان المطالب بـ"الافراج عن كل المسجونين" خصوصا المسؤولين المدنيين المحتجزين في مكان غير معلوم منذ توقيفيهم من قبل الجيش الذي كان يتقاسم السلطة معهم، متهما مرة أخرى البرهان بأنه "خان السودانيين" و"جعل المرحلة الانتقالية رهينة" في بلد خرج لتوه قبل عامين من ثلاثين عاما من الحكم الشمولي في عهد عمر البشير.
وفي جنيف، أعلن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان أنه سيعقد الجمعة جلسة خاصة حول السودان حيث أدى قمع المتظاهرين الذين ينظمون "عصياناً مدنياً" الى 12 قتيلا و300 جريح منذ أسبوع، بحسب لجنة الأطباء المركزية الداعمة للقوى الديموقراطية.
"الجيش أظهر ضبط النفس"
وأثناء كلامه للصحفيين، قال فيلتمان إن الجيش السوداني أظهر "ضبط النفس" في رده على مظاهرات يوم السبت الماضي. تصريح فهم من قبل البعض على أنه علامة على إمكانية عودة تقاسم السلطة مع المدنيين.
ومظاهرات السبت التي خرج فيها مئات الآلاف من المتظاهرين الرافضين للحكم العسكري، وقد شهدت اشتباكات قتل فيها ثلاثة محتجين وأصيب 38 آخرون، وفق أطباء السودان المركزية.
وحول ذلك، علّق فيلتمان بأن عدد القتلى والمصابين "كبير جدا" لكن "بشكل عام... مارست الأجهزة الأمنية ضبط النفس"، كما ابتعد المتظاهرون عن المواقع العسكرية الحساسة، مما قلل من احتمالات اندلاع أعمال عنف.
وأضاف "أعتقد أن ذلك أظهر إدراكا من جانب الشعب السوداني نفسه بأنه يتعين عليهم توخي الحذر والعثور على طريقة للعودة إلى الشراكة المدنية العسكرية التي يتطلبها هذا الانتقال"، مضيفاً عن الجيش والمدنيين أنه .
وأطاح الانقلاب الذي قاده البرهان في الأسبوع الماضي بالحكومة التي تشكلت بموجب اتفاق استهدف تقاسم السلطة بين الجيش والمدنيين في أعقاب الإطاحة في عام 2019 بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد طويلا وسط احتجاجات شعبية.
و.ب/خ.س (أ ف ب، رويترز)
السودان.. انقلاب عسكري يعصف بالانتقال الديمقراطي
منذ اندلاع الثورة السودانية في ربيع 2019 شهد السودان تجاذبات بين القوى المدنية والعسكر. الرهان كان على المرحلة الانتقالية التي شهدت بدورها صراعات قوية تبدو أن ذروتها سجِّلت في ليلة انقض فيها العسكر على مكتسبات الثورة.
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
اعتقالات بالجملة
منذ فجر الاثنين 2021.10.25، تتوالى تقارير إعلامية من السودان تفيد باعتقال الجيش لعددٍ من الوزراء وسياسيين بارزين من بينهم قيادات "قوى الحرية والتغيير" المظلة المدنية التي قادت انتفاضة شعبية أطاحت بنظام الجنرال عمر حسن البشير 2019.04.11. رئيس الوزراء عبد اللّه حمدوك ذُكر في البداية إنه وضع تحت الإقامة الجبرية، وأكدت وزارة الثقافة والاعلام أنه نُقل بدوره إلى مكان مجهول بسبب "رفضه تأييد الانقلاب".
