1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

داعش تبيع النفط والغاز وتجبي الضرائب

٢٣ يوليو ٢٠١٤

استولى عناصر داعش على أربعة حقول نفطية صغيرة عندما اجتاحوا الموصل الشهر الماضي وهم يبيعون اليوم النفط الخام والبنزين لتمويل ما يدعونه ب "دولة الخلافة الجديدة ". داعش تبني اقتصاد دولة بين العراق وسوريا.

Ölraffinerie in Baiji Irak ARCHIVBILD
صورة من: Reuters

بالقرب من مدينة الموصل الشمالية استولت الدولة الإسلامية على حقلي نجمة والقيارة وإلى الجنوب بالقرب من تكريت سيطر مقاتلوها أيضا على حقلي حمرين وعجيل خلال هجومهم الذي اجتاحوا فيه شمال العراق على مدى يومين في منتصف يونيو حزيران الماضي.

وأغلب الحقول النفطية الواقعة في الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية مغلقة ولا يتم ضخ النفط منها ويقدر مسؤول تركي أن عددها نحو 80 حقلا.

لكن احتكار الوقود في تلك المناطق التي استولى عليها التنظيم يمنحه ميزة على الفصائل السنية المسلحة الأخرى التي قد تشكل تهديدا لهيمنته على الأمور في شمال العراق.

ويقول مسؤولون عراقيون إن الدولة الاسلامية نقلت نفطا من القيارة في الأسابيع الأخيرة لتكريره في وحدات متنقلة في سوريا لانتاج السولار والبنزين بجودة منخفضة ثم إعادة المنتجات لبيعها في الموصل التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. وأضاف المسؤولون أن كميات أكبر من النفط الخام بعضها من حقل النجمة تباع أيضا عن طريق مهربين إلى تجار أتراك بأسعار مخفضة للغاية تبلغ نحو 25 دولارا للبرميل.

وقال هشام البريفكاني رئيس لجنة الطاقة في المجلس المحلي لمدينة الموصل "تأكدنا من تقارير تظهر أن الدولة الاسلامية تشحن النفط الخام من حقل نجمة النفطي في الموصل إلى سوريا لتهريبه إلى إحدى الدول المجاورة لسوريا."

وأضاف "الدولة الاسلامية تحقق أرباحا بملايين الدولارات مع هذه التجارة غير المشروعة."

وقال مالك محطة بنزين في الموصل إن محطات البنزين في المدينة تبيع الان الوقود الذي يورده لها تجار يعملون مع الدولة الاسلامية التي تتقاضى دولارا أو دولارا ونصف للتر حسب جودة الوقود بزيادة كبيرة عن الاسعار التي كانت سارية من قبل. وأضاف "الوقود ينقل من سوريا... والسعر ثلاثة أمثال السعر السابق لكن على السائقين شراءه بسبب توقف الوقود الذي تدعمه الحكومة."

وقال البريفكاني إن الدولة الإسلامية هي الطرف الوحيد المسؤول عن الواردات من سوريا حيث تسيطر على حقول في محافظة دير الزور. وتابع "يستخدمون جانبا منه لعرباتهم ويبيعون الباقي لتجارهم في الموصل.

صورة من: Reuters

المتشددون يحافظون على سلامة الحقول

وكانت شركة سونانجول المملوكة للدولة في أنجولا تتولى إدارة حقلي نجمة والقيارة لكنها انسحبت في العام الماضي مستندة لأسباب قاهرة مع ارتفاع تكاليف التطوير والمخاوف الأمنية بسبب المتشددين في المنطقة.

وكان حقل القيارة الذي تقدر احتياطياته بنحو 800 مليون برميل ينتج 7000 برميل يوميا من الخام الثقيل قبل أن يستولي تنظيم الدولة الإسلامية عليه وعلى مصفاة قريبة طاقتها 16 ألف برميل في اليوم.

وتوقفت مصفاة القيارة ومصفاة أخرى قريبة منها في كسك شمال غربي الموصل عن العمل بعد أن هرب العاملون منهما.لكن النفط ظل يتدفق من حقل القيارة نفسه بعد أن طلب المتشددون من الموظفين العراقيين البقاء في مراكزهم ووعدوا بحمايتهم مثلما فعلوا في أغلب المنشات النفطية من أجل الحفاظ على الإنتاج.

