بعد مقتل ياسر أبو شباب، تعهد خليفته غسان الدهيني، القائد الجديد لميليشيا "القوات الشعبية" المدعومة من إسرائيل، بمواصلة الحرب ضد حماس.
مقاتلون من حماس في قطاع غزةصورة من: Yousef Masoud/ZUMA Press/picture alliance
إعلان
تعهد غسان الدهيني، القائد الجديد لما تُعرف بميليشيا "القوات الشعبية" المدعومة من إسرائيل في جنوب غزة، بمواصلة تعزيز حملة جماعته ضد حماس بعد مقتل قائدها السابق، ياسر أبو شباب. وقال الدهيني في مقابلة مع القناة الثانية عشر الإسرائيلية أوردتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت (السادس من كانون الأول/ديسمبر 2025)، إنه لا يخاف من حماس، قائلا: "كيف أخاف من حماس وأنا أقاتل حماس؟". وأضاف "أقاتلهم، أعتقل أهلهم، أصادر معداتهم، أقاتلهم وأدفعهم للتراجع. أفعل ما يستحقونه، باسم الشعب والأحرار".
وبالأمس، نشرت الميليشيا مقطع فيديو استعراضيا على صفحة تابعة لها بمنصة فيسبوك، يظهر فيه الدهيني بزيه العسكري وهو يتفقد تشكيلا من المقاتلين.
وقال الدهيني إن فيديوهات الأمس كانت تهدف إلى إثبات أن الميليشيا "مستمرة في العمل" رغم فقدان قائدها .. غيابه مؤلم، لكنه لن يوقف الحرب على الإرهاب".
من هو الدهيني؟
واستعرض الدهيني أيضا خططا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في المنطقة الخاضعة لسيطرة الميليشيا، والتي يقول إنها ستكون بمثابة منطقة آمنة للمدنيين "المؤمنين بالسلام".
كان أبو شباب قد قتل أول امس الخميس في جنوب قطاع غزة، في حادث رجحت وسائل إعلام إسرائيلية أنه وقع على خلفية خلافات داخلية. وينحدر الدهيني (39 عاما) من قبيلة الترابين البدوية - نفس قبيلة أبو شباب - وكان يقود في السابق الجناح المسلح للميليشيا تحت قيادته. وقبل انضمامه إلى الجماعة، عمل ضابطا في جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية حتى سيطرة حماس على غزة عام 2007، وفقا للقناة الثانية عشر الإسرائيلية.
وفي وقت لاحق، أفادت التقارير أنه أصبح قائدا في "جيش الإسلام"، المرتبط ارتباطا وثيقا بتنظيم داعش، واعتقلته حماس في مرحلة ما وأدرجته على قائمة المطلوبين لديها.
يشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
م ف (د ب أ)
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م