في سيناريو مُشابه للموسم الماضي، تغلب فريق ريال مدريد على غريمه بايرن ميونيخ بـ2-1. وتطرح خسارة البايرن عدة تساؤلات عن قدرة العملاق الألماني التتويج بالثلاثية، فيما يُواصل زيدان نشر سحره الكروي على الملاعب الأوروبية.
إعلان
في مباراة برسم ذهاب نصف نهائي أبطال أوروبا، تغلب فريق ريال مدريد الإسباني على غريمه بايرن ميونيخ الألماني بـ2-1 في مدينة ميونيخ في سيناريو مُشابه للسنة الماضية. وتقدم الفريق البافاري بهدف سجله يوسوا كيميش في منتصف الشوط الأول، بيد أن ظهير "الميرنغي" مارسيلو، عادل الكفة قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، ثم أحرز البديل ماركو أسينسيو هدف الفوز في السوط الثاني.
ثلاثية بين الضياع والأمل!
ووضعت الخسارة حلم بايرن ميونيخ بالتتويج بالثلاثية في خطر، فيما يواصل زين الدين زيدان، ربان سفينة ريال مدريد، مسيرته الناجحة في الدفاع عن لقب مسابقة "الكأس ذات الأذنين" للمرة الثالثة على التوالي.
وطرحت أخطاء لاعبي البايرن أكثر من علامة استفهام عن قدرة الفريق على الفوز بالثلاثية هذا الموسم، خاصة وأن النادي البافاري يمتلك فرصة كبيرة للعودة مجدداً إلى منصة التتويج الأوروبية.
وتشير مجلة "كيكر" الألمانية المتخصصة إلا أن هزيمة بايرن ميونيخ أمام حامل لقب النسختين الماضيتين، ريال مدريد، قد صعبت من مهمة الفريق البافاري في العبور إلى المباراة النهائية لدوري الأبطال التي تقام في كييف، بيد أن المجلة أوضحت أن الصعود كذلك ليس مستحيلاً.
وأكد مدرب الفريق البافاري يوب هاينكيس أن لاعبيه قدموا "هدايا" إلى الفريق الملكي، الذي لم يتردد في معاقبة بايرن ميونيخ، بيد أن هاينكيس شدد على أن هناك مباراة عودة في الأسبوع القادم، وسيبذل الفريق كل ما في وسعه لتحقيق نتيجة إيجابية.
وأشار حارس الفريق البافاري الأسطوري أوليفر كان إلى أنه رغم الهزيمة أمام الريال، إلا أن بايرن ميونيخ قادر على تدارك النتيجة، وأضاف وفق ما نقل عنه موقع "شبورت1" الألماني أن "ريال مدريد يعرف قوة فريق بايرن ميونيخ".
وفي نفس السياق، يرى مهاجم الفريق توماس مولر أنه يمكن هزيمة النادي الملكي، مضيفا في تصريحات نقلتها صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينة" أن حظوظ الفريق البافاري لازالت قائمة للمرور إلى نهائي المسابقة الأوروبية العريقة.
ويملك العملاق الألماني كل مقومات العودة في النتيجة وقلب الطاولة على الفريق المدريدي، الذي انهار بشكل مثير للدهشة أمام فريق يوفنتوس برسم دور الربع نهائي من أعرق المسابقات الأوروبية في عالم الساحرة المستديرة.
وأثبت بايرن ميونيخ في أكثر من مرة أنه ند قوي للفرق الإسبانية، التي تغلب على الكثير منها في السنوات الأخيرة، إذ يمتلك البايرن فريقا يُعج بلاعبين من طينة كبيرة، وقادر على انتزاع بطاقة التأهل من قلب "البرنابيو" قلعة الفريق الملكي.
سحر زيدان
وفي الجهة المُقابلة، أظهر مدرب الريال زيدان قدرة كبيرة على قراءة مُجريات اللقاء بشكل دقيق، إذ تعامل مع أطوار المباراة بالكثير من الواقعية والمرونة في الوقت نفسه، فقد دفع بلوكاس فاسكيز منذ البداية من أجل الاستفادة من سرعته الكبيرة، وإجادته للأدوار الدفاعية وأجلس كريم بنزيما على دكة البدلاء، فيما تولى نجم الريال الأول رونالدو مهمة قيادة الهجوم.
علاوة على ذلك، فإن مدرب "الميرنغي" أجرى تبديلاً في مطلع الشوط الثاني، ودفع بصاحب اليسرى الساحرة أسينسيو مكان إيسكو من أجل ضرب دفاع البايرن بالهجمات المرتدة، وإيقاف صعود مدافع البايرن كيميش المتكرر إلى نصف ملعب ريال مدريد. والأكيد أن الريال وضع قدما في نهائي كييف، بيد أن البايرن أكد في أكثر من مرة أن المستحيل في كرة القدم ليس بافارياً.
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م