خليفة ميركل تؤكد أنها لا تعمل على ترك المستشارة منصبها
١٢ مايو ٢٠١٩
رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغريت كرامب كارنباور تؤكد أنها لا تعمل من أجل استبدال مبكر لأنغيلا ميركل في منصب المستشارية. كما أن وزير الداخلية لا يرى بوادر لانهيار الائتلاف الحاكم في برلين، رغم بعض التكهنات.
إعلان
أكدت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي أنغريت كرامب كارنباور لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الصادرة اليوم الأحد (12 آيار/ مايو 2019) أنها لا تنوي تعويض المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منصبها قبل انتهاء ولاية الحكم التي تنتهي في 2021. وتولت رئيسة وزراء ولاية زارلاند السابقة في ديسمبر عن ميركل رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، وتوجد منذ ذلك الحين تكهنات حول تغيير في المستشارية أو انتخاب جديد قبل انتهاء الفترة التشريعية في عام 2021. ونفت المستشارة ميركل في نهاية نيسان/ أبريل الماضي تكهنات تدعي أنها تعتزم مباشرة بعد الانتخابات الأوروبية في الـ 26 من مايو إعلان انسحاب من منصبها. وأشارت رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي إلى أن هذا الحزب سيعتمد خلال مؤتمر في خريف 2020 برنامج مبادئ جديد، وخلال هذا المؤتمر الحزبي يعتزم النواب حسم قضية المرشح للمستشارية في عام 2021.
زيهوفر يؤكد التشبت بهذه الحكومة
وذكر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أنه لا يرى أي بوادر على انهيار الائتلاف الحاكم أو تغير في قيادة المستشارية. وعن تكهنات حول حدوث مثل هذه التغيرات عقب انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة نهاية هذا الشهر، قال زيهوفر في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" الألمانية إنه "لن يحدث شيء مطلقا" عقب الانتخابات.
وذكر زيهوفر أن التحالف المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة أنغيلا ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي يعملان معا على نحو جيد ومفعم بالثقة، مضيفا أنهما سيواصلان انتهاج سياسة عقلانية حتى انتهاء الفترة التشريعية الحالية عام 2021. وناشد زيهوفر جميع الأطراف بالاستمرار في التحلي بالذكاء والتعقل.
ويجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري المنتمي إليه زيهوفر) والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وذكر زيهوفر أنه رغم جميع الاختلافات، فإن الائتلاف الحاكم لديه الكثير من القواسم المشتركة.
وأشار زيهوفر إلى أن المراجعة المنصوص عليها في ميثاق الائتلاف الحاكم للاتفاقات بين طرفي الائتلاف التي ستُجرى الخريف المقبل ليس الغرض منها أن "نرى ما إذا كنا سنتوقف عن مواصلة الائتلاف، بل لنرى ما المشاريع الجديدة التي سنتفق عليها".
وفي الوقت نفسه، أشاد الرئيس السابق للحزب البافاري وحكومة ولاية بافاريا بالمستشارة أنغيلا ميركل رغم خلافه الطويل معها على نحو ملحوظ، وقال: "ربما خضت أكثر المناقشات معها، لكن هذا لم يؤثر على تقديري لها مطلقا. إنها الأفضل في هذه الحكومة".
وذكر زيهوفر أن ميركل تدخل في مواجهات من أجل ألمانيا، مضيفا أنه لا يوجد أحد في أوروبا يتمتع بنفس القدر من الثقة الذي تتمتع به ميركل، وقال: "ينبغي لنا في التحالف المسيحي أن نشعر بالفخر بأن شخصية بارزة كهذه تأتي من صفوفنا".
م.أ.م/ ع.خ ( د ب أ)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة