1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

داعش تمد الحرب الى المنطقة الخضراء

ملهم الملائكة٧ فبراير ٢٠١٤

نقلت "داعش" هجماتها الى مداخل المنطقة الخضراء حيث تتحصن السلطة والبرلمان والحكومة. وفيما يتساءل الجميع عن هوية قادة داعش، وعلاقتهم بشيوخ عشائر الأنبار، يرى البعض ضوءا في آخر النفق، موقنا أنّ "داعش" تتآكل وتنهار.

Irak Islamisten heute in Ramadi
صورة من: picture-alliance/dpa

قُصفت المنطقة الخضراء بصواريخ قصيرة المدى، كما استهدفت التفجيرات مداخل المنطقة الخضراء ووزارة الخارجية في بغداد هذا الأسبوع . كثير من المختصين والخبراء يرون في هذا تطور خطير يؤشر اقتراب داعش من المنطقة الخضراء المحصنة، لاسيما وأنّ الموقف في الرمادي والفلوجة يستمر غامضا، فمسلحو داعش موجودون في هاتين المنطقتين، والحكومة ما فتئت تهدد " بشن هجوم لتحرير المنطقتين من قبضة الإرهابيين" ، وموقف العشائر متأرجح متغير بين الليل وبين النهار كما تشير التسريبات الصحفية من داخل المنطقتين المنكوبتين.

من بغداد تحدث د. معتز محي عبد الحميد مدير المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية والأمنية الى مايكروفون مجلة العراق اليوم من DW عربية مذكّرا أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها تنظيم القاعدة والمسلحون المتشددون المنطقة الخضراء، وأعاد الى الأذهان قصف قاعة الاجتماعات في مجلس الوزراء والتي ضمت رئيس الحكومة نوري المالكي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والتي تناقلت صورها وكالات الانباء مظهرة فزع السيد كي مون من القصف.

وبيّن د. عبد الحميد أنّ قوات الأمن، لم تتعلم الدرس المتكرر من هذه الهجمات، ولم تسع الى إبعاد نيران القاعدة عن هذه المناطق الحساسة " وما زلنا نتذكر ما جرى قبل عام، حين سيطر مسلحون من القاعدة على وزارة العدل الملاصقة للمنطقة الخضراء، واحتلوا اقسامها، وأحرقوا وبعثروا كل ملفات السجناء فيها، ثم أحرقوا بعض طوابقها".

لكن الكاتب المتخصص جاسم محمد الباحث في شؤون مكافحة الإرهاب الذي شارك في حوار مجلة العراق اليوم من DW عربية أعتبر الهجمات على المنطقة الخضراء وما حولها ، محاولة من داعش والجماعات الإرهابية لتخفيف الضغط الذي تواجهه في مناطق الانبار والفلوجة، مقارنا هذه الهجمات بتكتيكات تنظيم القاعدة في اليمن في مثل هذه الأحوال.

هجوم على مدخل وزارة الخارجية العراقية.صورة من: Reuters

هل يحاصر الجيش والشرطة الفلوجة فعلا؟

وفيما تتناقل مواقع وفضائيات وصحف عديدة أخبارا عن حصار الفلوجة، ونزوح سكانها عنها خوفا من معركة تشبه ما جرى عامي 2003 و2004 ، يشير كثير من المراقبين الى أن القوات العراقية لا تحكم سيطرتها على الفلوجة بالشكل الذي يتداوله البعض، فالطرق المؤدية الى المدينة مفتوحة من كل الجهات، خصوصا من الصقلاوية ومن الناحية الغربية المتصلة بصحراء العظيم، وحتى عبر نياسم زراعية تتصل بمنطقة " ذراع دجلة " ، والى هذا ذهب الدكتور معتز محي ، مبينا أنه لا يمكن مقارنة ما يجري الآن، بما جرى في عامي 2003 و2004، " لسبب مهم، فالقوات الأمريكية، تدعمها الطائرات ووسائل المراقبة الجوية، ومصادر الاستخبارات المحكمة، هي التي نفذت الحصار والهجمات على الفلوجة آنذاك، أما اليوم فمن يقوم بالمهمة هي القوات العراقية التي لا تملك قدرات تكفي لمحاصرة المدنية ". لكن د معتز، استدرك بالقول إن " المدينة تفتقر الى المحروقات والمواد الغذائية الأساسية، وسكانها شبه معتقلين داخلها من قبل قوات داعش، وقوات الجيش".

