خمسة أدلة تُبرهن على خطر تغير المناخ على صحة الإنسان
١٧ نوفمبر ٢٠٢٤
كشفت ورقة بحثية نشرتها مجلة "ذا لانسيت" الطبية المرموقة، عن خمسة أسباب تؤكد خطر تفاقم تداعيات ظاهرة تغير المناخ على صحة البشر. التقرير التالي يسلط الضوء على هذه الأسباب الخمسة.
إعلان
مع استمرار انعقاد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين للمناخ في باكو (كوب29)، دقت دراسة حديثة ناقوس الخطر إزاء المخاطر الصحية التي يتسبب فيها تغير المناخ على صحة الإنسان.
يتزامن هذا مع تقديرات مخيفة تشير إلى أنه بحلول نهاية هذا القرن، قد يكون تغير المناخ سببا في وفاة أكثر من ثلاثة ملايين شخص سنويا أي خمسة أضعاف حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية.
ونشرت مجلة "ذا لانسيت" نتائج دراسة قامت بها لجنة علمية، للوقوف على "التهديدات الصحية" الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ على البشر.
وقالت الدارسة إن كافة قارات العالم سوف تتأثر بمثل هذه المخاطر الصحية خاصة أفريقيا التي ستكون الأكثر تضررا من تغير المناخ رغم أن القارة السمراء الأقل مساهمة في تلوث البيئة.
انتشار امراض معدية جديدة
وأضافت الدراسة أن التغيرات الجذرية التي تتطرأ على البيئة سوف تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض معدية مميتة مثل الملاريا وحمى الضنك وفيروس غرب النيل. وأشارت الدراسة أن النماذج المستقبلية توضح أن أسراب البعوض قد تنتقل إلى مناطق من أفريقيا إلى أوروبا.
ولا يتوقف الأمر على ذلك، بل قالت الدراسة إن حشرات القراد الطفيلية التي تنقل فيروس حمى القرم، قد تنتقل في حالة تفاقم تداعيات ظاهرة تغير المناخ، من أفريقيا إلى أوروبا.
واستشهدت الدراسة بتحذير صدر عن منظمة الصحة العالمية قبل عامين من أن تفشي الإيبولا في جميع أنحاء أفريقيا أصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ مع استمرار انتقال الخفافيش، التي تعد المصدر المحتمل للفيروس، بحثا عن موائل جديدة للتكاثر.
سوء التغذية
قالت الدراسة إن تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي. وأشارت إلى أن هطول الأمطار غير المنتظم في غانا خلال موسم الأمطار العام الجاري تسبب في معاناة أكثر من مليون شخص من سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي الحاد.
تتوقع الأمم المتحدة أن يئن أكثر من 600 مليون شخص تحت وطأة الجوع بحلول عام 2030، بسبب التأثيرات الناجمة عن ظاهرة تغير المناخ ونقص المساعدات والتدابير الحكومية.
وقالت الدراسة إنه بحلول عام 2030، سيعاني ما بين مليون ونصف المليون طفل دون سن الخامسة، من نقص النمو بسبب تغير المناخ، مما يؤدي أيضًا إلى تفاقم تعرضهم للأمراض المعدية مثل الملاريا.
إعلان
نقص الرعاية الصحية
أشارت الدارسة إلى أن ظواهر الطقس المتطرف قد تعيق وصول الالاف إلى مرافق الرعاية الصحية.
وقالت الدراسة إن ثلثي بلدان العالم تمتلك تدابير لتنفيذ خطط طوارئ صحية، مشددة على أنه يتعين على كافة دول العالم أن تمتلك خطط طوارئ صحية لحماية السكان خاصة مع تزايد تكرار ظواهر الطقس المتطرفة وصعوبة التنبؤ بها.
تلوث الهواء
وقالت الدراسة إن تلوث الهواء يعد من أكثر التأثيرات المباشرة الناجمة عن تغير المناخ خاصة في البلدان الصناعية.
وفي ذلك، عزت السلطات الطبية البريطانية وفاة أكثر من 36 ألفا سنويا إلى تلوث الهواء في المملكة المتحدة، مع ارتفاع هذا العدد إلى مليوني في الصين.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الأمر يرجع جزئيا إلى الإصابة بأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو.
الإجهاد الحراري
قالت الدراسة إن الكثير من الناس تعرضوا للإجهاد الحراري العام الماضي أكثر من الأعوام السابقة في الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وأشارت الدراسة إلى ارتباط الإجهاد الحراري بالإصابة بأمراض مثل حصوات الكلى والربو والنوبات القلبية.
م ف
المغرب.. كيف خلقت الأمطار الغزيرة بحيرات في الصحراء؟
عادة ما تكون الصحراء الكبرى في شمال وغرب إفريقيا واحدة من أكثر الأماكن جفافاً على وجه الأرض. لكن قبل أسابيع تسببت الأمطار الغزيرة في تكوين بحيرات في الصحراء. النموذج من المغرب.
