خيبة أمل مزدوجة للصينين في أول ظهور بدوري جنوب غرب ألمانيا
صلاح شرارة
٢١ نوفمبر ٢٠١٧
في إطار خطتهم الطموحة للتحول إلى قوة كروية عالمية تسعى الصين للاستفادة من أشهر نجوم الكرة وتجارب الأمم الكروية وأرسلت منتخبها للناشئين لخوض 16 مباراة في ألمانيا. وفي أول مباراة تعرض الصينيون لخيبة أمل مزدوجة!
إعلان
من المقرر أن يخوض منتخب الصين تحت 20 عاماً ثاني مبارياته في دوري جنوب غرب ألمانيا السبت المقبل (25 نوفمبر/ تشرين الثاني)، حيث يواجه فريق "اف سي في فرانكفورت". ويبدو أن هذه المباراة ستشهد لغطاً أيضاً مثلما وقع السبت الماضي في مباراته مع نادي "تي اس في شوت ماينز"، عندما رفع نشطاء علم التبت، فغادر الصينيون الملعب. وبعد نصف ساعة تقريبا قام النشطاء بلف الأعلام، فعاد منتخب الصين للملعب لكنه في النهاية تلقى هزيمة بنتيجة صفر-3.
ما حدث في ماينز، جارة فرانكفورت، كانت له أثار دبلوماسية حيث طالب متحدث باسم الخارجية الصينية من ألمانيا أمس الإثنين "إظهار الاحترام تجاه ضيوفها"، مضيفاً أن التبت "من أهم مصالح جمهورية الصين"، واصفاً من رفعوا الأعلام بالانفصاليين.
وقد رد روني تسيمرمان، نائب رئيس اتحاد كرة القدم الألماني قائلاً "لا يمكننا أن نمنع الاحتجاجات، فهناك حق في حرية التعبير"، مضيفاً "لكننا نريد أن نكون مُضيفين جيدين ولذلك فإننا لسنا سعداء بتلك الأحداث". وأكد تسيمرمان أنه سيتحدث مع الوفد الصيني عن هذا الموضوع وتابع "سأنصحهم بالتعامل بهدوء (بال) مع مثل هذه الأحداث".
والآن علينا أن ننتظر إذا ما كان الصينيون سيعملون بنصيحة نائب رئيس الاتحاد الألماني أم لا. فقبل المباراة القادمة أمام "فرانكفورت"، قال رئيس النادي ميشائيل غورنر في تصريحات صحفية إن هنالك مشجعين أبلغوا أنهم سيحملون لافتات تؤكد على حرية التعبير في ألمانيا، "وهناك أيضاً من يريد رفع علم التبت" وأضاف "ما دام التعبير عن الرأي يدور في إطار القانون، لن يقوم النادي بالتدخل".
يذكر أن الصين أرسلت منتخبها تحت 20 عاماً ليواجه فرق دوري جنوب غرب ألمانيا (الدرجة الرابعة) ضمن برنامج استعدادها لدورة طوكيو الأولمبية 2020. ولعب حتى الآن مباراة واحدة من 16 مباراة، حيث رفضت ثلاثة أندية مواجهة منتخب الصين، رغم أنه سيدفع عن كل مباراة يلعبها 15 ألف يورو، إضافة لحقوق البث التلفزيوني.
صلاح شرارة
كرة القدم في ألمانيا
لم يتم تجاهل أحد
أنشأ الاتحاد الألماني لكرة القدم مع بداية برنامج دعم المواهب في عام 2002 شبكة واسعة وكثيفة تضم حوالي 1300 مدرب. وبدأ المدربون يبحثون في كافة أنحاء ألمانيا عن أصحاب مواهب كروية تتراوح أعمارهم بين 11 و15 عاما. وقد نحو 366 مركزاً تابعاً للاتحاد، دعماً للاعبين الموهوبين، ثمّ اختيار الأفضل منها للانضمام إلى المنتخب الوطني للناشئين.
تدريب شاق
منذ اكتشاف كارل منتنر "وسط الصورة" من قبل الاتحاد الألماني لكرة القدم وضمه إلى برنامج دعم المواهب، تغيرت حياة هذا الفتى ابن الـ12 عاما بالكامل. فهو مضطر الآن للتدرب 4 مرات أسبوعياً، وخوض مباراة بطولة في نهاية الأسبوع.
من مدرب مساعد إلى مدير رياضي
أصبح لاعب سابق المنتخب الألماني للناشئين هانز ديتر فليك (هانزي) في عام 2014 مديرا رياضيا لدى الاتحاد الألماني لكرة القدم. عمل قبل ذلك ثماني سنوات مساعدا لمدرب المنتخب يواخيم لوف.
بلا مقر
مقارنة بالدول الأخرى الرائدة في كرة القدم، لا يوجد للاتحاد الألماني لكرة القدم مركز تدريب وتأهيل وطني. فانجلترا مثلا لديها St. George's Park، وإيطاليا Coverciano وفرنسا Clairefontaine، وهولندا Zeist، وإسبانياCiudad del Fútbol، وكلها تعتبر مقرات لمنتخبات تلك البلاد. ألمانيا ستتبع هذه الدول من خلال أكاديمية الاتحاد الألماني لكرة القدم في فرانكفورت والتي ستبدأ أعمال البناء فيها في عام 2017.
خبراء كرة القدم
يعيش رافائيل هونغشتاين في لندن منذ 1993. ولد هونغشتاين في ميونخ، ويعمل مراسلاً لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، وصحيفة "غارديان" البريطانية، وهو متخصص في الدوري الألماني والدوري الممتاز.
إسبانيا في الصدارة
عندما ننظر إلى بطولات أوروبا للشباب دون سنّ الـ17 والـ19 والـ 21 في السنوات الأخيرة، نجد أن ألمانيا حصدت أربعة ألقاب أوروبية وهي نتيجة لا بأس بها. لكن عند مقارنتها بإسبانيا نجد أن الأخيرة حاصلة على تسعة ألقاب في هذه المنافسات. آخر لقب حصلت عليه ألمانيا كان في عام 2014، عندما فاز المنتخب الوطني للشباب دون الـ19 بلقب بطولة أوروبا في المجر.