تبنى تنظيم "داعش" عملية استهداف خط غاز في سيناء المصرية في قرية التلول شرق مدينة بئر العبد بشمال سيناء، فيما أكد مسؤول مصري أن تفجير خط الغاز غرب العريش لن يؤثر على المشتركين والمشروعات التي تعمل بالغاز في المحافظة.
إعلان
أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته اليوم الاثنين (الثالث من شباط/ فبراير 2020) عن استهداف خط غاز في سيناء المصريةأمس الأحد. وحسب البيان، الذي حمل توقيع "ولاية سيناء"، والصادر عن وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش"، هاجم مسلحون أحد أنابيب خط الغاز الرابط بين إسرائيل ومصر في قرية التلول شرق مدينة بئر العبد بشمال سيناء بعدة عبوات ناسفة.
وكانت مصادر محلية وشهود عيان قالوا أمس لوكالة الأنباء الألمانية إن التفجيرات كانت هائلة، متهمين من وصفوهم بـ "تكفيريين بتفجير خط الغاز الطبيعي الذي يغذي مصنع إسمنت سيناء في وسط سيناء وكذلك المنازل في شمال سيناء". وأكد مصدر أمني لـ(د.ب.أ)، أن التفجير لم يسفر عن سقوط ضحايا.
من جانب آخر، أكد مسؤول مصري أن تفجير خط الغاز غرب العريش في محافظة شمال سيناء لن يؤثر على المنازل والمشتركين والمصانع والمشروعات التي تعمل بالغاز في المحافظة.
ونقل موقع "بوابة الاهرام" عن العميد أسامة الغندور سكرتير عام محافظة شمال سيناء قوله إن الخط الذي تعرض للانفجار أمس الأحد هو خط احتياطي قادم من بور سعيد، وهو مقام لرفع كفاءة الخط الرئيسي. وأشار إلى أنه جار الآن عمل معاينة لمكان الانفجار، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للإصلاح في أسرع وقت ممكن شمال سيناء.
يشار إلى أن عمليات تفجير خط الغاز في سيناء عادت مرة أخرى بعد توقف أكثر من خمس سنوات حيث تعرض الخط للتفجير لأكثر من 27 مرة مما أدي إلى توقف مصر عن تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل.
وبدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل الشهر الماضي عبر خط أنابيب تملكه شركة غاز شرق المتوسط المصرية والذي يمتد في جزء منه تحت سطح البحر بين العريش في سيناء وعسقلان في إسرائيل.
ويتم استيراد الغاز من حقل ليفياثان في إسرائيل. وقال شركاء يقومون بتطوير الحقل في بيان إنه لم تلحق أي أضرار بخط أنابيب شركة غاز شرق المتوسط. وذكر البيان "تدفق الغاز من ليفياثان إلى مصر مستمر كالمعتاد".
م.م/أ.ح (د ب أ، رويترز)
مصر تواجه الإرهاب.. فُصول معركة تتضمن أهدافاً سياسية
عانت مصر طوال تاريخها الحديث من هجمات جماعات مسلحة. لكن الحدة ارتفعت منذ 2011، قبل أن تشهد تصعيدا غير مسبوق في عهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. فُصول معركة مصر ضد الإرهاب متعددة، تستعرض DW بعضاً منها.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
هجمات في سيناء تستهدف الجيش والشرطة
عانت القوات المصرية من هجمات إرهابية متعددة في شمال سيناء منذ فبراير/شباط 2011، منها ما جرى في عهد الرئيس السابق محمد مرسي ما أسفر عن مقتل 16 جندياً مصرياً في أغسطس/آب 2012. لكن وتيرة الهجمات ازدادت في عهد السيسي، من أبرزها هجوم اسفر عن مقتل 31 جندياً وشرطياً في أكتوبر/تشرين الأول 2014. آخر الهجمات كانت هذا الأسبوع عندما قُتل جنديان وأصيب خمسة إثر انفجار عبرة ناسفة جنوب العريش.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
تفجير طائرة روسية بقنبلة يدوية الصنع!
