خلال محاكمته...معارض روسي يتمسك بمواقفه ضد غزو أوكرانيا
١١ أبريل ٢٠٢٣
أكد المعارض الروسي فلاديمير كارا- مورزا خلال محاكمته على تمسكه بتصريحاته السياسية ضد الكرملين، بما في ذلك رفضة غزو أوكرانيا والتي قد تؤدي إلى سجنه لمدة 25 عاما. فيما حكمت محكمة أوكرانية على رجل بالسجن لرفضه حمل السلاح.
إعلان
قال المعارض الروسي فلاديمير كارا- مورزاالإثنين (10 نيسان/ أبريل 2023) أمام المحكمة "أؤيد كل كلمة قلتها ويتم استخدامها اليوم لتوجيه الاتهام إلي"، في إشارة إلى انتقاداته لغزو أوكرانيا والرئيس فلاديمير بوتين. وأضاف "ليس فقط أنا لا أشعر بالندم على أي منها، بل أنا فخور بها"، وفق ما نقل عنه خلال جلسة استماع أخيرة الصحافي أليكسي فينيديكتوف على قناته في تلغرام.
ووجهت المحكمة إلى كارا- مورزا البالغ 41 عاما تهما عدة من بينها الخيانة ونشر معلومات كاذبة عن الجيش الروسي.
وقال "ألوم نفسي على شيء واحد فقط"، مضيفا "لقد فشلت في إقناع عدد كاف من أبناء وطني والسياسيين في الدول الديموقراطية بالخطر الذي يشكله نظام الكرملين الحالي على روسيا والعالم".
وكان الصحافي الذي تلقى تعليمه في الغرب مقربا من المعارض بوريس نيمتسوف الذي قُتل بالرصاص في مكان قريب من الكرملين عام 2015. وأردف بالقول "أنا فخور بحقيقة أن بوريس نيمتسوف أدخلني إلى السياسة. وآمل أن لا أكون قد جعلته يشعر بالخجل مني".
وهذه المحاكمة هي الأحدث في سلسلة من القضايا المرفوعة ضد أصوات معارضة في روسيا ضمن حملة قمع اشتدت وطأتها منذ غزو أوكرانيا العام الماضي.
وطلب الادعاء السجن 25 عاما لكارا - مورزا. ومن المتوقع أن يصدر الحكم الاثنين المقبل، لكن السياسي المعارض قال "أعرف الحكم الذي سيصدر بحقي (...) هذا هو ثمن عدم الصمت في روسيا الآن". وأشار كارا- مورزا إلى أنه تعرض للتسميم مرتين في عامي 2015 و2017 بسبب أنشطته السياسية، لكنه استمر في الإقامة لفترات طويلة داخل روسيا.
وصرّح محاميه فاديم بروخوروف أن حالته ساءت كثيرا في السجن.
وقال كارا- مورزا أيضا "أعلم أيضا أنه سيأتي يوم يتلاشى فيه الظلام المخيم على بلادنا (...) عندما يوصم من حرضوا على هذه الحرب وأشعلوها بالمجرمين وليس الأشخاص الذين حاولوا وقفها".
الحبس لأوكراني يرفض التجنيد
وفي أوكرانيا، قال ممثلون للادعاء يوم الاثنين إن رجلا أوكرانيا (40 عاما) حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات لعدم امتثاله المتكرر لإشعارات التجنيد. وقال الرجل من بلدة بوشتينو، بالقرب من الحدود مع رومانيا، إنه يعترض على حمل السلاح لقتل أشخاص، حسبما قال مكتب ممثل الادعاء في منطقة تكاشيف في غرب البلاد.
ولا يعد الحكم الصادر عن محكمة مقاطعة تكاشيف ملزما قانونا بعد. ولا يسمح الدستور الأوكراني بوضع رفض الخدمة العسكرية إلا لأسباب دينية. ومع ذلك، وفقا لمكتب المدعي العام، "لم يبلغ الرجل عن انتمائه إلى أي منظمة دينية تدعي إنكار الخدمة في الجيش".
وتم منع الرجال الأوكرانيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاما من مغادرة البلاد مباشرة بعد الغزو الروسي في شباط/فبراير من العام الماضي ويخضعون للتجنيد. ويحاول بعض الأوكرانيين شراء طريقهم للخروج من الخدمة العسكرية أو الفرار إلى الخارج بوثائق مزورة.
خ.س/ع.خ (أ ف ب، د ب أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.