خيار ألمانيا الصعب بمصر: حقوق الإنسان أم المصالح الاقتصادية؟
٢ فبراير ٢٠١٩
في زيارته إلى القاهرة، يرى وزير الاقتصاد الألماني بيتر آلتماير في مصر عاملاً مهماً لاستقرار المنطقة المضطربة. ولكن كيف سيتعامل آلتماير مع طرفي المعادلة، حقوق الإنسان من جانب والمصالح الاقتصادية في الجانب الآخر.
إعلان
يزور وزير الاقتصاد الألماني بيتر آلتماير القاهرة. الوزير آلتماير، الذي كان وزيراً للبيئة في السابق، ومن ثم رئيساً للمستشارية، هو رجل يطوف حول العالم، لكن لم يسبق له أن زار مصر قط. فالسياسي البالغ من العمر ستين عاماً، يهوى عالم التاريخ، و يعلم أيضاً الكثير عن المصريين القدماء، لهذا فالزيارة المقررة لأهرامات الجيزة ضمن زيارته لمصر، جاءت في وقتها بالنسبة له.
وضع حقوق الإنسان خطير
إلى جانب الزيارة الإلزامية لأهرامات الجيزة، تنتظر آلتماير ثلاثة أيام صعبة في مصر. ومن ضمن جدول أعماله خلال الزيارة، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تُلقى عليه مسؤولية الوضع الخطير، الذي آلت إليه حقوق الإنسان في بلد النيل، الذي يبلغ عدد سكانه مائة مليون نسمة. بعد مرور ثماني سنوات على الربيع العربي، تتعامل قوات الأمن في البلاد بشدة ضد منتقدي النظام، وخاصة ضد الإخوان المسلمين، وكذلك ضد الأقليات، ومن بينهم المثليون، على سبيل المثال.
من ناحية أخرى، لدى ألمانيا مصلحة في استقرار مصر، التي تحرص على الحفاظ على علاقات جيدة مع الغرب و متعاونة في سياسة اللاجئين. واقعياً، لا توجد دول أخرى تعمل بشكل فعال في المنطقة. وتوضح تجربة أحد أسلاف آلتماير، وهو وزير الاقتصاد الألماني السابق، سيغمار غابرييل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مدى صعوبة الموازنة بين نقد حقوق الإنسان وواقع السياسة. غابرييل، الذي زار القاهرة قبل ثلاث سنوات، وأشاد بالرئيس المثير للجدل بقوله إنه "مثير للإعجاب"، تلقى انتقادات واسعة في ألمانيا.
زيارة الكاتدرائية القبطية الجديدة
بمناسبة زيارته قال آلتماير موضحاً إن: "مصر واحد من أهم شركائنا لاستقرار المنطقة برمتها هناك". في الوقت نفسه، قال آلتماير إنه يعتزم الحديث خلال الزيارة عن قضايا مثل سيادة القانون والفساد والحرية الدينية. وتمثل الزيارة إلى الكاتدرائية القبطية الكبيرة الجديدة "ميلاد المسيح" جزءاً من برنامج زيارة وزير الاقتصاد، حيث تم الاحتفال بعيد الميلاد لأول مرة في بداية السنة بحضور السيسي. ويسقط الأقباط باستمرار ضحايا للإرهاب في مصر. فمنذ عام 2016، قُتل أكثر من مائة شخص.
190 شركة و 35 ألف عامل
يرافق آلتماير وفد اقتصادي كبير خلال زيارته إلى مصر. ويتضمن برنامج الزيارة ، زيارة أحد أكبر محطات توليد الطاقة الغازية "سيمنس" ، التي تزود الكهرباء الى نحو 40 مليون شخص، وفقا للشركة. وسيتحدث آلتماير أيضاً مع طلاب من مركز التدريب المهني، الذي تديره شركة "سيمنس" بالتعاون مع الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).
بالنسبة لمصر، تعد ألمانيا شريكاً اقتصادياً مهماً للغاية. ووفقاً لاتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية (DIHK)، هناك حوالي 190 شركة ألمانية ممثلة في مصر، يعمل بها حوالي 35 ألف عامل. المدير التنفيذي لاتحاد غرف التجارة والصناعة الألمانية (DIHK)، مارتن فانسلبين ضمن الوفد المرافق لآلتماير، والذي يشتكي من العقبات البيروقراطية الكبرى أمام الشركات الأجنبية في مصر: " تصل فترة التسجيل المعقدة للشركات الألمانية في مصر إلى أكثر من سنتين" . أعضاء الحكومة المصريون، الذين يمكن إبلاغهم بهذه المشكلات، يلتقيهم آلتماير، الذي سيجري محادثات مع وزير النفط و المعادن، ووزير السياحة، ووزير الصناعة والتجارة ، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي. وهذا يُظهر مدى أهمية المصريين للشركاء في أوروبا.
ينس ثوراو/ إ.م
أقباط مصر.. هدف رئيسي للعمليات الإرهابية
شهدت مصر خلال عامين عدداً من الهجمات الإرهابية، نال الأقباط نصيب الأسد منها. وفيما يلي قائمة ببعضها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egypt’s Coptic Orthodox Church
قُتل سبعة أقباط الجمعة (الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر 2018) في المنيا (حوالي 250 كلم جنوب القاهرة). وقالت النيابة العامة المصرية في بيان إنها "تلقت إخطارا بوقوع حادث إطلاق نار استهدف حافلة تقل مجموعة من الأقباط أثناء عودتهم من دير الأنبا صموئيل" في محافظة المنيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Egypt’s Coptic Orthodox Church
وهو الاعتداء الأول على الأقباط منذ كانون الأول/ديسمبر 2017 عندما قتل عنصر في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تسعة أشخاص في كنيسة في ضاحية حلوان جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/A. Abdallah Dalsh
وكان عام 2017 داميا بالنسبة إلى الأقباط الذين يمثلون نحو 10% من سكان مصر البالغ عددهم 100 مليون نسمة، والذين تعرضوا لاعتداءات دامية أوقعت أكثر من مئة قتيل وعشرات المصابين.
صورة من: picture alliance/AP Photo/A. Nabil
24 نوفمبر/تشرين الثاني 2017: مقتل 54 مصلياً وإصابة 75 آخرين في هجوم وقع على مسجد يعج بالمصلين في محافظة شمال سيناء. ويقع المسجد في قرية الروضة غربي مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء، ويقول المسؤولون أنه يقع في منطقة قريبة من مواقع انتشار تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سيناء.
صورة من: picture-alliance/dpa
12 أكتوبر/ تشرين الأول 2017: مقتل 12 جندياً في هجوم على حاجز أمني في شمال سيناء. وأوضح مسؤول أمني أن مسلحين هاجموا الحاجز بقذائف الهاون و"الأر بي جي"مما ضاعف من عدد الضحايا. وقال مسؤول أمني في شمال سيناء أن مسلحين استهدفوا حاجزا للجيش في منطقة بئر العبد غرب مدينة العريش مما أسفر عن استشهاد 12 جنديا. وقد تبنى تنظيم "داعش" التفجير.
صورة من: Getty Images/AFP
11 سبتمبر/ أيلول 2017: مصرع 18 شرطياً على الأقل في هجوم استهدف قافلة أمنية قرب مدينة العريش شمال سيناء. وتبنى تنظيم "داعش" التفجير الذي أسفر عن تدمير ثلاث مدرعات وسيارة تشويش إلكترونية. واستولى المهاجمون على سيارة دفع رباعي تابعة للشرطة. وقالت وزارة الداخلية إن سيارة انفجرت بعد تعامل القوات معها عندما حاول قائدها اقتحام خط سير القافلة، مما أسفر عن حدوث خراب بعدد من سيارات القافلة.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
14 تموز/ يوليو 2017: مقتل سائحتين ألمانيتين وإصابة أربع سائحات أجنبيات أخريات في هجوم بسلاح أبيض على يد أحد المتطرفين. في أحد الفنادق الشهيرة في مدينة الغردقة بمصر. وقد ضبط الشخص الذي هاجم عدداً من السياح بسلاح أبيض على شاطئ أحد فنادق الغردقة. أكدت السلطات المصرية أن المهاجم تسلل لشاطئ الفندق عبر السباحة من خلال شاطئ عام مجاور وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة.
صورة من: Reuters/M. Aly
7 تموز/ يوليو 2017: مقتل 26 جندياً مصرياً، في هجومين استهدفا نقطتي تفتيش أمنيتين في محافظة شمال سيناء. كما أصيب العشرات من قوات الأمن المصرية في الهجومين. والهجوم هو الأعنف في سيناء منذ يوليو /تموز 2015 تقريبا عندما شن مسلحون من تنظيم "داعش" هجمات متزامنة على نقاط تفتيش ومواقع عسكرية بأنحاء شمال سيناء. وشن الجيش هجوماً مضاداً على الفور ليقتل أكثر من 40 متشدداً يشتبه في مسؤوليتهم بهذا الهجوم.
صورة من: picture alliance/AP Photo
26 آيار / مايو 2017: مقتل 28 شخصاً من بينهم أطفال في هجوم بالرصاص على حافلة تقل أقباطاً. وكان مسلحون ملثمون قد فتحوا النارعلى الأقباط أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل في المنيا. وقالت وزارة الداخلية في بيان أن "مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع أطلقوا النيران بشكل عشوائي" على حافلة الاقباط. وأعلنت داعش مسئوليتها عن الهجوم .
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
9 أبريل/ نيسان 2017: مقتل 48 شخصاً في تفجير إنتحاري في كنيستين مصريتين أثناء الاحتفال بأحد الشعانين في طنطا والإسكندرية. وأكد تنظيم "داعش" مسؤوليته عن التفجيرين .التفجير الأول نجم عن "جسم غريب" وصف لاحقاً بأنه قنبلة، هزت كنيسة مارجرجس بشارع النحاس في طنطا بمحافظة الغربية.أما التفجير الثاني، فضرب محيط الكنيسة المرقسية في قسم العطارين بالإسكندرية. ورداً على الواقعة، تم فرض حالة الطوارئ في مصر.
صورة من: Getty Images/AFP/Stringer
16 يناير/ كانون الثاني 2017: مقتل ثمانية رجال شرطة في هجوم على نقطة تفتيش أمنية في صحراء مصر الغربية. وهاجمت "مجموعة إرهابية" نقطة تفتيش أمنية بمحافظة الوادي الجديد، وقام مسلحون بإطلاق قذائف آر بي جي على الكمين، الذي يضم نقطة شرطة ونقطة إسعاف ومطافئ. وخلال إطلاق قذائف الآر بي جي اقتحمت سيارة مفخخة الموقع، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات من الضباط والجنود والمسعفين.
إعداد: سارة الألفي/خ. س/زمن البدري