1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"داعش" على أبواب الحسكة ـ من يوقف هذا الغول؟

٤ يونيو ٢٠١٥

من يوقف "تمدد داعش"؟ هذا السؤال يتكرر على ألسنة الكثيرين في ظل النجاحات التي حققها التنظيم في العراق وسوريا. فبعد سيطرته على الرمادي وتدمر، بات على أبواب الحسكة. فهل تصبح الحسكة ثاني مركز محافظة تحت سيطرته بعد الرقة؟

Syrien Kämpfer der Volksverteidigungseinheiten YPG
هل تتمكن القوات الكردية من وقف تمدد "داعش" نحو الحسكة؟صورة من: Reuters/R. Said

رفعت القوات الكردية المنضوية فيما بات يعرف بـ "وحدات الحماية الشعبية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي)، الذي يعرف على نطاق واسع أنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، حالة التأهب بين صفوفها إلى القصوى. والسبب هو اقتراب مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" من أسوار مدينة الحسكة، شمال شرق سوريا.

وقد أعلنت القوات الكردية النفير العام وانتشرت في الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مركز المحافظة بكثافة. وأفاد الناشط مسعود حاج من الحسكة لوكالة (باسنيوز) الكردية العراقية اليوم الخميس (الرابع من حزيران/ يونيو 2015) بأن القوات الكردية جلبت تعزيزات ضخمة من المقاتلين والأسلحة الثقيلة، ومئات العربات العسكرية إلى المدينة، وقاموا بنشرها في جميع الأحياء الكردية تحسباً لأي طارئ.

والطارئ المشار إليه هو خوف القوات الكردية من إمكانية سيطرة التنظيم على المدينة في إعادة لسيناريو كوباني (عين العرب) ذات الغالبية الكردية، لكن ربما بقسوة أكبر نظرا للتنوع الإثني والديني لسكان مدينة الحسكة.

"داعش" تتقدم والسكان ينزحون

وبالرغم من أن غارات قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن على مواقعه وإعلان نائب وزير الخارجية الأميركي عن مقتل عشرة آلاف من مقاتليه خلال تسعة أشهر، فإن "داعش" حقق تقدما جديدا نحو مدينة الحسكة، كبرى مدن المحافظة ومركزها. وكان التنظيم الإرهابي قد بدأ هجوما من المحور الجنوبي على مدينة الحسكة قبل خمسة أيام. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان المحسوب على المعارضة إن التنظيم وصل إلى مسافة 500 متر من المدينة.

"داعش" يتقدم في معظم المناطق السورية والعراقية.صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press

وتتقاسم السيطرة على الحسكة "وحدات حماية الشعب" الكردية والقوات النظامية السورية. وكشف المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن المعارك التي وقعت بين القوات النظامية والتنظيم الإرهابي "انتهت بسيطرة التنظيم على نقاط عسكرية عدة بينها سجن الأحداث ومحطة لتوليد الكهرباء" في محيط المدينة. وتخللت العمليات العسكرية أمس الأربعاء ست عمليات انتحارية نفذها التنظيم وأتاحت له إحراز التقدم.

النظام يتهم الأكراد بالتخاذل

وانتقدت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من النظام في افتتاحيتها اليوم ما أسمته "تخاذل" الأكراد عن مساندة القوات النظامية في قتالها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وجاء في المقال "منذ أيام، بدأ تنظيم داعش هجوما عنيفا على مدينة الحسكة (...) في محاولة لاحتلال المدينة وضمها إلى أراضيه"في إشارة للمناطق التي يسيطر عليها التنظيم. وأضاف أن "المفاجأة" في الهجوم تكمن في "تخاذل بعض الأشقاء الأكراد بالدفاع عن الحسكة"، وسمت الصحيفة بالتحديد "وحدات حماية الشعب".

وأدرجت الصحيفة موقف القوات الكردية في إطار "أطماع بعض الأكراد السياسية والإقليمية وعمالتهم مع الأميركيين والأوروبيين لتأسيس إقليم أو ما يسمى إدارة ذاتية تخولهم لاحقا تأسيس دولة على الأراضي السورية والعراقية"، مشيرة إلى وجود "مشروع لتقسيم سوريا". وقد أثارت هذه الانتقادات دهشة المراقبين الملمين بالشأنين الكردي والسوري، إذ ثمة من يتهم وحدات "حماية الشعب" الكردية بالتحالف مع النظام في دمشق. ويسوقون أدلة على ذلك بصمت النظام إزاء قيام الأكراد بتأسيس إدارة ذاتية في ثلاث مناطق ذات أغلبية كردية، فلماذا الاتهامات الآن؟

وحدات الحماية الكردية هي الطرف الأقوى في المنطقة، فهل تصمد أمام "داعش"؟صورة من: Reuters/R. Said

بيد أن محافظ الحسكة محمد زعال العلي (أعلى سلطة رسمية في المحافظة) قدم رواية أخرى تختلف عن رواية الصحيفة المذكورة. فقد أكد المحافظ لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن مدينة الحسكة "آمنة بشكل كامل"، مشيرا إلى أن القوات المسلحة "في المدينة تقوم بواجبها في جميع الجهات مدعومة من أبناء المدينة بكل مكوناتها"، وذلك في إشارة إلى المكون الكردي.

هل تصبح الحسكة ثاني مركز محافظة بيد "داعش" بعد الرقة؟

وفي حال تمكن تنظيم "داعش" من السيطرة على مدينة الحسكة، فستصبح مركز المحافظة الثاني الذي يخضع لسيطرته بعد الرقة (شمال)، ومركز المحافظة الثالث الذي يخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة ومدينة إدلب (شمال غرب)، التي تسيطر عليها المعارضة الإسلامية المسلحة بقيادة ما بات يعرف بـ "جيش الفتح".

وتعرض النظام السوري خلال الشهرين الماضيين لسلسة خسائر على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" في وسط البلاد (تدمر) وعلى أيدي "جيش الفتح" المعارض، المكون من جبهة النصرة وفصائل إسلامية معارضة أخرى في محافظة إدلب (شمال غرب) وفي جنوب البلاد أيضا. والغريب في المشهد السوري المعقد أن المعارضة تتهم النظام بتسهيل تقدم "داعش" وأنه لا يقاتلها بشكل جدي، لا بل يسهل تقدمها عبر استهداف مناطق المعارضة بالبراميل المتفجرة.

وكانت الإدارة الأميركية قد وجهت التهمة ذاتها للنظام ولمحت، عبر موقع سفارتها في دمشق على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إلى إمكانية تورطه في تسهيل تقدم "داعش" عبر قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف حلب حيث يهاجم التنظيم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة. ومن المعروف أن الفصائل الإسلامية المعارضة وجبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا) تتواجه مع تنظيم "الدولة الإسلامية" في عدة جبهات في سوريا بينها جبهة ريف حلب.

واعتبر زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية تم بثها مساء أمس الأربعاء أن "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم "داعش" في سوريا والعراق قبل عام "غير شرعية"، واصفا أعضاء التنظيم بـ "الخوارج". وأشار إلى أن التنظيم "يقطع طرقا كبيرة جدا بين الشمال والمناطق الجنوبية"، ما يعوق دون وصول جبهة النصرة إلى دمشق، معقل النظام السوري، بحسب قوله.

أ.ح/ م.س (د ب أ، أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW