خوفا من "السلفية".. دعوات لمراقبة الدروس بمسجد شهير في برلين
١٥ يناير ٢٠١٩
يرتبط مصطلح "السلفية" في ألمانيا بالأفكار المتشددة والشباب المتطرف. ووجه سياسي في برلين انتقادات بسبب ما قال إنه غياب رقابة الدولة عن تعليم القرآن في مسجد النور، الذي تصنفه سلطات برلين كـ"مؤسسة يسيطر عليها السلفيون".
إعلان
طالب ممثلون عن منطقة "نويكولن" في برلين، التي تتواجد بها جالية مسلمة كبيرة، بإجراءات جدِّية، تجاه مركز الشباب والأسرة، التابع لمسجد النور بالعاصمة الألمانية، لأن السلطات ليس لديها حتى الآن أي علم عما إذا كان يتم دفع الأطفال والمراهقين في هذا المركز نحو ايدلوجيا معينة، حسبما ذكرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية.
وقال مارتن هيكل، رئيس بلدية نويكولن: "البلدية لا يوجد لديها إمكانية للاطلاع على دروس القرآن ودروس اللغة (العربية)، التي تُعقد في مسجد النور، ولذلك لا يمكننا سوى تخمين ما يحدث هناك".
وتصنف هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية بألمانيا) الجمعية التابع لها مسجد النور في برلين على أنها "تجمع سلفي". ولا تتلقى الجمعية إعانات من الدولة، كما أنها ليست مؤسسة رسمية لرعاية الأطفال والشباب، ولذلك لا تملك الحكومة المحلية لولاية برلين أدوات لرقابة الجمعية.
ووفقاً للمعلومات الواردة من إدارة الشؤون الداخلية والتعليم في الحكومة المحلية ببرلين، فإن السلطات لا تعرف أيضاً ما يتم تناوله في دروس الأطفال والمراهقين بالمسجد.
مخاطر التطرف؟
ويرتبط مصطلحا "السلفية" و"السلفيون" في ألمانيا عادة بـ"الإسلام السياسي" وبالأفكار المتشددة والمتطرفة التي ينشرها بعض الدعاة، وكذلك بالشباب المسلم، المستعد لارتكاب العنف والانضمام للجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال بنيامين جندرو، المتحدث باسم نقابة الشرطة "جي دي بي" إن "العمل السلفي مع الشباب دون وجود رقابة ينبغي أن يدفع السياسيين المسؤولين للتفكير في الأمر". وأضاف بحسب تاغس شبيغل: "من غير المسموح أن نضطر ببساطة لقبول التطرف في المساجد ولا نعرف من الذي يتحدث داخلها إلى من وأي محتوي يقال".
ويُعتبر مسجد النور، حسب الإدارة الداخلية في برلين، "مؤسسة يسيطر عليها السلفيون". وتصنف هيئة حماية الدستور مجلس الإدارة والجهات الفاعلة الرئيسية بالمسجد ضمن "السلفية السياسية"، وأن الأمر يدور حول أيديولوجيا متطرفة موجهة ضد النظام الأساسي الحر الديمقراطي، حسبما نقلت صحيفة "تاغس شبيغل"
يذكر أن وزير الداخلية السابق في حكومة ولاية برلين، فرانك هنكل، قام قبل أربع سنوات بإجراء من أجل حظر الجمعية التابع لها مسجد النور، والمسماة "الجمعية الإسلامية في برلين". وحول السؤال، عما وصل إليه إجراء الحظر حتى الآن جاء رد الإدارة الداخلية أمس الإثنين بعبارة واحدة فقط هي: لا تعليق.
ص.ش/ح.ز (تاغس شبيغل)
السلفيون في ألمانيا... أنشطة مختلفة والهدف واحد
يبدو المشهد السلفي في ألمانيا في صور مختلفة، فهو يضم العديد من المتطرفين المستعدين للقيام بأعمال عنف. كما يستغل هؤلاء كل فرصة لنشر مواقفهم المتشددة، من خلال القيام بأنشطة أو تظاهرات لجذب الشباب للتنظيمات المتطرفة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
استغلال المساجد لأهداف إيديولوجية
تقدر السلطات الأمنية عدد السلفيين المتشددين في ألمانيا بنحو 6500 ولكن ليسو جميعا مستعدين لاستخدام العنف. ويستغل هؤلاء المساجد لجذب الشبان ونشر التطرف بين المسلمين مثل مسجد النور في برلين الذي قامت السلطات الأمنية بإغلاقه، حيث كان يعتبر معقلا لسلفيين متشددين حسب هيئة حماية الدستور.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
توزيع القرآن بالمجان
بغرض نشر دعايتهم والتواصل مع الراي العام يستغل سلفيون حملة توزيع القرآن بالمجان في العديد من المدن الألمانية، أطلقوا عليها اسم "إقرأ"!
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
صلاة وسط شارع عمومي
يحاول السلفيون استغلال كل فرصة ومكان لنشر فكرهم واكتساب المزيد من المؤيدين. في الصورة مجموعة من السلفيين الذي تجمعوا في شارع قرب أكاديمية الملك فهد بمدينة بون لأداء الصلاة. تم ذلك بالقرب من تجمع لحزب "Pro NRW" اليميني المناهض للمهاجرين والإسلام، والذي اعتبر ذلك استفزازا له فحصل اشتباك بين أنصاره والمصلين في الشارع.
صورة من: dapd
"شرطة الشريعة"
عام 2015 قام سلفيون بدوريات عبر شوارع مدينة فوبرتال في ولاية شمال الراين فيستفاليا وكأنهم أفراد شرطة لحماية الشريعة، وتسبب ذلك في استياء عام على مستوى ألمانيا بأكملها.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان
هناك بين السلفيين جهاديون يتعاونون مع تنظيمات إرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث يجندون الشباب في ألمانيا لخدمة تلك التنظيمات. ومن ابرز هؤلاء أبو ولاء العراقي الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 . وقال المدعي العام الاتحادي، فرانك بيتر، بأنه يشكل "الرأس المدبر لشبكة تجنيد الشبان للقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
صورة من: picture alliance/dpa/Al Manhaj Media
استعداد للقيام بأعمال عنف
ينظم السلفيون مظاهرات لحشد مؤيديهم واستعراض قوتهم. أثناء تلك المظاهرات غالبا ما تقع اشتباكات بينهم وبين الشرطة التي تحاول تفريقهم، بسبب ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب.
صورة من: picture-alliance/dpa
جماعات مناهضة للسلفيين
مقابل السلفيين المتشددين هناك جماعات يمينية متطرفة مناهضة مثل مجموعات "هوليغانز ضد السلفيين" التي تنظم مظاهرات رافضة للسلفيين. وأحيانا تحدث اشتباكات بينهم وبين السلفيين، كما حصل في إحدى المظاهرات بمدينة كولونيا في تشرين الأول/ اكتوبر، شارك فيها الآلاف.
صورة من: picture-alliance/dpa/Roberto Pfeil
مشاركة نسائية في التحركات السلفية
المشهد السلفي لا يقتصر على الرجال فقط، بل إن هناك نساء منهم يشاركن في النشاطات والتجمعات السلفية، كما في الصورة خلال تجمع لأحد أبرز زعماء السلفيين في ألمانيا بيير فوغل بمدينة أوفينباخ عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
مداهمة مقرات السلفيين وجمعياتهم
تقوم الشرطة بين الحين والآخر بمداهمة مساجد ومقرات جميعات سلفية وبيوت مسؤوليها وتعتقل المطلوبين منهم، كما تُغلق المكاتب والمقرات التي تعود إلى تلك الجمعيات التي يشتبه قيامها بنشاطات غير قانونية.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Gossmann
حظر جميعة سلفية متشددة
يسعى السلفيون من خلال نشاطاتهم إلى نشر الفكر الإسلامي المتشدد وتقديم "الإسلام على أنه دين العنف والكراهية والزواج القسري والإرهاب"، كما جاء في أحد مقاطع الفيديو على الإنترنت للجمعية السلفية "الدين الحق" التي تم حظرها من قبل السلطات الألمانية واعتُقل أحد مؤسسيها وأبرز وجوهها ابراهيم أبو ناجي.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/R. Harde
محاكمة مشتبه به
من يلجأ إلى العنف من بين السلفيين يقبض عليهم وتتم محاكمته مع حفظ حقه في محاكمة عادلة بوجود محامي الدفاع. في الصورة: السلفي مراد ك. بجانب المحامي أثناء جلسة المحاكمة في بون بتهمة الإيذاء الجسدي ومقاومة موظف عام أثناء القيام بمهامه.