خمس حقائق عن دواء الوقاية من فيروس نقص المناعة المُكتسبة
٤ سبتمبر ٢٠١٩
بداية من شهر سبتمبر سيتمكن الأشخاص في ألمانيا من سن 16 عاما فما فوق من المعرضين لخطر فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) من الحصول على دواء Prophylaxis Pre-exposure للوقاية من الإصابة به .. فهل يقي ذلك من الفيروس القاتل؟
إعلان
طريقة عمل الدواء
العديد من الأشخاص الحاملين لفيروس نقص المناعة المُكتسبة (إتش.آي.في) لا يعلمون بأنهم يحملونه، بما يضع مسؤولية التحصن ضد الإصابة بالفيروس على عاتق الأشخاص السليمة، حيث يصيب الفيروس خلايا جهاز المناعة بجسم الإنسان ما يتلف أو يدمر هذه الخلايا ويوقفها عن أداء وظيفتها.
وبتناول دواء Prophylaxis Pre-exposure يمكن للأشخاص المُعرضون للإصابة بالفيروس التقليل من خطر الإصابة به، حيث يعمل هذا الدواء بنفس الطريقة التي تعمل بها حبوب منع الحمل بتناولها يوميا.
فاعلية الدواء
وكحبوب منع الحمل، فإن فاعلية هذا الدواء المعروف اختصار بـ(PrEP( تتوقف على التزام الشخص بتناوله، إذ أن فاعلية العلاج الجديد تصل إلى حوالي 100% في حالة تناوله كما ينصح الطبيب تماما، خاصة بالنسبة للنساء اللاتي عليهن تناوله يوميا حتى يكون العلاج فعالا في مقاومة الإصابة بالفيروس.
ووفقا لدراسة حديثة بجامعة سان فرانسيسكو الأمريكية، قام ربع الرجال من الممارسين لعلاقات جنسية مع ذكور بدون وسائل وقاية والمُعرضين للعدوى بالفيروس بتناول PrEP، أمكن أن يقلل معدل الإصابة بالفيروس بحوالي 30%.
كما يعتقد الباحثون بنفس الجامعة أن انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة عن طريق العلاقات الجنسية يمكنه أن ينخفض بمعدل 96% في حالة تناول هذا الدواء على نطاق واسع.
تناول كمية أقل من الجرعة اللازمة
نقص الوعي وانخفاض التمويل بقطاع الرعاية الصحية وارتفاع تكلفة العلاج والوصمة الاجتماعية التي يوصم بها المُصاب بفيروس نقص المناعة والمقربين منه كلها تعتبر عوائق تقلل من فاعلية الاعتماد على هذا العلاج حول العالم.
وتوصلت الدراسات إلى أن عددا من مقدمي الخدمات الصحية يمارسون التمييز ضد بعض المرضى ما يحرمهم من الحصول على العلاج.
مُعدل الأمان
تناول دواء PrEP لا يشكل خطورة حيث ثبت بأن استخدامه يشبه استخدام الأسبرين والمسكنات التي لها معدلات منخفضة من الأعراض الجانبية الخطيرة.
وتوصلت دراسة أجريت في دولة جنوب أفريقيا عام 2017 حول استخدام المراهقين الناشطين جنسيا لذلك العلاج إلى كونه أمن.
هل يقي من الأمراض الأخرى المنقولة جنسيا؟
تناول الـ PrEP لا يقي من خطر الإصابة بالأمراض والفيروسات الأخرى التي يمكن أن تنتقل من خلال الممارسة الجنسية؛ مثل الهربس التناسلي والسيلان والزهري وجرثومة الكلاميديا، في حالة عدم استخدام وسائل للوقاية من انتقال العدوى.
وأخيرا ينبغي استشارة الطبيب المختص فيما يتعلق بفاعلية هذا الدواء وطرق استخدامه وللحصول على الوصفة الطبية المناسبة.
حقائق وأرقام عن الإيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب
قدمت الأمم المتحدة إحصائيات جديدة عن الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز، الذي بات أحد أمراض عصرنا. إليك معلومات وحقائق عن هذا المرض:
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
ما الفرق بين فيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز؟
يدل الرمز HIV على فيروس نقص المناعة المكتسب، الذي يدمر خلايا معينة من الجهاز المناعي. بدون علاجه يمكن لمسببات الأمراض مثل البكتيريا والفطريات أو الفيروسات مهاجمة الجسم. فيُصاب بالأمراض المختلفة كالالتهاب الرئوي الحاد. وهنا يصبح الإنسان مريضاً بالإيدز. لا يموت المريض بإصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة، لكن بسبب أحد هذه الأمراض التي لم يعد الجسم قادراً على مقاومتها.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/B. Coleman
متى شُخصت الإصابة الأولى؟
رغم الكثير من التكهنات والنظريات عن تاريخ المرض، وبعضها لا يخلو من نظرية المؤامرة، فقد تم تشخيص أولى حالات الإصابة بالإيدز في الخامس من حزيران/ يونيو 1981 عندما اكتشفت وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدداً من حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بالمتكيسة الجؤجؤية لدى خمسة رجال من المثليين في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Goldsmith
هل ما زال المرض قاتلاً؟
في الثمانينات لم يكن هناك أي أدوية لعلاج العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب، فقد كانت الإصابة به تعني عملياً الإصابة بالإيدز، وكان تشخيص "فيروس نقص المناعة المكتسب" معادلاً لـ "الحكم بالموت". عمَّ حينها الخوف من وباء حقيقي. وفي منتصف التسعينات ظهرت أولى الأدوية في السوق، والتي يمكن أن تبطئ تطور المرض على الأقل رغم آثارها الجانبية الخطيرة.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
ما حجم خطر العدوى؟
الفيروسات هي المسؤولة عن العديد من الأمراض المعدية لدى الإنسان، بعض الفيروسات كفيروسات الإنفلونزا يمكنها أن تنتقل بسرعة كبيرة نسبياً، ويكفي أحياناً التعرض لسعال الآخرين في الباص مثلاً لانتقال العدوى. لكن انتقال فيروس HIV أكثر صعوبة، إذ لا ينتقل بالتقبيل أو السعال أو استخدام المرحاض ذاته مع مصاب.
كيف تحصل العدوى؟
لا يداهم خطر الإصابة بالفيروس إلا عندما تدخل سوائل الجسم المحتوية على كمية كبيرة من الفيروسات إلى جسم شخص آخر. ويحدث ذلك تقريباً في حالات ثلاث: ممارسة الجنس، وبالحقن الملوثة بدم المصابين عند تعاطي المخدرات مثلاً، وأثناء الحمل والولادة أو الرضاعة الطبيعية من الأم الحاملة للفيروس.
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يمكن الشفاء منه؟
فيروس نقص المناعة المكتسبة ما يزال غير قابل للشفاء، لكنه قابل للعلاج. هناك أدوية فعالة تحدد من نشاط هذا الفيروس في الجسم وبالتالي تمنع ظهور الإيدز. هذه الأدوية لها أيضاً آثار جانبية أقل من سابقاتها، لذلك يمكن للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة اليوم أن يعيشوا حياة طبيعية بمتوسط العمر المتوقع. لكن يبقى من المهم الكشف عن العدوى والمعالجة بالدواء في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Farrell
كيف تؤدي الإصابة إلى الوفاة؟
هنا تكمن المشكلة، إذ ما يزال هناك العديد من الأشخاص المصابين في العالم الذين لا يتلقون أي دواء. وبدون المعالجة يؤدي فيروس نقص المناعة المكتسب في النهاية إلى الوفاة. ما تزال هناك العديد من الإصابات التي لم يتم التعرف عليها بعد، سواء كان ذلك بسبب عدم ذهاب الشخص إلى الطبيب أو بسبب عدم تفسير الأعراض بشكل صحيح أو بسبب عدم وجود طبيب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Tabassum
الحاجة لمزيد من التوعية
... من جانب آخر ما تزال حكومات بعض دول العالم وأنظمتها تقلل من مشكلة الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب والإيدز أو تغلفها بصمت مطبق لأسباب سياسية أو أيديولوجية أو دينية أو أخلاقية، لتحرم المصابين من فرصة الحصول على العلاج.
صورة من: Getty Images/T.Weidman
كم عدد المصابين بالفيروس حول العالم؟
كشفت الأمم المتحدة الثلاثاء (16 تموز/ يوليو 2019) أنه في العام الماضي توفي عدد أقل من الناس حول العالم بسبب الإيدز فقد وصل عددهم إلى 770 ألف شخص، أي بما نسبته 33 بالمائة مقارنة بـ 2017. أما عدد الإصابات خلال العام ذاته فقد بلغ 1.7 مليون شخص، 240 ألف منهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. كما أوضحت أن المزيد من المصابين باتوا يحصلون على العلاجات المناسبة.