وأشار مسؤول عراقي كمثال إلى المعركة من أجل السيطرة على مصفاة بيجي في الشمال وهي أكبر مصافي تكرير النفط في العراق حيث يحاول مقاتلو الدولة الإسلامية وغيرهم السيطرة على الموقع منذ منتصف يونيو حزيران دون إلحاق أي ضرر بالمنشآت.

وقال مهندس يعمل في القيارة مشترطا عدم الكشف عن هويته خشية الانتقام منه إن تنظيم الدولة الإسلامية "يحرص على الحفاظ على سلامة منشآت الطاقة داخل القيارة، لم ندرك لماذا لم يدمروا المنشات. لكن بعد أسبوع بدأوا يملأون الشاحنات بخام القيارة، كانوا يخططون من البداية للتربح من الحقل."

وقالت مصادر حكومية عراقية إن من الصعب تقدير حجم الأموال التي يحققها التنظييم من بيع النفط الخام أو المنتجات المكررة في سوريا لان عدد الشاحنات يتباين من يوم لآخر. وقال متعامل وصاحب شركة شحن في الموصل إنه يشتري 250 برميلا من النفط الخام من المتشددين بمبلغ ستة آلاف دولار. وأضاف "الخطوة التالية تتوقف على مهارتنا في التعامل مع التجار الأتراك."

صورة من: Ammar Mohammed

من الضرائب إلى نايمكس

وكمصدر آخر للدخل يفرض تنظيم الدولة الإسلامية ضرائب على كل المركبات والشاحنات التي تنقل البضائع إلى الموصل بواقع 400 دولار للشاحنة الكبيرة و100 دولار للشاحنة الصغيرة و50 دولارا لسيارات الركوب إذا كانت تحمل بضائع.

وقال أحمد يونس الخبير العراقي في الجماعات المسلحة إن الإسلاميين يقيمون اقتصاد دولة بناء على الموارد المتزايدة والبنية التحتية المتاحة لهم.

وأضاف أنه بالنظر إلى امتداد الدولة الإسلامية عبر الحدود العراقية السورية وسيطرتها على حقول نفطية وتزايد نشاطها الاقتصادي فإنها "ستتحول إلى عملاق اقتصادي لديه أصول بمليارات الدولارات."

وقال يونس "في المستقبل هل ستشتري أسهما في نايمكس؟ كل شيء ممكن."

حقول تكريت

إلى الجنوب يسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على حقلين آخرين شرقي تكريت. أحدهما وهو حقل عجيل ينتج 25 ألف برميل في اليوم من النفط الخام كانت تنقل إلى مصفاة كركوك و150 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميا تضخ إلى محطة كركوك للكهرباء التي تسيطر عليها الحكومة.

ومازال يجري ضخ الغاز رغم انخفاض حجم الإنتاج اليومي إلى 100 مليون قدم مكعبة ويفسر خبراء الطاقة ذلك بأن محطة كهرباء كركوك تزود مدنا كثيرة في المنطقة بالكهرباء ولأن المتشددين يريدون أن يتحاشوا أزمة في الطاقة.

وقال مهندس في الموقع إن المتشددين ينقلون كميات صغيرة فقط من النفط من عجيل بسبب مخاوف من أن تؤدي أساليب الاستخراج البدائية إلى اشتعال الغاز.

أما الحقل الآخر الذي استولت عليه الدولة الإسلامية فهو حقل حمرين الذي تتراوح طاقته الإنتاجية بين خمسة آلاف وستة آلاف برميل يوميا من خمسة آبار نفطية عاملة.

وقال موظف بوزارة النفط يعمل في الحقل "أحضر المتشددون فنيين من خارج تكريت للتعامل مع الخام من حمرين وبدأوا يحفرون حفرا وسحبوا النفط من الآبار باستخدام مضخات ري صغيرة."

وقدر مستشار بوزارة النفط أن الدولة الإسلامية حققت نحو عشرة ملايين دولار بواقع ما يقرب من مليون دولار يوميا في الأسبوعين الأولين من يوليو تموز قبل وقف هذه العملية، فيما قال رئيس بلدية طوز خرماتو الواقعة على الطريق بين تكريت وإقليم كردستان وإيران إن مسار التهريب أغلق قبل عشرة أيام.

م.م/ ع .ش / أ. / م. ا ( رويترز )

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW