خلل في الهرمونات وتأخر في نمو الدماغ وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.. هذا ما تسببه بعض ألعاب الأطفال ومستلزماتهم بحسب الجمعية الألمانية للغدد الصماء، فكيف تحمي صحة طفلك؟
تحذر الجمعية الألمانية للغدد الصماء (DGE) من احتواء ألعاب الأطفال على مواد سامة تؤثر على هرموناتهم وصحتهم.صورة من: Sebastian Gollnow/dpa/picture alliance
إعلان
حذرت الجمعية الألمانية للغدد الصماء (DGE) من مواد نشطة هرمونياً موجودة في ألعاب الأطفال خطيرة على صحتهم. توجد هذه المواد في الألعاب البلاستيكية والدمى المحشوة وحتى الألعاب الإلكترونية، وجميعها يؤثر على صحة جهاز الغدد الصماء.
تتفاقم المشكلة مع الألعاب القديمة أو رخيصة الثمن، وعند الأطفال الأصغر سناً، لأنهم أكثر عرضة لملامسة الألعاب ووضعها في أفواههم، ولهذا يجب توخي الحذر عند اختيار ألعاب أطفالك.
هذه المواد الخطرة تؤثر على عمل الغدد الصماء ووظائف الهرمونات، حتى لو بكميات قليلة، وتشمل الفثالات، والبيسفينول، ومثبطات اللهب المبرومة، والمعادن الثقيلة، وبقايا المبيدات الحشرية.
توجد هذه المواد في البلاستيك والدهانات والطلاءات والمنسوجات، وتم اكتشافها في ألعاب الأطفال وغيرها من المنتجات التي نستخدمها يومياً.
خلل في توازن هرمونات الأطفال ومشاكل في النمو
قال الدكتور جوزيف كورلي، الأستاذ الأول في معهد الغدد الصماء التجريبي في شاريتيه - جامعة الطب في برلينفي تصريح نقلته الجمعية الألمانية للغدد الصماء: "يمكن لهذه المجموعات من المواد أن تُعطّل إشارات الجسم الهرمونية، حتى بكميات ضئيلة جداً، وأضاف أنها تؤثر بشكل خاص على الأطفال الذين لم تكتمل بعد حواجز الجلد والأغشية المخاطية لديهم"، وبحسب كورلي، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل في النمو، والتمثيل الغذائي، والتطور، والخصوبة.
قد تؤثر هذه المواد على هرمون الإستروجين أو التستوستيرون أو هرمونات الغدة الدرقية، وقد تُضعف نمو الدماغ وتؤدي إلى صعوبات في التعلم والتركيز، وقد تزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطانات المرتبطة بالهرمونات مثل سرطان الثدي أو الخصية.
هذه المواد الضارة موجودة أيضاً في منتجات الأطفال وملابسهم، وتحذر الجمعية من المنتجات والألعاب القديمة، لأنها قد تحتوي على مواد ملوثة محظورة منذ فترة طويلة في الاتحاد الأوروبي.
ويحذر أخصائيو الغدد الصماء من السلع المستوردة الرخيصة بشكل خاص، والتي تُوزع بشكل رئيسي عبر الأسواق الإلكترونية الكبيرة؛ لأنها تحتوي على مستويات عالية من الملوثات.
إعلان
كيف أحافظ على صحة طفلي أثناء اللعب؟
عند شراء ألعاب الأطفال ومستلزماتهم عليك أن تقتني عالية الجودة منها، وتجنب المنتجات والألعاب التي لها روائح نفاثة أشبه برائحة المواد الكيميائية، كما يُنصح بالتخلص من المنتجات البلاستيكية القديمة وتجنب شراء الألعاب البلاستيكية قدر المستطاع.
ومن المهم أيضاً تعريض الألعاب لتهوية جيدة قبل الاستخدام، وتنظيف المنتجات والألعاب القابلة للغسل، ويمكن فحص المنتجات قبل شرائها، وفي حال الشكّ فيها يمكن مراجعة قواعد بيانات الاستدعاء الأوروبية والوطنية.
يقول كورلي: "لا يُمكن للآباء وحدهم حل المشكلة. لكن كل قرار شراء واعي وكل نظرة نقدية للعروض المُفترضة يُساعد على تقليل تعرّض الأطفال للمخاطر"، ويضيف: "على المدى الطويل، نحتاج إلى إرشادات واضحة وضوابط صارمة حتى لا تصل إلى السوق إلا المنتجات التي لا تُشكّل مخاطر صحية يُمكن تجنّبها".