صورة من: Hannibal Hanschke/REUTERS
متمردون سابقون
قائمة المعتقلين حسب وسائل الإعلام تطول تباعا لتشمل أيضا ياسر عرمان، نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان وفق ما نشر حسابه على تويتر. وكانت جماعته المتمردة قد وقعت اتفاق سلام في 2020 مع السلطات الانتقالية متعهدة بالاندماج في الجيش. وعمل ياسر عرمان مؤخرا كمستشار لعبد الله حمدوك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. El-Mofty
إعلاميون وصحفيون
الاعتقالات طالت أيضا إعلاميين وصحفيين، فقد اقتحمت قوات عسكرية مقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، واحتجزت عدداً من العاملين. فيما تمّ قطع الانترنت، في وقت تواترت فيه تقارير عن توجه عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي إلى تعليق العمل بالوثيقة الدستورية التي تنظم المرحلة الانتقالية في البلاد.
صورة من: Hussein Malla/AP Photo/picture alliance
إعلان طلاق
رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان أعلن الاثنين(2021.10.25) فرض حالة الطوارئ في السودان وحل مجلسي السيادة والوزراء. كما أعلن تعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين، وإنهاء عمل ولاة السودان، مشيرا إلى التمسك باتفاق جوبا للسلام. وزارة الإعلام السودانية وصفت إجراءات البرهان بأنها "انقلاب عسكري".
صورة من: picture-alliance/AA
غضب وإنزال أمني
على الفور خرج العشرات من المدنيين لشوارع الخرطوم وتم إحراق الإطارات، كما تم نشرت قوات الدعم السريع في شوارع العاصمة الخرطوم.
صورة من: REUTERS
دعوات للخروج إلى الشارع
مباشرة بعد الاعتقالات دعت القوى الثورية وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين" المعارض، في حسابه على فيسبوك، إلى "الخروج للشوارع واحتلالها وإغلاق كل الطرق بالمتاريس، والإضراب العام عن العمل وعدم التعاون مع الانقلابيين، والعصيان المدني في مواجهتهم". رئيس الوزراء حمدوك بدوره طالب بـ "احتلال الشوارع دفاعاً عن الثورة". ذات الدعوات أطلقها أيضا حزبا "الأمة" و"الشيوعي".
صورة من: ASHRAF SHAZLY/AFP via Getty Images
ردود فعل دولية
اجتمعت القوى الدولية بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أن ما حدث في السودان فجر الاثنين انقلاب "مخالف للإعلان الدستوري والتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني، وغير مقبول على الإطلاق"، كما جاء على لسان المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان الذي هدّد بوقف المساعدات إلى السودان.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Arboleda
قلق على مستقبل السودان
قلق بالغ على مستقبل السودان شددت عليه تصريحات مسؤولين من الأمم المتحدة ودول غربية وسط مطالبات حثيثة إلى إعادة العملية الانتقالية إلى مسارها الصحيح. الاتحاد الأوروبي دعا إلى الإفراج عن قادة السودان المدنيين وشدد على وجوب "تجنّب العنف وسفك الدماء"، من جهته دعا الإتحاد الأفريقي إلى "الاستئناف الفوري للمشاورات بين المدنيين والعسكريين في إطار الإعلان السياسي والإعلان الدستوري".
صورة من: Giscard Kusema
انقلاب بعد انقلاب
الانقلاب الجديد جاء بعد أربعة أسابيع عن محاولة انقلاب فاشلة لم تفهم تفاصيله بعد. وبعد يومين من تظاهرات حاشدة نزل فيها عشرات الآلاف من السودانيين إلى شوارع المدن، دعماً لانتقال كامل للحكم إلى المدنيين، فيما كان أنصار العسكر يواصلون اعتصاماً أمام القصر الجمهوري وسط العاصمة الخرطوم منذ السبت الماضي، في مؤشر على الانقسام المهيمن على المشهد.
صورة من: picture-alliance/Photoshot
مآل الثورة؟
المشهد اليوم يوحي بنهاية اتفاق 2019، حين وقّع العسكريون والمدنيون الذين كانوا يقودون الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالرئيس البشير، اتفاقًا لتقاسم السلطة نصّ على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجبه، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة. غير أن الشروخ اتسعت بين فريق يسعى إلى عودة العسكر إلى الحكم وفريق آخر يريدها "مدنية..مدنية". و.ب