أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن تفجير حافلة الأمن الرئاسي التونسي، الذي أودى أمس الثلاثاء بحياة 13 شخصا. بينما قالت تونس إنها ستطبق قانون مكافحة الإرهاب على كل من يمجد الإرهاب أو يدعو له.
إعلان
تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم الأربعاء (25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015) في بيان عملية تفجير حافلة للأمن الرئاسي في العاصمة تونس أسفرت وفق السلطات عن مقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي. وقال التنظيم في بيان نشره على الإنترنت إن منفذ الهجوم يدعى "أبو عبد الله التونسي"وأنه تمكن "من الانغماس في حافلة تقل بعض عناصر الأمن الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية، وعند وصوله إلى هدفه فجر حزامه الناسف ليقتل قرابة العشرين"، حسب تعبير البيان.
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت الأربعاء أن "الإرهابي" الذي فجر أمس الثلاثاء حافلة الأمن الرئاسي استخدم عشرة كيلوغرامات من المتفجرات." وأوضحت الوزارة في بيان لها أنه بعد إجراء الأعمال الأولية من طرف إدارة الشرطة الفنية والعلمية تبين أن المادة المتفجرة التي استعملت في العملية الإرهابية هي مادة "سام تاكس".
وقالت الوزارة إنه تم ضبط نفس هذه المادة في أحزمة ناسفة تم حجزها سنة 2014 وكانت مهربة من التراب الليبي. وأضافت أن العملية الإرهابية قد تمت بواسطة حزام ناسف. وأفادت الداخلية التونسية أنه "تعذر تحديد هوية الجثة رقم 13 باستعمال البصمات لافتقادها للأصابع، ويجري العمل على تحديد الهوية باستعمال تقنيات التحليل الجيني." وتابعت "يشتبه أن تكون (الجثة) للإرهابي الذي نفذ عملية التفجير."
ومن جانبها أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية في بيان أن "حصيلة ضحايا العملية الإرهابية بلغت 12 شهيدا و20 جريحا منهم 4 مدنيين (والبقية من عناصر الأمن) بالإضافة إلى جثة أخرى يشتبه في كونها للإرهابي الذي نفّذ العملية".
تونس توحد العالم في لفتة رمزية لمناهضة الإرهاب
في مشهد رمزي ذي دلالة قوية، تحولت تونس إلى عاصمة دولية لمناهضة الإرهاب، وذلك من خلال تدفق رؤساء دول وحكومات ومسؤولين من مختلف دول العالم، للمشاركة في مسيرة دولية ضد الإرهاب شارك فيها أيضا عشرات الآلاف. الحدث في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
في مسيرة رمزية ضد الإرهاب، احتضنتها تونس، شارك رؤساء ومسؤولون من مختلف دول العالم. حيث حضر رؤساء كل من فرنسا وبولندا وفلسطين والغابون، ورؤساء حكومات إيطاليا والجزائر. كما شارك أيضا وزير الداخلية الألماني.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
ممثلو الوفود الرسمية وضعوا الورود في مدخل متحف باردو إلى جانب النصب التذكاري، الذي تم تدشينه اليوم لتخليد ضحايا الهجوم الدامي في 18 آذار/مارس، والذي ذهب ضحيته 22 قتيلا، بينهم 20 من السياح الأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nicolas Maeterlinck
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال في كلمة مقتضبة: إن "الشعب التونسي برهن أنه لا يخضع للإرهاب، وأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه يدافع كرجل واحد".
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
كما ألقى الرئيس الفرنسي أولاند كلمة في متحف باردو، وقال: "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب". ورغم أن فرنسا تشهد اليوم تنظيم الدور الثاني لانتخابات المناطق، إلا أن أولاند حرص على التواجد، معتبرا أن "فرنسا صديقة تونس، ويجب أن تكون حاضرة هنا اليوم".
صورة من: picture-alliance/dpa/Emmanuel Dunand
وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، قال للصحفيين في تونس: إنه "شرف كبير للحكومة الألمانية أن تسهم في المسيرة". كما أكد أن "الهجوم على متحف باردو لا يمثل جريمة شنيعة للاستقرار التونسي فحسب، ولكن أيضا تهديد للمجموعة الدولية".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
العديد من الشخصيات الوطنية التونسية كانت حاضرة أيضا، مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي قال قبل أيام إن العملية الإرهابية التي وقعت بمتحف باردو تهدف لـ"ضرب الاقتصاد التونسي لمحاولة عرقلة التجربة الديمقراطية".
صورة من: picture-alliance/dpa/Mohamed Messara
وشارك في المسيرة عشرات الآلاف من المواطنين التونسيين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، انطلاقا من ساحة باب سعدون عبر الشارع الرئيسي بباردو "20 مارس".
صورة من: picture-alliance/dpa
وردد المتظاهرون "تونس حرة، والإرهاب على برا"، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية، في مشهد يعكس وحدة وطنية في مواجهة الإرهاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
وإلى جانب المشاركة الرسمية العربية، شارك أيضا مواطنون عرب مقيمون في تونس في المسيرة ورفعوا أعلام بلدانهم، في تعبير عن التضامن العربي مع تونس.
صورة من: Dunand/AFP/Getty Images
وتسعى تونس عبر المسيرة الدولية إلى حشد دعم دولي وتجنب أكثر ما يمكن من التأثيرات الكارثية على ما تبقى من الموسم السياحي الحيوي للاقتصاد التونسي، والذي يشغل قرابة 400 ألف عامل، ويسهم بنسبة سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
وقبيل المسيرة استفاق التونسيون على خبر مقتل لقمان أبو صخر، زعيم كتيبة عقبة بن نافع، أكبر جماعة جهادية في تونس. أبو صخر متهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو. إعداد: ف.ي
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
ويسود توتر شديد في العاصمة التونسية وشكا صحافيون من تعرضهم للاعتداء على أيدي القوى الأمنية. وأعلنت نقابة الصحافيين التونسيين في بيان أن قوات الأمن اعتدت بشكل "همجي" الثلاثاء على صحافيين ومصورين كانوا يقومون بعملهم قرب المكان الذي حصل فيه التفجير، وأن بعضهم "تلقى إسعافات في المستشفى".
وفي القاهرة أكد الأربعاء نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على وقوف جامعة الدول العربية بجانب تونس، وعلى ضرورة توفير كل الدعم اللازم للحكومة التونسية ومساندة جهودها في مكافحة الإرهاب، مشدداً على أهمية تضافر كل الجهود العربية والدولية من أجل اقتلاع هذه الآفة الخطيرة من جذورها وتجفيف منابعها.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد أعلن مساء الثلاثاء بعد تفجير الحافلة، فرض حالة الطوارئ لمدة شهر واحد في البلاد، وحظر التجوال الليلي في العاصمة تونس لأجل غير مسمى.