دُمى ولعب لإسعاد الأطفال في أعياد الميلاد
لايشغل أذهان الأمهات والآباء وأطفالهم مع قرب قدوم أعياد الميلاد شيئاً أكثر من الدمى واللعب. لابد لبابا نويل بعد أن ينتهي من قراءة طلبات الأطفال أن يتوقف في ألمانيا، ففيها سيجد كل ما يمكن لتحقيق رغباتهم.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Kalaene
في عام 1974 طرح هورست براندشتاتر في الأسواق الدمى الصغيرة/المنمنمة "بلاي موبيل" وهي مصنوعة من مادة البلاستيك، وتُشكل هذه الدمى جزءاً أساسياً من غرف نوم الأطفال في ألمانيا وبقية أنحاء العالم، وتُحَفِزبساطة صنع هذه الدمى مُخيلة وإبداع الأطفال. تعتبر شركة "بلاي موبيل" من أكبر شركات صناعة الدمى المُنمنمة في ألمانيا، وتتجاوز حجم مبيعاتها السنوية العالمية الـ600 مليون يورو.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
كان المخترع الألماني آرتور فيشر هو العقل المدبر لما تصنِعهُ شركة "فيشرتيكنيك". في عام 1965 قررت الشركة دخول عالم صناعة الدمى واللعب وذلك بعد أن حققت مصنوعاتها المبتكرة من هدايا أعياد الميلاد نجاحاً وشعبية ملفتين للنظر. تُساعد دمى ولعب "فيشرتيكنيك" على تحفيز اهتمام الأطفال بالتكنولوجيا والعلوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Deck
تأسست شركة "شلايك" للدمى المنمنمة في عام 1935 من قبل " فريدريك شلايك" كشركة كانت مختصة بالمنتجات البلاستيكية. ولم تظهر منتجات الشركة للدمى في الأسواق إلا في مطلع خمسينات القرن الماضي. ومن الحيوانات التي تُصَنعها الشركة: الديناصور والتنين، كما تُصنع الشخصيات الكرتونية التقليدية مثل "السنافر" و "سنوبي".
صورة من: picture-alliance/dpa
على مر عشرات السنين كان لشركة "ماركلين" الألمانية لصناعة القطارات الصغيرة أعداد كبيرة من المعجبين، فالشركة كانت رائدة في ميدان تصميم وصناعة هذه القطارات. بدأ ذلك كله في عام 1859 عندما قرر السباك ثيودور فريدريك فيلهيم ماركلين البدء بصناعة وإنتاج مستلزمات منازل الدمى. وبعد مرور ثلاثين عاماً صنع ماركلين أول قطار مُنمنم للعب الأطفال، وقد مهدت صناعة هذا القطار لنجاحات الشركة في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa
تُصَنع شركة "شتايف" دمىً ذات مواصفاتٍ فاخرة للأطفال ولهواة الاقتناء. بدأت الشركة بتصنيع الدمى ذات النوعية الفاخرة في عام 1880 في مدينة غينغن، التي تقع جنوب ألمانيا. ولربما تُعْرف مدينة "شتايف" بسبب شهرتها بصناعة الدبب الدمى منذ عام 1902، ولازالت الدببة تُصَنَع يدوياً في المصنع الذي يعود تاريخة إلى 103 سنوات خلت.
صورة من: Niedermueller/Getty Images
يقوم مصنع "كاثي كروز" في المدينة البافارية "دونوفورث" بتصنيع هذه الدمى التقليدية يدوياً منذ أكثر من 100 عام. ولدت الممثلة الألمانية كاثي كروز في عام 1883 وقد صَنعَت في عام 1905 أول دمية وقدمتها هدية لابنتها بمناسبة أعياد الميلاد. الملفت للنظر أن ما بدأ على شكل هواية سرعان ما لاقى نجاحاً وشعبية وأمسى تجارة رابحة.
صورة من: Imago/S. Schellhorn
لأكثر من خمسين عاماً ظلت الدمية التقليدية" باربي" تحتل صدارة غرف الأطفال في شتى أنحاء العالم. وتشتهر "باربي" بأزيائها الجميلة. غير أن "باربي" بدورها تتعرض لجملة من الانتقادات لأن هيئتها لا تروج لشكل غير واقعي للمرأة. يُذكر أن مبيعات الدمية "باربي" قد تراجعت في السنوات الأخيرة غير أنها لاتزال تُشكل أفضل ما تبيعه شركة "ماتيل" للدمى واللعب.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.v. Erichsen
الأطفال يحبون بناء وتركيب أشياء وأشكال مختلفة بهذه اللعبة المشهورة التي تعرف باللغة الدانمركية بإسمها المختصر "ليغو" ومعناه "العب جيداً"، وهو شعار التزمت به هذه الشركة الدانمركية لأكثرمن ثمانين عاماً. و تُعْتَبر الشركة من أكبر شركات الدمى واللعب في العالم. وقد عملت على خفض نسبة إنبعاث غاز الكربون عن طريق الإستثمار في الطاقة التي تُنْتَج بواسطة الرياح.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.J. Hildenbrand
ارتفاع أسعار الدمى واللعب يزيد يأس الكثير من الأباء والأمهات، ويترافق ارتفاع الأسعار مع ازدياد أرباح هذه الشركات. ليس بمقدور أي شخص كان أن يشتري دمية أو لعبة جديدة، غير أن الأطفال عادة يحسنون التعامل مع ما يتوفر لديهم. طفل من جمهورية الكونغو الديمقراطية يلعب بشاحنة صغيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Langenstrassen
رغم الجدل القائم بشأن القيم التربوية التي تتعلق بهذه الألعاب، فإن شعبية ألعاب الفيديو زادت بين الأطفال واليافعين من مختلف الأهواء والمشارب. وعلى عكس ما يعتقده الأهل، فإن أغلب الأطفال واليافعين يعتبرون ألعاب الفيديو وسيلة لتعزيز التفاعل الاجتماعي وليس إلى جنوح الفرد إلى العزلة عن المجتمع. ومن الممكن لألعاب الفيديو أن تطور مهارات الأطفال واليافعين.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Grubitzsch
مع تطور التكنولوجيا تتطور الدمى واللعب بالمقابل، وتتوفر في أيامنا هذه أجهزة ذكية يمكن أن تُربط بأجهزة أخرى محمولة لمساعدة الأطفال على تطوير مهارات في البرمجة، وفي الوقت نفسه يُمكنها أن توفر لهم بيئة آمنة يقومون من خلالها بالتعلم واللعب والنمو.