خلطة بلماضي السحرية تقرب الجزائر من اللقب الأفريقي!
مهدوي رضوان
٨ يوليو ٢٠١٩
يواصل مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي مسيرته الناجحة في كأس أمم أفريقيا. بلماضي استطاع في وقت وجيز نقل فلسفته الكروية إلى لاعبيه وزرع في صفوف المنتخب روحاً قوية تطيح بالخصوم واحدا تلو الآخر.
إعلان
قبيل انطلاق صافرة كأس الأمم الأفريقية في مصر، لم تكن الجزائر ضمن المنتخبات المرشحة بقوة للفوز باللقب. فالمنتخب الجزائري مر من مرحلة فراغ طويلة نسبيا، وفشل في التأهل إلى مونديال روسيا الأخير، رغم أن تشكيلته تعج بنجوم كبار على رأسهم نجم مانشستر سيتي رياض محرز.
بيد أن المنتخب الجزائري يخالف الآن كل التوقعات، وبات من أبرز المرشحين للفوز باللقب الكروي الأغلى في "القارة السمراء". ويدين "محاربو الصحراء" بالفضل للمدرب الجزائري جمال بلماضي، الذي ظهرت لمسته على المنتخب بشكل جلي للغاية.
روح عالية
من أبرز نقاط قوة المنتخب الجزائري، هي الروح العالية التي يتمتع بها في هذا "العرس الكروي" الأفريقي، فقد نجح جمال بلماضي في زرع روح قوية في نفوس لاعبي الجزائر دون استثناء، وذلك بالاستفادة من قدرته الكبيرة على تحفيز اللاعبين، ودفعهم إلى إخراج أفضل ما في جعبتهم.
ويلاحظ أن ربان سفينة الجزائر، لا يتوقف عن إعطاء تعليماته طيلة دقائق المباراة للاعبيه، من أجل بذل المزيد من الجهد فوق المستطيل الأخضر. فمثلاً، في مباراة الجزائر وغينيا برسم دور الـ 16 قاتل لاعبو الجزائر على كل كرة، وواصلوا الهجوم والضغط على الخصم رغم تقدمهم في النتيجة (انتهت المباراة بفوز الجزائر 3-0).
فكر تكتيكي مميز
وأثبت جمال بلماضي أنه مدرب يجيد قراءة الخصم بشكل كبير للغاية. فمن جهة، يضع المدرب الجزائري خططا تكتيكية تتناسب مع مفاتيح لعب المنتخب، وتمنحه أفضلية واضحة على الفرق المنافسة. ومن جهة أخرى، يُعقد فكر بلماضي التكتيكي المميز خطط الفرق المنافسة، التي عجزت حتى الآن عن إيقاف قطار المنتخب الجزائري.
ويعتمد جمال بلماضي على اللعب الجماعي، حيث يساهم الكل في عملية بناء الهجمة وتناقل الكرة بسرعة كبيرة بين مختلف الخطوط. كما يفرض "محاربو الصحراء" ضغطاً قويا للغاية على الفرق المنافسة، ويمنعونها من الخروج من مناطقها والتقدم نحو المرمى الجزائري.
بالإضافة إلى ذلك، يمتاز المنتخب الجزائري بقوة خطه الدفاعي، الذي لم تهتز شباكه حتى الآن. فضلاً، عن دور خط الوسط القوي في استخلاص الكرة من الخصم وخلق فرص التسجيل للهجوم، الذي يقوده النجم بغداد بونجاح.
مكانة المدرب الوطني
ومن شأن تألق جمال بلماضي أن يعيد فتح النقاش عن أهمية دور الناخب الوطني في الإشراف على تدريب منتخب بلاده، لاسيما وأن عدد كبيراً من المنتخبات العربية تعتمد منذ سنوات على الناخب الأجنبي، وتضع أمامه إمكانيات مالية للنجاح، بيد أن النتائج ليست في مستوى التطلعات.
ورصدت مجلة "جون أفريك" في تقرير له مؤخراً تفاوتاً كبيراً في أجور مدربي المنتخبات المشاركة في كأس الأمم الأفريقية. ففيما يخص المنتخبات العربية، تصدر مدرب مصر المُقال خافيير أغيري القائمة بحصوله على راتب شهري يصل إلى حوالي 108 ألف يورو. ويأتي مدرب منتخب المغرب هيرفي رينارد ثالثاً في القائمة بـ 80 ألف يورو، في حين يحتل مدرب الجزائر جمال بلماضي المركز الخامس براتب شهري يبلغ 55 ألف يورو.
والأكيد أن جمال بلماضي يأمل في مواصلة مسيرته الناجحة مع الجزائر، وقيادة منتخب بلاده إلى الفوز باللقب الأفريقي الغائب عن خزائن الجزائر منذ عقود.
نجوم يعلق عليهم العرب الآمال في كأس الأمم الأفريقية 2019
صلاح، المساكني، زياش، محرز ودياكيتي وغيرهم. إنهم نجوم تتعلق بهم آمال عشاق المنتخبات العربية الخمسة في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم 2019. جولة مصورة من أبرز اللاعبين العرب في البطولة التي تحتضنها مصر.