سقطت طائرة الركاب الروسية A321 في أكتوبر/تشرين الأول 2015 بسبب انفجار قنبلة يدوية الصنع حسب ما أعلنته موسكو، مخلّفة 224 قتيلاً. قال الرئيس الروسي بوتين إن تفجير الطائرة من الأعمال الإرهابية الأكثر دموية في تاريخ روسيا، فيما أعلن تنظيم مرتبط بـ"داعش" مسؤوليته عن الهجوم، بينما قالت مصر إنها لم تجد ما يثبت فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة، لكن خارجيتها عادت لاحقاً لتصف إسقاط الطائرة بالعمل الإرهابي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Belyakova
المعركة ضد الإخوان بنكهة الحرب على الإرهاب
ضمن قوائم الجماعات المسلحة، هناك حركتا "حسم" و"لواء الثورة" اللتان صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة الإرهاب. تربط عدة تقارير إعلامية الحركتين بجماعة الإخوان المسلمين، غير أن هذه الأخيرة تنفي وتؤكد أنها ضد العنف في البلد، كما لم تعلن الحركتان تبعيتهما للجماعة. تصف السلطات المصرية الإخوان بالإرهابيين، غير أن هناك اتهامات للدولة المصرية بتصفية حساباتها مع الإخوان عبر بوابة الإرهاب.
صورة من: Reuters
استراتيجية جديدة في فبراير 2018
بدأ الجيش المصري (الجمعة التاسع من شباط/ فبراير 2018) عملية "شاملة" للقضاء على الإرهاب في سيناء و الدلتا والظهير الصحراوي مع الحدود الليبية، معتمدا بشكل كبير على الطائرات المقاتلة. الجيش تحدث عن قيام قواته الجوية بتشديد إجراءات التأمين على المسرح البحري لتقطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين، زيادة على وضع قوات مشتركة من الجيش والشرطة على المنافذ الحدودية وعلى كافة المناطق الحيوية بالبلد.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
المدنيون ضحايا الإرهاب
شهد نوفمبر/تشرين الثاني 2017 مجزرة في قرية الروضة بسيناء عندما قُتل حوالي 305 شخصا ًفضلاً عن عشرات الجرحى. الهجوم نفذه إرهابيون بعبوة ناسفة فضلاً عن إطلاق الرصاص داخل فناء مسجد مرتبط بإحدى الطرق الصوفية. ليست هذه المجزرة الوحيدة، فقد وقعت أحداث مشابهة، منها مقتل 29 قبطياً وإصابة 24 في هجوم بالرصاص على حافلة كانت تقلهم صوب دير في المنيا جنوب القاهرة.
صورة من: Reuters/Str
جماعات مسلّحة متعددة
تنشط في مصر عدة جماعات مسلحة، بينها من يدعي رفضه استهداف المدنيين. أشهر هذه الجماعات تنظيم "ولاية سيناء" المرتبط بـ"داعش"، والذي كان يعرف بأنصار بيت المقدس. ظهر إلى الوجود عام 2011 لغرض مهاجمة إسرائيل لكنه بدأ مع سقوط الرئيس مرسي بمهاجمة المدنيين والقوات المصرية. هناك جماعات أخرى أقل نفوذا كـ"جند الإسلام" التي أعلنت الحرب على تنظيم "ولاية سيناء"، وكذا "أنصار الإسلام"، و"أجناد مصر" و"المرابطون".
صورة من: picture-alliance/abaca
تفاقم النشاط الإرهابي رغم خطوات السيسي
رغم أن القوات المصرية استطاعت القضاء على الكثير من العناصر المتشددة، إلّا أن مصر لم تعانِ من الإرهاب بوتيرة أشدّ ممّا عليه الحال في عهد السيسي، الأمر الذي أثر كثيرا على حركة السياحة . كما تأتي هذه الهجمات في سياق اقتصادي مترّدٍ تعيشه مصر، وفي سياق تراجعٍ للحريات العامة وانتقاداتٍ متعددة تُوجه للقضاء المصري، لكن السيسي لا يكترث كثيرا لهذه الأمور ويمضي نحو ولاية ثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Elfiqi
التعاون مع إسرائيل في الحرب على الإرهاب
يعدّ السيسي من أكثر الرؤساء العرب حماساً للسلام مع إسرائيل، لكن إدارته لم تفصح عن وجود تعاون أمني مع تل أبيب في مجال محاربة الإرهاب، لأن التعاون –إن صح- سيكون مكلّفا لشعبية السيسي في بلده. غير أن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت أن التعاون قائم منذ مدة، كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز الى أن التعاون العسكري بين الطرفين تعزز منذ قدوم السيسي، وأن إسرائيل قامت بضربات جوية في سيناء ضد جماعات ارهابية.