خمسة أسباب للتخلي عن استخدام المياه المعبأة .. فما هي؟
٣٠ يناير ٢٠٢٤
ينصح خبراء ومختصون في الصحة والبيئة بتقليل استخدام المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية. وتشير أبحاث ودراسات مختلفة إلى تأثيرات صحية وبيئية وحتى اقتصادية سلبية لاستخدام هذا النوع من المياه. فما هي أسباب هذه النصحية؟
إعلان
يستخدم الكثيرون منا المياه المعبأة وخصوصاً خلال التنقل والرحلات. لكن أبحاثاً حديثة سلطت الضوء على عدد من المخاوف المحيطة بهذه الممارسة المنتشرة.
فما الذي دفع العلماء والخبراء للنصح بالتوقف عن شرب واستخدام المياه المعبأة؟
1. التلوث الكيميائي
بحسب موقع "وان غرين بلانيت" فإنه يمكن للزجاجات البلاستيكية، وخاصة تلك المصنوعة من البولي إيثيلين تيريفثاليت (PET)، أن تطلق مواد كيميائية ضارة في المياه.
وتعتبر مركبات ثنائي الفينول - ألف (BPA) والفثالات مركبات شائعة توجد في المواد البلاستيكية وترتبطان بمشاكل صحية مختلفة، بما في ذلك الاضطرابات الهرمونية، ومشاكل الإنجاب، والتأثيرات المسببة للسرطان المحتملة.
ويمكن لهذه المواد الكيميائية أن تتسرب إلى الماء، خاصة عندما تتعرض العبوات البلاستيكية للحرارة أو لأشعة الشمس. وينصح العلماء باستخدام حاويات بديلة مصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ بما يضمن مياه شرب أكثر أمانًا.
2. التأثير البيئي
يمثل إنتاج زجاجات المياه البلاستيكية والتخلص منها مشكلة بيئية كبيرة . يساهم استخراج ومعالجة الوقود الأحفوري بهدف إنتاج البلاستيك في انبعاثات غازات الدفيئة وتغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب إنتاج الزجاجات البلاستيكية كميات هائلة من الماء والطاقة، بحسب موقع "ووتر رايت".
وفقاً لدراسة نشرها معهد المحيط الهادئ، يستغرق الأمر ما يقرب من ثلاثة أضعاف حجم الماء الموجود في الزجاجة لإنتاج الزجاجة نفسها. علاوة على ذلك، فإن نقل المياه المعبأة لمسافات طويلة يزيد من انبعاثات الكربون، في حين أن اختيار البدائل مثل مياه الصنبور أو المياه المفلترة يقلل من التأثير البيئي الإجمالي.
3. مصادر المياه المشكوك فيها
خلافًا للاعتقاد الشائع، لا تأتي أغلب المياه المعبأة من ينابيع طبيعية نقية، إذ تحصل العديد من الشركات الكبرى والعلامات التجارية الشهيرة على مياهها من المصادر العادية كالأنهار والبحيرات، والتي تخضع لعمليات معالجة مماثلة لمياه الصنبور، وفقاً لموقع "مجموعة العمل البيئية".
وحدث في عدة وقائع سابقة بدول مختلفة أن تم اكتشاف مياه عادية معبأة من الصنبور في عبوات بلاستيكية وبيعت على أنها مياه معدنية من آبار أو ينابيع.
4. ثمن باهظ وتكلفة مرتفعة
تعتبر المياه المعبأة أغلى بكثير مقارنة بمياه الصنبور. وتكلف المياه المعبأة في زجاجات أكثر بكثير من تكلفة مياه الصنبور، مما يجعلها عبئاً مالياً غير ضروري.
والأمر يعني ببساطة أن المستهلكين قد يدفعون مبلغاً كبيراً في مقابل المياه التي لا تتميز في شيء تقريباً عن مياه الصنبور. بل إنه من خلال استخدام مياه الصنبور، يمكن للأفراد أن يثقوا على الأقل في جودة وسلامة مياه الشرب الخاصة بهم مع توفير المال.
علاوة على ذلك، فإن النفقات التراكمية لشراء المياه المعبأة بانتظام تمثل عبئاً على البيوت. ومن خلال التحول إلى مياه الصنبور، يمكن للأفراد توفير المال مع تقليل كمية النفايات الناتجة عن الزجاجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.
5. استهلاك كثيف للطاقة
تتطلب دورة حياة المياه المعبأة، من الإنتاج إلى النقل والتبريد، مدخلات كبيرة من الطاقة.
ويساهم تصنيع الزجاجات البلاستيكية وتعبئتها بالمياه ونقلها إلى مواقع مختلفة في ارتفاع إجمالي استهلاك الطاقة المرتبط بالمياه المعبأة. ويساهم هذا الطلب على الطاقة في انبعاثات الكربون ويؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
ومن خلال اختيار مياه الصنبور، يقلل الأفراد من البصمة الكربونية المرتبطة باستهلاك المياه ويساهمون في مستقبل أكثر استدامة.
عماد حسن
الوجه البشع للتلوث البلاستيكي
تنتشر النفايات البلاستيكية على السواحل الخلابة، متسببة في اختناق الحيوانات البحرية والطيور. شغف الإنسان المعاصر بالبلاستيك يؤدي إلى خسائر بيئية هائلة. في هذه الجولة المصورة نستعرض بعض مخاطر البلاستيك.
صورة من: Daniel Müller/Greenpeace
زمن البلاستيك
يعتبر البلاستيك من المواد الأكثر شعبية، فهي خفيفة ومتينة. أنتجت اليد البشرية حوالي 8.3 بليون طنا منها، منذ أن بدأ إنتاجها سنة 1950. ولأنها مادة لا تتحلل بيولوجيا بسهولة، فإن معظم ما صُنع يوجد الآن في مدافن النفايات؛ كما هو الحال في هذه الصورة بضواحي نيروبي. كثير من جامعي القمامة يبحثون عن البلاستيك القابل لإعادة التدوير من أجل كسب لقمة عيشهم إلا أن الكثير من البلاستيك ينتهي به الأمر في المحيط.
صورة من: Reuters/T. Mukoya
أنهار البلاستيك
أكثر من 90 بالمائة من البلاستيك ينتهي به الأمر في البحرعن طريق 10 أنهار: نهر يانغتسى، نهر السند، النهر الأصفر، نهر هاي، النيل، نهر الغانج، نهر اللؤلؤ، نهر آمور، نهر النيجر ونهر ميكونغ. تتدفق إلى هذه الأنهار كميات كبيرة من النفايات نتيجة غياب البنية التحتية لهذه المناطق وارتفاع عدد السكان فيها. هنا، يقوم صياد في الفلبين بمحاولة تخليص شباكه المليئة بالأسماك وسرطان البحر من المياة المليئة بالبلاستيك.
صورة من: picture-alliance/Pacific Press/G. B. Dantes
بداية الحياة في عالم بلاستيكي
بعض الحيوانات وجدت طرقا لاستخدام بقايا البلاستيك، كهذه البجعة التي بنت عشها فوق بقايا من المادة في بحيرة كوبنهاغن السياحية. وضعت البجعة فراخها وسط النفايات. ليست هذه البداية بالضرورة بداية جيدة للحياة. لكن النتيجة تكون أسوأ لدى حيوانات أخرى.
صورة من: picture-alliance/Ritzau Scanpix
نتائج مميتة
بالرغم من أن البلاستيك مادة تعمر طويلا، ويمكن استخدامها في منتجات تبقى لفترة طويلة أيضا كالأثاث والأنابيب، إلا أن 50 بالمائة من البلاستيك يستخدم في المنتجات ذات الاستخدام الواحد، مثل أدوات الأكل. الحيوانات، مثل هذا البطريق، تتعرض لخطر الوقوع في فخ من المواد البلاستيكية والاحتباس بداخله والموت نتيجة ذلك.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Balance
تناول البلاستيك
بعض الحيوانات الأخرى تتغذى على البلاستيك عن طريق الخطأ. هذا الطائر، من نوع القطرس، تم العثور عليه ميتا وفي معدته قطعا من البلاستيك. وفقا لدراسة تناولت 34 نوعا من الطيور البحرية في شمال أوروبا، وروسيا، وأيسلندا، وسفالبارد، وجزر فارو والدول الاسكندنافية وغرينلاند، فإن 74 بالمائة منها تناول البلاستيك. تناول المادة يتسبب في ضرر الأعضاء كما يمكنه أن يؤدي لانسداد في الأمعاء.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos/R. Olenick
قاتل الحوت
حتى الحيوانات ذات الحجم الكبير لا تسلم من عواقب استهلاك البلاستيك الوخيمة. هذا الحوت، وُجد في قناة في تايلاند وهو يختنق، أثناء محاولته السباحة. رجال الإنقاذ حاولوا نجدته، لكنه توفي بعد أن تقيأ خمسة أكياس بلاستيكية. أثناء التشريح، عثر الأطباء البيطريون على 80 كيسا للتسوق في بطن الحوت، كما أدت القمامة البلاستيكية الأخرى إلى انسداد معدته، لذلك عجز هذا الكائن البحري على هضم الأطعمة المغذية الأخرى.
صورة من: Reuters
بلاستيك مرئي وغير مرئي
القطع الكبيرة من البلاستيك التي تتمايل على سطح المحيط، نراها ونعرفها جيدا، كما يتضح هنا قبالة ساحل هاواي. ولكن هل تعلم بوجود تريليونات من جزئيات البلاستيك الدقيقة التي يقل قطرها عن 5 مم، التي تطفو هناك؟ هذه الجسيمات في نهاية المطاف تتحول إلى غذاء للحيوات البحرية والأسماك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/NOAA Pacific Islands Fisheries Science Center
نهاية في الأفق؟
تم اتخاذ تدابير مؤقتة لخفض استخدام المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في بعض البلدان الإفريقية مع فرض حظر على الأكياس البلاستيكية بها، كما يبحث الاتحاد الأوروبي عن وسيلة لحظر تلك المنتجات. لكن إذا استمراستهلاك البلاستيك مثلما هو الحال الآن، فسيكون هناك نحو 12 مليار طن متري من البلاستيك على سطح هذا الكوكب بحلول عام 2050، حسب ما يتوقع العلماء. الكاتبة: جنيفر كولنز (م.م)