صورة من: picture-alliance/empics/S. Shivambu
نجم النجوم
المصري محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزي، هو أهم وأغلى لاعب في بطولة كأس الأمم الأفريقية لعام 2019، التي تحتضنها بلاده مصر. صلاح الفائز بلقب أحسن لاعب أفريقي الموسمين الماضيين بلغ قبل أيام عامه الـ27، وهو محط آمال مصر على تحقيق اللقب الغائب منذ بطولة الغابون 2010. لقد برهن صلاح أنه الأهم في مباراة غينينا الودية، فبعدما كانت مصر متعادلة مع الضيوف صنع هدفين بطريقة رائعة لتفوز مصر بنتيجة 3-1.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Awaad
تريزيجيه المصري
لا يمكن أن يذكر صلاح دون الحديث عن الجناح الأيسر محمود حسن، الملقب بـ"تريزيجيه" (24 عاما). نجم نادي قاسم باشا التركي يتميز بالمهارة التقنية والمجهود الكبير، والإصرار والعزيمة، وكان سببا في صعود مصر لمونديال روسيا بحصوله على ركلة جزاء سددها صلاح في مباراة الكونغو. لقد خسر الاثنان نهائي أمم أفريقيا 2017، وعليهما الآن التعويض، مثلما عوض صلاح هذا العام خسارته نهائي دوري الأبطال العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/empics/G. Barker
عودة "النمس"
بعد غياب طويل عاد النجم التونسي يوسف المساكني إلى تشكيلة المنتخب التونسي المشارك في أمم أفريقيا 2019. مهاجم الدحيل القطري تمت إعارته بداية العام الجاري لمدة 6 شهور ليخوض أولى تجاربه في الملاعب الأوروبية، مع فريق "أويبن" البلجيكي. المساكني (28 عاماً) من أفضل اللاعبين الذين يجيدون مراوغة الخصم، والتسديد ويطلق عليه لقب النمس. انضم لمنتخب تونس في سن 19 عاما وخاض معه ثلاث بطولات أفريقية.
صورة من: picture-alliance/abaca
حارس الدوري السعودي
سيعتمد المنتخب التونسي أيضا على حارس نادي الشباب السعودي فاروق بن مصطفى (29 عاماً)، أحسن حارس مرمى بالدوري السعودي الموسم المنتهي. انضم لمنتخب تونس في أمم أفريقيا 2010، كما خاض معه منافسات كأس العالم بروسيا 2018. وإضافة إلى المساكني وبن مصطفى هناك نجوم عديدة في منتخب تونس مثل فرجاني ساسي نجم وسط الزمالك المصري والمهاجم وهبي الخزري نجم سانت اتيان الفرنسي.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Tereshchenko
بطل البرمييرليغ
النجم الجزائري رياض محرز (28 عاما)، هو الوحيد بين نجوم العرب بأمم أفريقيا 2019، الذي فاز بالدوري الإنجليزي. فقد فاز مع فريقه الحالي مانشستر سيتي هذا الموسم، بعدما سبق له تحقيق اللقب مع ليستر سيتي. محرز الذي يتميز بالرشاقة وبرود الأعصاب أمام المرمى مطالب الآن بتحقيق لقب للمنتخب الجزائري، الذي لم يفز سوى بأمم أفريقيا عام 1990، التي أقيمت آنذاك بالجزائر.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Batiche
بطل الدوري التركي
إذا كان محرز بطل الدوري الإنجليزي فإن سفيان فغولي (29 عاما) هو بطل الدوري التركي، فقد فاز مع فريقه غلاطا سراي باللقب هذا الموسم. شارك فغولي في نسختين سابقتين بكأس أمم أفريقيا ويقول عن نسخة 2019 "لا أفكر سوى في العودة بالكأس". ولدى منتخب الجزائر أيضا المهاجم بغداد بونجاح الفائز مع فريق السد بلقب الدوري القطري في الموسم المنقضي ويوسف بلايلي الفائز مع الترجي بلقب الدوري التونسي.
صورة من: picture-alliance/AP
بطل الدوري الهولندي
النجم المغربي حكيم زياش (26 عاما) واصل تألقه مع ناديه أياكس أمستردام وفاز معه بالدوري الهولندي وساهم هذا الموسم في بلوغه دور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا بعدما أقصى ريال مدريد ويوفنتوس قبل الخروج بشق الأنفس أمام توتنهام. إنه هداف خطير وصاحب مجهود ولذلك فهو هدف لكبار القارة الأوروبية مثل ريال مدريد وأرسنال وبايرن ميونيخ وغيرها، حسب وسائل إعلام.
صورة من: Reuters/M. Bazo
المرابط.. نور الدين أمرابط
الجناح المهاجم نور الدين أمرابط (32 عاماً) من أهم من يعول عليهم أسود أطلس للفوز باللقب. أصوله من الريف بشمال المغرب، لكنه ولد وترعرع في هولندا وتنقل بين عدة دوريات أوربية قبل أن يحط الرحال في النصر السعودي. أثار أمرابط إعجاب المغاربة بروحه القتالية العالية خلال مشاركة الفريق في مونديال روسيا 2018.
صورة من: AP
الظهور الأول للمرابطين
منتخبات العرب في أمم أفريقيا 2019 مرشحة جميعها للذهاب بعيدا بل والفوز بالبطولة فيما عدا منتخب موريتانيا، الذي حقق انجازا تاريخيا بصعوده إلى البطولة لأول مرة في تاريخها. فريق "المرابطين" بقيادة النجم سماعين دياكيتي يتواجد في مجموعة صعبة بها تونس ومالي وأنغولا. وإذا نجح في تحقيق أي فوز على هذه الفرق فسيكون ذلك بمثابة انجاز آخر.