صورة من: Stelios Misinas/REUTERS
مياه مع الكثبان الرملية
ما تراه هنا ليس سرابا، هذه الكثبان الرملية في الصحراء مغطاة جزئيا بالمياه. وقع هذا الحدث الفريد في بداية سبتمبر/أيلول، في منطقة مرزوقة، جنوب شرق المغرب. عاشت المملكة المغربية أياما من الأمطار الغزيرة، التي تجاوزت كمية الأمطار خلالها 200 لتر لكل متر مربع، وهو المقدار الذي يهطل عادة في المنطقة خلال عام واحد.
صورة من: Stelios Misinas/REUTERS
مشهد نادر
في هذه الكثبان الرملية، غاصت أشجار النخيل في المياه بشكل شبه تام، لأن التربة الجافة غير قادرة على امتصاص سوى كميات ضئيلة من المياه، ولأن الصحراء لا تحتوي على نباتات قادرة على حبس الماء، ما جعل الأمطار تتجمع في الوديان والمنخفضات، وأدت إلى تكوين بحيرات مؤقتة كبيرة استمرت لمدة الوقت. أطلقت أسماء على بعض هذه البحيرات لها، مثل بحيرة ياسمينة في مدينة مرزوقة، التي نراها هنا.
صورة من: Stelios Misinas/REUTERS
"نعمة من السماء"
هذه المناظر الفريدة كانت لصالح السياحة في المنطقة، إذ تسببت الأمطار الغزيرة في ازدهار السياحة. يقول المرشد السياحي يوسف آيت شيغا لوكالة فرانس برس: "نحن سعداء للغاية بالأمطار الأخيرة". لكن ليس السياح وحدهم، فالأمطار عموما تعدّ في المغرب، خصوصا في المناطق الجافة "نعمة من السماء".
صورة من: AFP
بحيرات سريالية
إذا رأيت هذه البحريات من أعلى، وكنت من عشاق الفن التشكيلي، ستذكرك هذه المنحنيات الناعمة للبحريات بلوحة لسلفادور دالي، خصوصا أن المشهد يبدو بالفعل سريالياً بالقدر نفسه في وسط الصحراء. لكن هطول الأمطار الغزيرة في الصحراء الكبرى لم يعد أمرا غير معتاد، فقد ذكرت الجامعة التقنية في زيورخ وقوع أكثر من 42 ألف حالة هطول أمطار غزيرة في أكبر صحراء في العالم بين عامي 2000 و 2021 وحدهما.
صورة من: AP/dpa/picture alliance
نعمة في زمن الجفاف
لكن يبقى حجم الأمطار الغزيزة الحالية غير عادي، إذ يقول خبير الأرصاد الجوية المغربي الحسين يوعابد لوكالة أسوشيتد برس: "لقد مرت 30 إلى 50 عامًا منذ أن شهدنا مثل هذا القدر من الأمطار في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن"، مؤكدا أن الأمطار "نعمة للواحات والزراعة التي ضربها الجفاف في المغرب".
صورة من: AFP
ست سنوات متتالية من الجفاف
هذه النقاط الزرقاء التي توضحها صور الأقمار الاصطناعية، تبين مكان البحيرات التي تشكلت بعد الأمطار الأخيرة. سقوط المطر هو موضع ترحيب في المغرب، فالمملكة عانت من جفاف كبير شمل جل أقاليمها، وتراجعت نسبة سقوط الأمطار عام 2023 إلى النصف تقريبا. لكن البشرى في المغرب هو عودة المياه لكثير من البحريات، ومنها بحيرة إيريكي، جنوب المملكة، التي كانت قد جفت لمدة 50 عاما.
صورة من: NASA Earth/Zumapress/picture alliance
وجه آخر للمطر الغزيز
لكن مع ذلك، هناك وجه آخر للمعاناة بسبب الفيضانات. فقد لقي 18 شخصا مصرعهم نتيجة الفيضانات المفاجئة، خصوصا في إقليم طاطا جنوب المملكة، كما دمرت عدد من المباني خصوصا في القرى. ووفق الهيئة المغربية للأرصاد الجوية، فإن الأمطار الغزيرة كانت بسبب "كتلة هوائية استوائية غير مستقرة للغاية".
صورة من: Stelios Misinas/REUTERS
تغير المناخ يؤثر على المملكة
تؤكد فاطمة دريوش، خبيرة المناخ المغربية، لوكالة فرانس برس: "كل شيء يشير إلى أن هذا مؤشر على تغير المناخ". كما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية المغربية أن حوادث هطول الأمطار الغزيرة قد تصبح أكثر تواترا نتيجة لتغير المناخ.