هل يحارب الجيش مقاتلين عرب أم ضباط الحرس الجمهوري السابق؟

خبراء مكافحة الإرهاب، لحظوا أن القوات العراقية لم تنشر حتى الآن صورة لزعيم داعش المدعو" أبو بكر البغدادي"، ويُعد هذا خللا استخباريا كبيرا، لأن عدم وجود صورة للمطلوب رقم واحد في عمليات داعش، يعني عمليا أنّ أحدا لن يتمكن من معرفته واعتقاله، كما أن أيّ شخص من عامة الناس لن يتمكن من التعرف عليه وابلاغ السلطات عن وجوده في مكان ما ، كما حدث مع أبي مصعب الزرقاوي ، الإرهابي القاعدي الأردني الذي قتلته القوات الامريكية في غارة على بيت في ناحية هبهب في محافظة ديالى عام 2006، وهذا ما أكد عليه الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب جاسم محمد مشيرا الى أنّ هذه الحقيقة" قد تدعم النظرية التي تقول إنّ مجلس شورى داعش وأغلب مقاتليها هم من ضباط الحرس الجمهوري السابقين ، لذا هم يخشون من تسريب صور عنهم" .

الداعشيون: مصاهرة "شرعية" وأطفال بلا نسب ولا هويات

يدور الحديث اليوم في غرب العراق وشرق سوريا عن مقاتلين إرهابيين قادمين من الشيشان، وبلجيكا، وافغانستان، وباكستان، وتونس، ومصر ليحرروا العراق من أهله، ويثير كل ذلك تساؤلات واحزان العراقيين .

إحراق سيارات ومبان تعود للشرطة والجيش في الرمادي.صورة من: Reuters

لكن ليس بوسع المرء الا أن يتساءل، بعيدا عن نظريات الحروب والقضايا الاستراتيجية : كيف أصبح هؤلاء أقرب للبعض من إخوتهم العراقيين؟ وكيف يعيشون وأين يسكنون، وكيف تصلهم الأموال، وكيف يشبعون حاجاتهم الطبيعية وبعضهم ناء عن اهله منذ سنوات قضاها في السجون " وأراضي الجهاد" حسب تعبيرهم؟ وهل للفساد علاقة مباشرة بانتشارهم واستقرارهم؟

في معرض رده عن هذه التساؤلات، أشار الخبير جاسم محمد الى أن " سياسة القاعدة والتنظيمات الارهابية عند دخولها الى ما تسميه بارض الجهاد، هي التعامل مع شيوخ العشائر ، لتبدأ أولا باسم الدعوة، ثم تبدأ عملية المصاهرة مع سكان المنطقة". وذكّر بما جرى في الفلوجة في 2003 و2004 حيث بدأوا ما اسموه بمحاربة الأمريكيين ، وقد دخلت المدنية بموافقة زعماء القبائل، لكن ماجرى بعد ذلك هو أن ذراع القاعدة صارت أعلى من ذراع شيوخ العشائر.

واعتبر محمد، أنّ المصاهرة والتزاوج مع أهل هذه المناطق توفر للقاعدة تمساكا وثباتا على الأرض، كما ذكّر في الوقت نفسه، أن تلك الزيجات، خلّفت مشكلات إجتماعية ومجتمعية كبرى " فهناك مشكلات الأطفال الذين ولدوا عن تلك الزيجات، من مقاتلين لا تُعرف حتى أسماءهم، ولم تُسجل عقودهم، ورفضت السلطات المحلية حتى الآن الإعتراف بولادة هؤلاء الأطفال وتسجليهم في السجلات المدنية".

ولم يتفق د. معتز محي عبد الحميد، مع ما ذهب اليه الخبير جاسم محمد، معتبرا أنّ المصاهرة التي تجري بين سكان المناطق التي دخلتها داعش وبين عناصرها تتم في الغالب قسرا، رغم أنف أهل العروس، وهي مصاهرة بقوة السلاح والخوف.

بعد الحرب بينهما : القاعدة تخلع داعش

ويبدو أن داعش التي تثيرا لغطا كبيرا اينما حلت، لا تتفق في أغلب الوجوه مع تنظيم القاعدة أو جبهة النصرة في سوريا، وهي ترتبط عضويا بتنظيم القاعدة في وزيرستان وأفغانستان، وقد أعلن تنظيم قاعدة الجهاد هذا الإسبوع خلع تنظيم داعش الذي يسيطر على الفلوجة والرمادي ، واعتباره خارجا عن قاعدة الجهاد وغير مؤتمر بأمرها.وربما يرى البعض في هذا انقساما يهدد بانهيار تنظيم داعش في العراق، لكن بعض الخبراء يرون انه لن يؤثر، لأن تنظيم داعش قد اقصى القاعدة في العراق وسيطر على المنطقة الغربية بالكامل.

جاسم محمد ، أعتبر أنّ داعش قد تراجع فعلا، وإعلان تنيظم قاعدة الجهاد خلع داعش، سوف تعقبه تداعيات كبرى تؤشر ضعف الأخير. إلا أنّ د. معتز محي عبد الحميد ذهب الى غير ذلك ، مشيرا الى أن التشكيلات القاعدية الفرعية ، كانت دائما على خلاف مع قياداتها العليا، ما يؤدي الى انشقاقات مستمرة، لكن الأجنحة المنشقة تبقى تحت مظلة القاعدة في كل الأحوال.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW