خيبة أمل أوروبية من تصويت الايرلنديين ضد معاهدة لشبونة
١٤ يونيو ٢٠٠٨وصف وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، رفض أيرلندا إقرار معاهدة لشبونة خلال الاستفتاء الذي أجرته يوم أمس بـ" الإخفاق الخطير". ورأى شتتاينماير في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم من بكين أن استبعاد أيرلندا من عملية الاندماج بين دول الاتحاد الأوروبي بعد رفض الأيرلنديين لاتفاقية لشبونة هو أحد الخيارات المطروحة. غير أن الوزير الألماني استدرك بالقول بأن هذه القضية ليست سهلة من وجهة النظر القانونية.
وكانت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، قد قالت يوم أمس إن "الموقف ليس سهلا "، بيد أنها رفضت الحديث عن "أزمة" يمر بها الاتحاد الأوروبي جراء هذا الرفض. كما أكدت أن الاتحاد الأوروبي اجتاز بالفعل الكثير من المواقف الصعبة، معبرة عن قناعتها بوجود مخرج لهذا الموقف الجديد.
خيبة كبيرة في بروكسل
من ناحيته دعا رئيس البرلمان الأوروبي، هانز جيرت بوتيرينج، إلى وقف توسيع العضوية بالاتحاد الأوروبي مؤقتا وذلك في ضوء رفض الأيرلنديين من خلال الاستفتاء الأخير لاتفاق لشبونة. ورأى بوتيرينج أن تصويت الأيرلنديين بالرفض "قد دفع الاتحاد الأوروبي تجاه أزمة". أما الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي فقد أعربت عن عميق أسفها لرفض الناخبين الايرلنديين لمعاهدة لشبونة لإصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي. فقد قال يانيز يانسا، رئيس وزراء سلوفينيا، إن رئاسة بلاده الدورية للاتحاد الأوروبي تشعر بنكسة جراء نتائج هذا الاستفتاء، غير أنه أكد على احترام الإرادة الديمقراطية للناخبين الايرلنديين.
أما رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، فقد دعا إلى مواصلة عملية المصادقة على معاهدة لشبونة في دول الاتحاد الأوروبي على الرغم من نتائج الاستفتاء في ايرلندا. وفي ضوء هذه المعطيات أكد مسئولون في بروكسل أن باروسو سيجرى محادثات أزمة مع قادة الاتحاد الأوروبي لبحث السبل الكفيلة للتعاطي مع تبعات نتائج الاستفتاء في ايرلندا.
ردود أفعال أوروبية
وبدوره قال رئيس وزراء ايرلندا، براين كوين، إنه على الرغم من الرفض فإن معاهدة لشبونة "لم تمت" وإن على القادة الأوروبيين أن يقرروا في القمة الأوروبية يومي 19 و20 حزيران/يونيو "كيفية المواصلة". إلا أنه أشار إلى أن الأمر يشكل "خيبة أمل كبيرة" و"ضربة محتملة" للاتحاد الأوروبي . وأوضح كوين أن الحكومة ستأخذ بعض الوقت للتفكير، مشددا على عدم وجود "حل سحري" للأزمة التي خلفها الرفض الايرلندي.
من جهتها دعت باريس إلى مواصلة عملية المصادقة على معاهدة لشبونة، على الرغم من "أسفها" على تصويت الايرلنديين ضد معاهدة لشبونة. في حين ذهب وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية جان بيار جوييه إلى حد القول إنه "محبط" إزاء الرفض الايرلندي قبل أن يتراجع عن هذا التصريح ويرى أن "أوروبا ليست معطلة ولا في أزمة".
كما عبرت الحكومة الدنماركية عن أسفها لنتائج الاستفتاء في إيرلندا، حيث أشار رئيس الوزراء الدنماركي، أندرس فوج راسموسن، إلى أن حكومته في انتظار تقييم دبلن لنتائج الاستفتاء قبل اتخاذ قرار بشأن إجراء بلاده الاستفتاء المزمع حول المشاركة في عدد من الاتفاقيات الخاصة بالاتحاد الأوروبي .